عبدالناصر الجوهري - إذْنُ عُبورٍ للكُرْدِ

أنا آخرُ مَنْ أفْلتَ مِنْ أنيابِ المُسْتعمر ..

في هذا الوادي

كلُّ ودائعنا استودعتكَ إياها

عند إبادة شعْبي في مرويَّات الأشْهادِ

استودعتكَ أضغاثَ الأحلام ،

جوازَ السفر،

حقائبَ دمعي

أحفادي

لو عقروا في الليل جوادي

استودعتكَ ما كان لدىَّ ..

مِنَ الأورادِ

لا تغمضْ عينيكَ ؛

إذا جاءت بارجةُ الاستعبادِ

ستُفخَّخ زاويتي

ثُمَّ تُفخَّخ حوزةُ "فاطمة الزَّهراء"

إذا اقتربتْ في الليل

أهلَّةُ أعيادي

لا تأمنْ أى وعودٍ للمُحتلِّ

بلا إفتاءٍ ،

أو إسنادِ

فحدودُ العُزْلة للأعراب انهارتْ

وكلانا قد عانى من سوط الجلادِ

إحم مُخيَّم تهجيري ،

ظهْرى

موكبُ "داعش" خلفي

يتحيَّن قنْصي من فوق بنايات الأوغادِ

لا تجعلْهُ يأكلُ مِنْ لحْمي ،

أو يسْتنزف أكبادي

كلُّ عشائر " كردستان" الآن لأجلكَ..

تسْترجعُ ذاكرةَ الأمجادِ

"فالمنطقةُ الخضْراء" إذا كانت تصنع فينا

وطنًا مُتْسعًا لكلينا

ما ضاق علينا مِنْ وقْع استبدادِ

وقت الاستشهادِ

لا تعرف جُنْدكَ من جُنْدي

وسط الجُثث ،

الأجسادِ

لا تحسبْ نفسكَ قد تنجو

مِنْ تلك الأفخاخ بدوني

فهنا تجمعنا خارطةُ الأجدادِ

‍ما زال الحلمُ يُدثِّرُ في نبضكَ..

ما أخفتْهُ عُيونُ العذْراواتِ ،

وأحلامُ الأولادِ

أنتَ تنقَّلتَ على بغل الغُربةِ مثلي

تجمع لو تمضي حطبًا

تُشْعلُ ناركَ بالأعوادِ

مِنْ أجل لُقيمات العيش؛

ستوقف زحْفَ البرد،

وتعْتاد على الإنشادِ

أنبوبُ الحُزْنِ افترش الطرقاتِ،

ولصُّ النِّفط..

تعرّي خلف الحادي

إنِّي - واللهِ - أُحبُّكَ..

ما فرَّقنا أحدٌ إلا في كُتبِ الأحقادِ

"كركوك" "كــ غزة" "كالنجف" اليوم مُكبَّلةٌ

في نفس الأصفادِ

فــ "صلاحُ الدِّين" هنا قد حرّر أقصي عربيًّا

مازال يعيش بقلبي ،

وفؤادي

لا تفرحْ لو كان لــ رايكَ فوق الدَّباباتِ خلاصٌ

وأنا في الأسر عليكَ أنادي

النُّخلُ برىءٌ مِنْ ذنب جراحكَ؛

كم أفرحُ لو حطَّ رحالكَ في "بغدادي"

لم أطلبْ من أحدٍ

أن يقمع أعراس استقلالكَ ؛

لو تخرج تعتشب الليلة..

أو ترقب طقسًا للأرصادِ

سأمدُّ يديَّ ،

نسيمُ الحريَّةِ ..

كان استبق الليلة للوصل أيادِ

فسنبقى بالمرصاد معًا

نصدُّ غُزاةً ،

وأعادِ

لا تعبرْ نهركَ دوني

إنِّي مثلكَ أشتاقُ ظماء بلادي

وإذا متُّ أنا

فلن أستأمنَ غير أخي

فاجعل مِنْ عظمي حاميةً

اجعلها مِنْ أوتادي

لا علمَ يرفرفُ..

قد يُنسي الشَّعبُ الكرديُّ الباسلُ ..

"أقصي" الميعادِ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى