أشرف عكاشة - إيشارب أم هاشم.. فصة قصيرة

– يا أشرف .. ياحبيب قلبي.. يا ضناي مش قلت لك خليك جنبي ..
ألتفت على صوتها، أراها تهدهد رضيعها، بينما تجذب الأخر ليقف إلى جوارها، وقد انحسر الإيشارب عن شعرها الليل، كم كانت نقوش إيشاربها الذي لم يفارق رأسها يوما تراود ناظري!
أن أقبل ولا تخف؛ رموش العين واحة من ظل ظليل فأوسد الرأس ولا تسل …
صغاراً نجري بين عيدان القطن نسابق الشمس إلى ندى اللوزات ، ترمقني من طرف خفي ، حين صرعت الأهة أخر درع للاحتمال؛ سبقت الشوكة إلى القدم سهام لحظها إلى القلب؛ تناست من حولنا وأسرعت ملهوفة ، تحاول كتم دماء تسيل ، ترفع يدها إلى إيشاربها ، تهم بنزعه لتربط به الجرح ،تتراءى لها من بين نقوشه البتول في حجابها؛ يدها ترتعش وهي تنتبه إلى العيون المشرعة حولها ، فتمزق طرفا من جلبابها الملون بالشقاء ، وتهدهد وجعي ببلسم ابتسامتها .
يتقاطر ماء الوضوء لصلاة العيد من جبيني، أمد لها قطعة من الجمّارملفوفة في قلب نسجته لها من سعف نخلة جدي تمسكها وتبتسم هامسة:
– عيد مبارك علينا وعليكم ..
– يا أم هاشم ..
دوي صوت أمها من سطح البيت، وأطلت برأسها كبندقية من خلف أبراج الحمام، حينها انتبهت إلى زغب نابت أعلى شفتي، وأشواك لحيتي تخدش حياء وجنتي، من حينها واللوزات تشتاقها حتى هجرت أرضنا.
لكن نقوش إيشاربها اليوم صامتة، ورموشها علامات استفهام مشرعة .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى