هشام ناجح - عقد النكاح.. قصة قصيرة

ندوب الصبا تتلقفها الجارات ،
لنعبر التوجس والحنين معا .
نسير بخطى وئيدة صوب الساحة الشرفية .
تحكي حكايات عن زوج معتوه .
النشوة والنجوى تسعفان الواجب .
تهمهم هي الأخرى لإرشاده
الى منبع الأحاسيس الدفينة ،
يتكاسل ، يتثاءب ضجرا في إ نتظار
عود الثقاب .
تحاول مرة أخرى أن تستنكف ماتبقى
من الألوان الدسمة .
لاسبيل الى ذلك بالرغم من تعدد الوجوه .
بسمة الأمل ضاعت في العود والثقاب
المزهر بين ثنايا الضلع الأعوج .
الشخير المفرط والحسرة البعيدة
هو أخر ماتجود به
الساعات الأخيرة من الليل .
ديك الجيران يصدح قبل الأوان ،
يتوهم الفجر الكاذب
لعل ساعته خانته في عتمة خمه الحزين .
الكناس كعادته يرتشف
أطيط السعفات ،
يبغي الطهارة ،
لكن الجارة ترغمه على إحتساء الحساء
المبقع بالأعشاب البرية .
تتوقد عروقه وينضح جبينه .
صليل سيوف الرومان ومطارق داوود
تقرع رأسه بحمى الشهوة .
تسقط السعفات بعدما يفكر في نوباته الجديدة.
الأنين والرفث والهذيان .
يتعالى صوت الآذان :"الصلاة خير من النوم ".
الكناس يطرق بابتسامته الثعلبية بطيف النصر ،
فيقول :" الفياق بكري بالذهب مشري ".
الزوج يقشع عود الثقاب هذه المرة
ليتأكد من الوجوه العابرة .
الساحة الشرفية تلتهم ماتبقى
من حقه في عقد النكاح .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى