أحماد بوتالوحت - أَعْراس الزِّيزان

لَم يكُ من المُبَشَّرين بِالجَنّة وَلم تَرْفَعه صَلَاتُه المُتَقطِّعة إلَّا إِلى جَحيم أُعِدّ لِلْمُفْلِسين
ظَلّ مُعلَّقاً بِجَدائِل نِساء أَحْلَامِه وظَلَّ زِيرَ َالْكَراسي والكَنَبات
تَتَداوَلُه مُسوح مُهَلْهَلة تُطيِّرُها يَدُ الرّيح إِذا شَرِسَت .
وَيَسْري بِه في اللَّيل حِذاء طَويل الرَّقَبَة جَاء لِتَوِّه مِن أَسْفار وَغَزَوات مُغْبَرّة
ـ كَان شَخْص مَا يُحَرِّض كَعْبَه الثَّخِين على الأَبْواب وَعَلى أَعْقاب السَّجائِر ـ
وَبَيْنَما أَجْراس حِراسَتِه تُحَلِّق فَوْق رَأْس المَدينَة ، حَيْث عُيون النَوافِذِ مُطْفأة
وَجَفْنا نُصُب الحِصان المُجنَّح وَ المُعَلَّق في الفَراغ يَطْرِفان فِي الظَّلَام
كان يَخُوض في أَجَمات مُسْتَنقَعات عَكِرة ، مُحَمّلاً بِأَكْيِاس مَسْبِيَة مِن قُرى فَقيرة
وَمُزَنّراً بِمَخالٍ مِن الغِلَال مَا إن تَضَع حَمْلَها ، حَتَّى تُقيم فِيها الزِّيزان أَعْراس أَصْيافِها .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحماد بوتالوحت

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى