جاسم عاصي - الحمّامات العامة.. طقوس التطهير وشعيراته

توطئة
من منا لا تخالجه ذكرياته عن الازمنة والامكنة التي مضت..؟ فما زالت صورة ما خلفته في الذاكرة، تحكي وتروي للذات جُل تلك المشاهد الطيبة، بكل فرحها وحزنها، فلكل من هاتين الفعاليتين نشاطهما في افادة النفس البشرية، بما تمنحه من دروس وعبر فهي صفوف متجولة سقفها الفضاء وارضها الواقع بكل أشكاله وهيئاته وأشكالاته. لذا ومن هذا المنطلق تخلد الثيمات والشعيرات والطقوس التي خلقها العقل الجمعي والشعبي من خلال مكتبة غنية، شفاهية هي مصادرها او مدونة، فدروسنا من الموروث بشكل عام، والموروث الشعبي بشكل خاص، هي المحطات التي تلتذ عبر تفاصيلها النفس البشرية لانها تعيد لها افق الذكريات في اكثرها إسهاماً لترسيخ أسس المجتمع، ومفردات هذا كثيرة ومتشعبة، سعة الذاكرة في الموروثات الشعبية التي تختزن شعيرات وطقوس كثيرة، هذه الشعيرات والفعاليات كانت ترتبط بازمنة وامكنة.
والحمامات العامة اماكن وازمنة لها في الذاكرة قصص ومشاهد، وابسطتها تترشح من حركته في الذهن بحيوية وفائدة ومتعة، فهو - ونقصد الحمام- وان بدا ضمن سياق الحياة هو المكان الذي يتم فيه تنظيف الاجساد من العالق، غير انه ارتبط ارتباطاً مكيناً بالثقافة والمفاهيم. فهو يشكل منبعاً لوعي الذكورة والانوثة، ليس باعتبار هذا الوعي يتعلق بالجنس فقط، أي وعي وادراك صورته، بل انه منبع لوعي ثقافي إذا ما حسبنا الجسد لكلا الجنسين هو نمط ثقافي معرفي، لانه يحتوي ويجسد خصائص وممكنات تسهم في بلورة المفاهيم فالجسد وما يلحقه من فعاليات ونشاطات تؤدي الى الطقوس والشعائر والشعيرات هو بمثابة المنبع او البئر التي لا تنقطع مياهها، فهو يرتبط بفعاليته ونشاطه بالبنى الاجتماعية الاخرى كالسياسة والاقتصاد والاجتماع وغيرها، فالحمام من بعد ذلك هو المكان الذي.. يعاود الانسان فيه اكتشاف نفسه ومن ثم يصبح قادراً على الاذعان لطفولته.. (1) او هو عودة بالخيال الى عالم الطفولة الذي ضاع مبكراً ومحاولة استعادته، وهو ايضاً ما ينظم كثيراً من العلاقات، ويؤدي وظائف غير إزالة العالق عن الجسد او السعي الى الطهارة، فها هي المرأة في احدى قصص- الف ليلة وليلة- تندب حظها العاثر بسبب اقتران زوجها بامرأة كانت قد وصفت امامه جسدها، الذي تكشف لها داخل الحمام، فقد اصبحت ضرتها بفعل الوصف الدقيق. من هذا المنطلق وغيره كان لطقوس الاغتسال قوانينه واعتباراته، بعد ان الغيت ظاهرة الحمامات المختلفة او اظهار مفاتن ومثيرات الجسد عند الرجل ، خاصة عورة الرجل، والمرأة بكل خارطة جسدها عدا الساعدين والوجه، باعتبار ان المرأة في كل جسدها عورة كاملة، بمعنى اثارة اجزائه الباعث الجنسي.
تأريخية الحمامات والمفاهيم
شهدت الحمامات شأنها شأن المرافق الاخرى او الاماكن ذات الوظائف المتعلقة بالعرف الاجتماعي والديني، بما يناسب القانون العام الذي يحكم المجموعة، وهذا ايضاً شمل حالة التشييد والبناء، او طقوس الاغتسال والتطهر، ثم تأريخية المكان وتطور معماره، ثم تأثير المفاهيم والافكار في خريطته، فقد ازداد عددها في بغداد في العصر الاسلامي، حتى بلغ هذا في القرن العاشر سبعة وعشرين الفاً في بغداد وخمسة او ستة منها في قرطبة، (2) وهذا انعكس تماماً عما عند الرومان، حيث كان مركزها في المدن الكبيرة فقط، ان انتشار الحمامات العامة كان مرافقاً انتشار الاسلام، فهو المكان الذي حددت فيه الطقوس، وانطوت على شعيرات الطهارة والاعتناء بالجسد عند كلا الجنسين، خاصة عند المرأة التي كانت تقضي نهاراً كاملاً تؤدي من خلاله كل طقوس الاغتسال، هذا من جهة ومن جهة اخرى تخص الشريعة الاسلامية، ودعوتها للطهارة من اجل الاستعداد لاداء طقوس العبادة كالصلاة مثلاً، حيث ذكرها- ابراهيم محمود- في كتابيه - الجنس في الجنة والجنس في القرآن- وما للماء من دلالة على الطهارة وإبعاد الدنس، فقد حددت كظاهرة حضارية لما تنطوي عليه من مفهوم عميق للجسد لكل من الذكر والانثى.فالماء في الاسلام واحد من ثلاثة مصادر للتطهير هي: ( النار- الماء- التراب) وهو على وفرته شكل اساساً في التطهير او في المداولة، لانه يزيل عن الجسد الحدث، ويخلصه من الجنابة. والحمام بذلك مكان يشكل حيزاً مهماً، إذ تقام داخله طقوس كثيرة على اعتبار ان الدخول الى كل مرفق منه بمثابة العمل على ممارسة طقس خاص، ابتداءً من الرياضة البدنية في غرفة البخار والتدليك والمساج والتزيين وغيرها. لذا انتظم الدخول على وفق شعيرة تنص على ان الدخول توجب ان يكون بتقديم القدم اليسرى، اما الخروج فبالقدم اليمنى، وهو ايضاً نوع من الاحساس النفسي في تفادي ما قد يترتب عكس ذلك. لذا فالحمام يعد منطقة عبور ومركز انتقال بين الطهارة والنجاسة، فالخارج منه غير الداخل اليه. اما من الناحية الاخرى فهي ذات مدلول جنسي بما يوحيه المكان من اثارة من هذا النوع، سواء ماكان يحتويه من فعاليات الاغتسال المختلطة بين الجنسين التي حرّمها الاسلام، ام ضمن عالم الانوثة والذكورة على إنفراد.
وهو مكان تحذر منه الفتاة الباكر، من مغبة التخصيب جراء الملامسة في الحمامات المناوبة في الاستقبال- لذا توجب على الفتاة ان تنظف المكان جيداً قبل الجلوس على أرضيته المجاورة لحوض الماء، وفي المفهوم الجنسي تأكيد دلالته الجنسية(3).
لذا يعدُّ الذهاب الى الحمام نوعاً من الممارسة الجنسية عبر طقوس تهيئة الجسد، لذلك سواء عند المرأة ام الرجل، وما يرافق ذلك عند النساء في شعيرات كثيرة، تبدأ من التعرق في غرفة البخار، وصولاً الى اختفاء انواع العطور والروائح على الجسد والملابس والثياب واستخدام جميع المساحيق ومواد التجميل. كما وانه لا يعد مكاناً للتطهر فقط وحسب ما تقدم انما هو نوع من الدرس الثقافي، ونعني لها ثقافة الجسد، فهو يتجاوز الوظيفة احادية الجانب باتجاه كونه يعني مركز التهيج الروحي والجسدي بإتباع ظاهرة التزيين والاعتناء، فهو بهذا مكان شامل وكامل الشعيرات، إذ تتشابك في داخله ذكريات عديدة ورؤى كثيرة، ومفهومات مختلفة، انه كمكان يثير الخيال، سواء اكان من خلال تصحيحه ومعماره، أم عبر طقوسه ورموزه، فهو يؤسس أسطورته، عبر شعيراته المتعددة، فالالتواءات والمداخل وظاهرة التواري في الغرف الخاصة، والارتماء في احواض الماء الحار. ودلالة الابواب المغلقة للغرف تلك وتصاعد هالات البخار والتكتل في الزوايا وعلى الحواف وانتصاب دكات التدليك ولمعانها، والأصوات المنبعثة من داخل الغرف المغلقة على أسرارها، كل هذا يثير مشهداً اسطورياً خالصاً، يومي بالانفعالات والمتغيرات، وعكس المتع الخاصة، فهو عالم مثير لكلا الجنسين، ناهيك عن تأثيرات الدفء والسخونة وهالات البخار وشكل القبة على الذهني ومن ثم الجسد، فهو بذلك يشكل ظاهرة حضارية، تنطوي على مفهوم عميق لرؤية الجسد لكل من الذكر والأنثى، وفعالياته ترتبط بالناحية الثقافية والجمال والفسيولوجي كما ذكر- بوحديبة- في المصدر المنوه عن ص234، وهو يعد ايضاً مكاناً مناسباً لعقد اللقاءات الاجتماعية مما دفع رجال الفقه والمعنيين بالأخلاق في أخذه بعين الاعتبار، بغية تنظيم وظائفه ومراقبتها، فالغزالي مثلاً قال.. لا بأس من دخول الحمام، ولكن بإزارين لإخفاء العورة ، إزار للرأس يقنع فيه ويحفظ عينيه ليصونها عن نظر الغير. بوحديبة -ص240. (4).
فالحمام من بعد كل ذلك مكان يشحذ الخيال، ليس بتصميمه فحسب، بل بحركة السير في مداخله، كما لو ان المرء يتحول في أروقته متوجساً من أماكن اسطورية، مفعمة بالغرابة والمفاجأة إذ تتباين فيه الزوايا والانعطافات وكل ذلك يثير الاحلام وينشط المخيلة والانعزال الكامل عن العالم الخارجي، والخيال فيه صور عديدة عالقة في الذاكرة او العقل الباطن، لأنه يحتوي على عالم الطفولة التي انصدمت زماناً ومكاناً، ولم يبق منها سوى العالق المعرفي الذي نشط الخيال من جديد.
من وحي أيام زمان
لا تخلو ذاكرة احد منا من صور ومشاهد الحمامات العامة، بما تحتوي من طقوس وشعيرات شكلت قيمتها الاجتماعية والدينية. ولم تنتبه يوماً الى تشكل معمارها ودلالاته بقدر ما كان يهمنا ويهيم بنا الاداء الوظيفي داخلها سواء اكانت هذه التجارب قد تمت لنا ونحن برفقة الامهات ام الاباء، فهي تحمل صوراً مختلفة باختلاف طبيعة الشخصية وتقصد بها طبيعة-الطفل- او الصبي الذي كنا نمثله. فثمة منهم من له بوادر لنضج او تطلع جنسي مبكر، والاخر إنطوى على غموض. غير ان كلاهما يختزن ذكرياته، وهي بالتالي الحافظة الانشط عند الانسان، ومن ثم فأن ذكريات الطفولة هي اكثر الملفات حيوية عند المرء لانها من بواكير التفتح وتشكل الرؤيا للكون على قاعدة (التجربة في الصغر كالنقش في الحجر) فما زالت الذاكرة تعيد تلك الصورة للام وهي تعد- صرة- الملابس التي تحتوي على ملابسها وملابسنا النظيفة، بعد شدها جيداً، وبعد ان تنضدها باءتقان شديد وتتفقد اجزاءها قطعة إثر قطعة، ثم تدس الكيس الذي تتهيج جراءه شهيتنا وأحاسيسنا، ثم تقودنا شادة اكفنا بكفيها واخي الأكبر يحمل- الصرة- بقوة لافتة للنظر. تقودنا عبر شوارع متعرجة أرضها ومتربة، عابرة بنا سواقي الماء وبركه الى ان نصل الى الحمام، حيث تستقبلنا بابه المسدلة عليه ستارة مزينة بالمربعات ذات اللون الأحمر الفاقع. ندخل إذ يخف ضغط كفيها، حاملة الصرة بدلاً من أخي يستقبلنا الدفء الفاتر الذي تميزه برودة الشارع ، باحثين عن موضع فار غ لنا، وحين نعثر عليه نبادر بتلقائية الى خلع ملابسنا ولمها الى بعض كالعادة، حيث تجمعها أمي في (صرة) جديدة تضعها جنب الأولى ليحملها أخي على رأسه حتى البيت، إذ تستقبلنا الممرات والأقواس قليلة الضوء، تتعثر أقدامنا بطابوق الأرض، نسير حذرتين اشد الحذر من السقوط والانزلاق، الى ان تستقر داخل حاضنة الحرارة تحت القبة، وسط هالات البخار وسحره وهو يتطاير منبعثاً من الأرض او من الجدران، يغطي اجسدانا بدفء أخاذ يضيع أجساد النسوة فلا تميز ملامحهن، . مازلت أتذكر أخي وهو يتلفت يميناً ويساراً كأنه يبحث عن شيء ما افتقده، ولا أنسى عندما كنا نهم بالدخول الى الحمام ففاجأتنا صاحبته ذات الجسد المملوء بان منعت أخي من الدخول الى بهو الانتظار بصحبتنا وعند اعتراض امي على ذلك انبرت قائلة (لا عيني هذا الولد عينة مالحة)، عندها اضطرت والدتي الى اجلاسي بالقرب منها ريثما تعود، كي توصله الى البيت، مؤنبة اياه على طول الطريق حول كثرة أسئلته وضحكه وهو يتفرس باجساد النساء. لقد كان الحمام اضافة الى ما يرافق دخوله والجلوس على دكاته الخارجية والتحلي بالآدب في لقاء الأصدقاء، حيث كنا نرى أعضاء الهيئة الاجتماعية حين تلتقي، وتعقد جلساتها بعفوية تامة، في اثناء نزع او ارتداء الملابس بالسؤال عن الأحوال، فقد طالت رؤية بعضهم بعضاً، فالحمام كالمقهى، كان ابي يجلسني بالقرب منه بينما يكون جسده ممداً على دكة كبيرة تتوسط بهو الحمام تحت القبة و-حسين جني- الرجل الذي يدلك جسده يقف بالقرب من الجسد منحنياً عليه مادة كفه المختفية داخل كيس اسود، كان يمرر هذا الكيس على ظهره المتعرق فتظهر الفتائل السود كما او انه يقشر سطح جسد ابي، بينما كنت أتأمل جسد- حسين جني- فلا ارى فيه سوى البياض المشوب بالاحمرار، كأنه قشر الف مرة من كثرة ما يمكث داخل الحمام. هذا الطقس يستمر مدة طويلة، وابي يطلق عبارته دائماً (الله يرحم والديك)، ولا يني -جني- هذا الا ان يطلق من حنجرته العنان لصوته العذب بابوذية محببة، يصفق لها الجميع ويطرب، بينما ينقلب والدي على ظهره رافعاً ساعديه، وشابكاً اصابعه مطلقاً اصواتاً كما لو انه يضرب على شيء صلب، يتردد الصوت داخل القبة، بينما يصبح المستحمون مستحسنين ما يسمعون مرددين (تسلم يا أبو اموّس) يتشجع - حسين جني- في ادائه الغناء فيأخذه ملكوته، متناسياً كل هموم الدنيا ان وجدت آنذاك ، كان احتفالاً لا ينسى، إذ يخرج المستحمون معطرين برائحة البخار ملفوفين بالوزرات الملونة ذات الخطوط المتوازية، حيث يبدأ طقس التنشيف ولبس الملابس النظيفة، كان والدي يأخذ له اغفاءة قصيرة، ونحن ننتظره ملفوفين بملابسنا حتى الرأس بعد ان حملنا الصناع الى الدكة، فقد قشر أجسادنا بعناية فائقة، يقشر لنا البرتقال ويسقينا شراب الدارسين، وتدور الأحاديث بينه وبين الآخرين إذ تدور بشأن السؤال عن الأحوال والعمل، فالحمامات محطات للراحة النفسية، وتدار داخلها النوادر وتجرى الأحاديث، فلم أسأل نفسي يوماً لماذا سمي الرجل بـ(حسين جني) لكني طرحت السؤال من جديد الآن، فعرفت بعد ان تطلعت وعرفت، فالرجل يقيم دائماً داخل الحمام، والمكان إضافة الى دلالته في الطهر فهو مكان تسكنه الشياطين والجن، وكتاب الليالي حافل بالقصص والحكايات التي اطلقها الخيال، فلابد من الحذر منها لكني الآن لا أتذكر سوى وجهه الوديع السمح، بعيداً عن حكايات الجن والشياطين .
بعيداً عن النوادر التي تتردد عن هذا المكان الأثير، فقد قيل ان احدهم دخل الحمام في الصباح الباكر، وهذه عادة المستحمين، وحين استقر داخل قبته محاولاً التعرق قبل الاغتسال، شاهد احدهم يقف عند رأسه ، مرحباً به، مبيناً استعداده للتدليك، فعدل من جلسته، ولكن حين سقط نظره على قدميه فاجأته الاظلاف بدلاً من الأصابع في القدمين، كانت اظلاف بقرة، عندها خرج هرباً الى البهو عارياً، مرتدياً ملابسه على عجالة، وحين رآه صاحب الحمام استغرب لحاله، وسأله عما جرى له واربك حاله، فقال له على عجالة وخوف (ان حمامك تسكنه الشياطين) وحين استفسر عن الدليل ذكر له ما رأى عندها كشف الرجل عن قدميه قائلاً: هذا يعني انها كانت مثلي.. فما كان من الرجل حيث رأى الاظلاف ايضاً لقدمي صاحب الحمام حتى هرب راكضاً يجوب الطرقات، استوقفه الحراس العائدون من نوبات حراستهم، مستفسرين.. فذكر لهم ما رأى قحكوا قائلين، وهل كانا بقدمين كأقدامنا فجن جنونه، لحظة سقط نظره على اظلافهم وراح يجوب الشوارع يمسكه الخيال من تلابيبه ويطيش في رأسه، قائلاً: حمام للشياطين مدينة للشياطين وقيل انه انهزم الى خارج المدينة، وقيل انزوى في بيته ولكننا نشك في ذلك، فعقله لا يدله على الصحيح من شدة ما اضطرب، واذا اقتنعنا في وصوله الى بيته فلا تراودنا سوى صورته وهو يلوك ما رأى بخياله، ناسجاً حكايات كثيرة، مثيراً ما حفلت به بغداد والمدن من حكايات نرددها معه، وها ان المجال أدركنا، فلابد من ايقاف الكتابة، مرجئين ذلك الى وقت تحين الساعة بالإذن لنا في الكتابة.


الهوامش.
1- عبد الوهاب بوحديبة. الاسلام والجنس- ترجمة هالة العوري- ط2 دار رياض الريس 2001 ص246 .
2- نفسه ص233
3- نفسه ص239
4- نفسه ص240

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى