أحماد بوتالوحت - رُؤوس المَجانين

كَما في زَمِن سابِق ، حُظِيَت الطَّرابيش بِأَهَمِّية لَم تَحْظ بِها الأَحْذِية وَلَا الأَرائِك المَخْمَلِية
وَليْس مِن قَبيل الصُّدَف أن تَرى طَبْل الصَّفيح الأفَّاق، يَسْلخ جِلْده كَي يَنْحَني لَها بِكَثير مِن الوَقار .
لَكِن الرِّيح التي خَبُرَت تِلك الكائِنات المُخْتَمِرة على الرُّؤوس ، لَم تَعُد تَلْتَمِس مَزيداً مِن الأَسْباب كَي
تَزْدَريها ، وَتَعْتَقد أنَّها لَيْسَت جَدِيرة إلَّا بِيَوافِيخ المَجانِين المُبَقَّعة بِزُيوت ، المُحرِّكات ، المَحْروقَة
كَما كاَنت تَبْدو لَها وَهِي عَلى هَامَات تَماثِيل الْجِنرالَات المَوْبوءَة ، كَشُخوص قَيْد الإِنْبِطاح
وَتُشْفِق عَلَيْها لمَّا تأْخُد شَكْل مُرْتدٍّ مَشْنوق ، حِين تَلْبَس رَأْس فَزّاعَة يائِسَة مِن الْحَياة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحماد بوتالوحت

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى