مصطفى معروفي - أرى الأرضَ امرأةً

اِقترب الضوء من البجع الأصهبِ
كنت سعيدا
أحكي الأنهار بأسورة الظنِّ
وأما الشمس فكانت تقتات
على الجسر
وتأخذ في الحسبان قوارير معلقة
في الطرقات
وأركض
وجهي نافذةٌ
والشاطئ تاريخٌ لمجوس الشرق
عليَّ فقط أن أهب الريح شجون الريفِ
وأن أنشر فوق معاصمها بيداءَ
تزيد عن القيلولة ورعا
وتحيي القيظ بذئبٍ يرتع داخل
كهفٍ منذ قديم كان حفيا بالأمداء
سألهو متئدا بمداري
والطير إذا واترَتِ الخفْقَ
بنيت لها برجا نبويا
وثنيتُ إلى أرقي العذب عناني
أشعل فيه ألق الزمن الأوَّلِ
فالآن أرى الأرض امرأةً تسرق
من لهب الشهوة نافلةً
تمشي في أفق منشغل
بسؤال الأحَدِ
تشق سنام السرمد بالياقوتِ
لقد كنتَ تحييني
وتصوِّبُ نحوي من شرفات الماء
غزالا مسكوباً بين هوائين رشيقينِ
وبابك صار سماءً
منه تتملى المطر النازلَ
والليلَ الرابض في خد الفندقِ
والنايَ الناهضَ من غفوته البِكْرِ...
إذا أعطيتك برقاً
حاولْ أن تقرأ ألق الأرضِ
من الجهة اليسرى.
ــــــــــــــــ
مسك الختام:
أعطاني درهـــمَـــــه ولكنْ
في غــــده أتبـــــــــعه مَنَّا
فندِمْتُ وأصبحَ صاحـــبنا
عندي كلباً أو هـــــو أدنى


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى