أ. د. مصطفى الشليح - سَيأخذُونَ اسمَكَ العَالي

لا تعـدْ حيثُمـا أنخنـا السَّرابـا
وانتحينـا نلـوكُ فينـا الخرابـا
نحـنُ شخنـا مَهانـةً وصَـغـارا
واختلفنـا إلـى الدِّيـار اغترابـا
أنكرتنـا الرُّسـومُ حيـنَ اقتربنـا
فأشاحـتْ عـن القـدوم جنابـا
أنكرتنـا ونـحـنُ دونَ خـيـول
نمتطـي لوثـة الخنـوع ركـابـا
أنكرتنـا وللأثـافـي حـديـثٌ
عنْ أحاديثَ مـا اقترفنـا اقترابـا
لا تعـدْ. هـذه خُطانـا كـلالٌ
سـوف تجثـو مَخافـةً وطلابـا
سوفَ تحثو التُّـرابَ بعـدَ قليـلٍ
وإذا تحثـو تَستـقـلُّ التـرابـا
نسيـتْ خطـوةُ المعالـي رُبـانـا
ورُبانـا دونَ المعـالـي ارتقـابـا
نحـنُ كنـا علـى البـلاد بـلادا
حينَ سرنا إلى السَّحـاب سحابـا:
اسكبي أنَّى شئـتِ .. إنَّ خراجـا
هُـوَ آتٍ .. يُقـبِّـلُ الأعتـابـا
لا تعـدْ. راحـتِ المَطايـا بقـوم
لم تعدْ، مثلـكَ المَطايـا، انتسابـا
طـوتِ البيـدَ مُثقـلاتٍ بمَجـدٍ
مُرقـلاتِ تخـبُّ تلـكَ الرِّحابـا
طوتِ العُمـرَ مُشفِقـاتٍ علينـا
مـن خُرافاتنـا تُغـلِّـقُ بـابـا
استبقنـا إلـى التَّبـابِ ارتياحـا
واسترقنـا مـنَ القُعـودِ إهابـا
وامتشقنـا سيفـا فلـمِ نتجـردْ
كَمْ تراشقنا بالسيوف غيابـا
لا تعدْ. هـذه السُّيـوفُ حكايـا
فـي الدَّكاكيـن لا تهـمُّ احترابـا
كبقايـا مـن البقـايـا تـراهـا
علقتْ بالجدار .. خابـتْ فخابـا
ستراهـا وقـد تدلَّـتْ لرقـص
والثنايـا تميـلُ منهـا انطـرابـا
سترى الفـارسَ الجديـدَ تَجلـى
جَـرَّدَ السيـفَ بالغنـاء وذابـا
ستـرى أمَّـةَ العُروبـةِ جـذلـى
بالفتوحاتِ فـي الغنـاءِ احتسابـا
.
لا تعـدْ. نحـنْ مُنتشُـونَ بنصـر
إثـرَ نصـر، ومُنعشُـون شرابـا
كلُّ شـيءٍ لنـا تداعَـى ببحـر
فتداعينـا كـيْ نشـقَّ العُبـابـا
كـلُّ شـيءٍ امتلكـنـا مــداه
وصداه ومـا يلـوحُ انتصابـا
أبـدا سَــورةٌ لـنـا تتعـالـى
إنْ سألنـا فـإنَّ دهـرا أجـابـا
مـا سألنـا إلا تَبسَّـمَ سـيـفٌ
كانَ منَّا .. وصار فينـا اغترابـا ..
.
لا تعـدْ. كلمـا العتـابُ توالـى
ألـفَ المـرءُ بالكـلام عتـابـا
لا خطابٌ فكيفَ نُلقـي اعتـذارا
عنْ مُصابٍ، والخطبُ جلَّ مُصابا ؟
لـمْ نعـدْ نعـرفُ العُـروبـةَ إلا
قافيـاتٍ .. لنستغيـثَ .. مـآبـا
إنَّمـا القافيـاتُ مَلَّـتْ نــداءً
لفَّـه الصَّمـتُ ضِلَّـةً ويَبـابـا
لِيَبـابٍ إذا انتـمَـى عَربـيًّـا:
ما لقومي انتمـوا إليـكَ رقابـا ؟
.
لا تعدْ. شابـتِ الكَريهـةُ محـوا
واشرأبَّـتْ إلـى الشَّبيـهِ سرابـا
.
عُـدْ إلينـا إذا تشـاءُ وحــاذرْ
ربَّمـا يُوصـدُون بابـا فبـابـا
ثمَّ حاذرْ
سيأخذونَ اسمكَ العالي
.. وسامـا ..
لينتشُـوا ألقـابـا
.
كيفَ يا ابنَ الوليدِ منـكَ مقـالٌ
بعدما عدتَ .. واستعدتَ ارتقابا ؟
.
.. " كيفَ لي أوبةٌ وسيفي ردائي ؟
هذه أمَّةٌ ..
سأطـوي الجوابـا .. "
.
.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى