أ. د. مصطفى الشليح - هدهدياتٌ

هادئا مثلما لَمْ أكنْ
والطَّبيعةُ تنشرُ أسرارَها
تُسفرُ ضوءًا كأنْ هالةٌ لا يرى
سائرٌ، عبرَها، ما تغيَّرَ عندَ الذُّرى
فالسَّماءُ تلفظُ فائضَها في سُرى البحر
يحفظُ شيئا من الشِّعر طرَّزَ بالغيب أطوارَها
لَمْ أكنْ هادئًا. طارئًا
كنتُ فكَّرتُ في مطر خافتٍ
لستُ أسمعُه، إنَّما الأرضُ تسمعُ
كيفَ رهامُ حرير تنزَّلَ يخلعُ فُستانَها
حذرًا، ثُمَّ يذرعُ شُطآنَها ليدسَّ بها قمرًا
يكنُسُ اللَّيلَ، مدًّا وجزرًا، فكأنْ جسَّ أنهارَها
قارئًا هدأتي، بارئًا
جدليَّةَ ماءٍ ونهرٍ : ترابٌ رأى
خفَّةً في الطَّبيعةِ، كيفَ لعشبٍ
يرمِّمُ سيقانَه، وقفةً، والسَّماءُ تهمُّ
بطوفانِها، غرقًا، والمنافذُ تلطمُ ؟ يا أيَّنَا
فاضتِ الأرضُ؛ كيفَ نُغيظُ الذي كانَ أقدارَها ؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى