حوار مع السيناريست اليمني علي المصري.. إعداد: حصة بنت عبد العزيز

في بداية حوارنا نرحب بالكاتب والسيناريست علي المصري من اليمن الشقيق عبر صحيفة (وقع الحدث) لنتعرف من خلاله بإيجاز على جانب من حياته الشخصية، وجوانب من سيرته الذاتية.



ج/ انا علي المصري يمني الجنسية .. العمر 35 سنه . متزوج و اب لمجد واحد بألف مجد .

بك /لغة عربية من جامعة صنعاء . رئيس فريق كاتب سيناريو محترف حسب موقعنا المعرف على قوقل وصفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي .



بدايةً ما تعريف السيناريو عند السيناريست علي المصري؟

ج/ هو الروح المحركة لأي عمل يعرض على الشاشة والسيناريو بتعريف دقيق كل ما نشاهده على الشاشة مكتوب على ورق و هو القصة التطبيقية القادرة على الوقوف امام الكاميرا

متى اكتشف الكاتب السيناريست "علي المصري" قدراته الإبداعية في الكتابة؟ وكيف كانت بداياته؟

ج/ صراحه هذا السؤال يذكرني بموقف مضحك جدا حينما كنت في الصف السابع كنا في نزهه سباحه مع اخي الدكتور صالح المصري وبعد انهيت السباحة شعرت ان سروالي الداخلي قد تمزق اثناء فرط الحركه في السباحه ولم استطيع الخروج من الماء حتى لا يظهر سوالي مقطوع امام الاخرين فسالني اخي وقال ليش ما تطلع من الماء . فقلت له الحقيقه فعلق بضيق وقال : انت بحاجة الى سروال حديد . فاجبت بخيال عميق وقلت له وكيف بسوي لما اغسل السروال يعني اغسله زي القدر .

فضحك اخي صالح وقال انت عندك مخيله واسعه جدا لدرجه انك قد لبست السروال الحديدي واتسخ و تفكر بالغسيل .

وقد التحقت في المرحلة الابتدائية بمدرسه الايتام وكان النشاط المسرحي حصه اسبوعيه تقدم لنا عصر كل يوم خميس و كان لدينا أستاذ سوداني يدربنا في المسرح وفي كل يوم يدربنا على نفس الحركات . انتقدت الأستاذ واقترحت عليه بتدريبنا على المسرح كادوار وحوار وتمثيل ومن باب استحقار اقتراحي طلب مني ان أقوم بعمل أي شيء احفظه او أي دور اتحدث عليه فاسعفني خيالي بفكره بسيطه حول موضوع انتحال مهنة الطب وقتل المرضى بغباء فكان لابد من استعين بزملائي فواحد طلبت منه يمثل دور الكرسي واخر دور المريض واخر دور الدكتور وانا مثلت دور الشماعه فحينما دخل المريض جلست على الكرسيي وقمت بفحص المريض بالسماعه وبقيت افحصه واعطيه الحقن حتى مات المريض وحينها دخل الطبيب فوقفت مكاني وعلق الطبيب جاكته و كوفيته علي راسي وكتفي وهكذا انتهى الاسكتش

.صفق الجميع بحراره وقدمني الاستاذ لمدير الدار واخبره عن الفكره و الاستكتش فاثني علي المدير ووعدني بالتكريم ولكن لم يحدث ذلك لكني لم انتظر أي تكريم ومن تلك الفترة احسست ان بداخلي هاجس يحثني على الكتابة والانغماس مع الخيال والتدوين فكتبت عدد من القصص كان أولها قصة دموع الندم وبعدها كتبت رواية اهل الحب الاعمى ومن ثم كتبت مسرحيه بعنوان يصرف كمبيوتر لأهل الكهف حصلت من خلالها على جائزة رئيس الجمهوريه لعام 2007م وفزت بالمركز الأول و ثم تطورت مهاراتي وكتبت عدة مسرحيات وحصدت عدت جوائز منها جائزة الجامعه وجائزة اتحاد الطلاب وجائزة مركز اليتيم









س / حدثنا عن الأعمال التي قمت بإنجازها؟ وهل شاركتَ في مهرجانات أدبية أو غيرها من المناسبات؟

ج/ الاعمال التي انجزتها ليست بحجم طموحي واعتبرها سلم بسيط ارتقي عليه للوصول الى قمة المجد ساذكر اهم الاعمال التي كتبتها منها مسلسل سعودي يمني بعنوان السلام بالاشتراك مع مؤلفين اخرين وتم تقديمه لشركة قولف دراما في جده وكتبت مسلسل كويتي 30 حلقه بعنوان قصر دسمان سلمته لشركة انتاج كويتيه في رمضان الماضي وكتبت مسلسل اسرار اينوخ تاريخي قديم يتناول حكاية مرعبه من العصر الحميري بالإضافة الى عدد من سيناريوهات الأفلام السينمائية الطويله أهمها البيت العظيم وهو فيلم سينمائي على غرار أفلام هوليود يتناول تعظيم مكه بطريقة غير مباشره وأيضا سيناريو فيلم القلب الأسود (Black Heart ) وقدمته لاحد المخرجين في هوليود وكذلك سيناريو فيلم قهوة الشيطان (Devil's Coffee ) كما تم ترجمته وقد تم تسلميه لشركة خليجيه لكنها لازالت تتمخض بولادته .

أيضا عدد من النصوص المسرحيه : أهمها مسرحية السفينة العائمة ومسرحيه كتاب مدرسي ومسرحيه بائعة الصوف قد فازت بها طالبات مكه المكرمه في مسابقة المسرح المدرسي لعام 1442هـ وكذلك ومسرحية الخلاص الكاذب وقد فازت فيها طالبات محافظة ينبع الصناعية بالمركز الذهبي أيضا في نفس العام .

و قد وقعت عقد مع شركة انتاج خليجيه لكتابة مسلسل خليجي بعنوان دف وطقاقه ومن المحتمل تعديل العنوان .



برأيك من هو السيناريست؟ هل هو مجرد كاتب محترف له تكنيك وأسلوب خاص؟

ج / السيناريست هو الطاقة الروحيه للسكريبت . ومن ينفخ روحه في جسد القصه لتصبح عالما متحركا نراه ونسمعه ونشعر به ويجب ان يتمكن السيناريست من أدوات الكتابة بأحتراف ويتميز بمخيله واسعه ليجمع العالم في لقطات













ما هي العوامل التي تساعد الكاتب ليصبح كاتب سيناريو محترف؟

ج/ القراءة والاطلاع المستمر

ثانيا متابعة الاعمال العالميه باعتبارها كنز للتعلم و تطوير المهارة

وثالثا تعتبر المنح التعليمية الحكوميه عامل كبير في تغيير رؤية الكاتب وتطوير قدراته.

ورابعا يلعب الاستقرار النفسي والمادي عامل مهم في خلق بيئه مناسبة لكاتب السيناريو ليتفرغ للكتابة والأبداع





تختلف رؤية الكتاب و لكل كاتب فلسفة معنية أو اتجاه يتميز به عن الأخرين؛ فما هي فلسفة علي المصري في كتابة السيناريوهات؟



ج / التطبيع مع سائر البشر و ردم الفجوات الدينية والسياسة والعنصرية هذا ما اؤمن به لينهض الانسان فكريا و اجتماعيا وصحيا وخاصة في مجتمعنا العربي ليشبع رغباته المكبوتة و يحقق طموحاته المسلوبه





بخصوص المعنى: هناك إشكالية يعيشها ويشعر بها كاتب السيناريو بالغالب، وهي أن مادته المكتوبة لا تترجم على الشاشة بنفس التفاصيل الدقيقة، والأحاسيس التي رسمها السيناريست وتفاعل معها أثناء الكتابة؛ فهل وجدت هذه الإشكالية في أعمالك؟



ج / من النادر جدا ان يتم تصوير السيناريو وانتاجه بكل التفاصيل التي كتبها السيناريست لان المخرج دائما يستخدم خبرته في التطوير او التعديل واحيانا ضعف الإمكانيات لدى المخرج يصعب عليه صناعة مشهد ما فيقوم بتعديله او حذفه وقد واجهت هذه الاشكاليه اثناء تصوير فيلم الجثه المتحركه حيث كان المطلوب تصوير جثه مقطعه في صندوق سياره الاجره ولكن المخرج استبعد لقطات الجثه المقطعة والدم باعتبار هذا المشهد صادم للمتفرج وقام بتعديل الجثه رغم ان الجثه كانت عباره عن دميه .



ما هي الثقافة التي لا بد أن يكون ملمًا بها كاتب السيناريو؟

  • ج / كتابة القصة والسيناريو هي خلق عالم متنوع من الخيال ولابد ان يمتلك الكاتب ثقافه واسعه من مختلف العلوم بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص ويكون لديه معرفة كامله بطريقة الكتابة ومصطلحات الإخراج والتصوير


س : وبمن تأثرت عربياً و عالمياً؟

ج/ تاثرت بكتابات الدكتور نبيل فاروق كاتب سلسلة رجل المستحيل حيث تعد الروايات العربيه الأقرب الى السيناريو و كان الأثر الأكبر للكاتب الأمريكي اليكساندر أستريمسكى فقد كانت كتابته بمثابه قبة طفت بها وكعبة صليت في محرابها وزهرة رضعت من رضابها . فانه بحق قدم الكثير لعالم السيناريو




هل ترى أن الإعلام اليمني قدم دوره في دعم أصحاب الأقلام المبدعة؛ وخاصة كتاب السيناريو المعبرون عن معاناة الشعب اليمني؟



ج/ الاعلام اليمني لا يجرؤ بالحديث عن قضاياه المصيريه وهو اعجز عن دعم الأقلام المبدعه او الكتاب وخاصه كتاب السيناريو الذين لا يتجاوزون عدد أصابع اليد

الاعلام اليمني مسير وكتاب السيناريو الذين تنتج لهم اعمال في هذه الفتره مبرمجين لخدمة كيان سياسي يكتبون لهم وفقا لإملاءات سياسيه وكل الاعمال التي ظهرت على القنوات كان الهدف منها التعبئة والانتقاد وتبادل التهم . وقد فضلت عدم الانخراط ورفضت الكتابة لاي جهه حفاظا عن ماء الوجه والابتعاد عن السياسه تماما











خضت تجربة السيناريو من قبل أكثر من مرة, فهل تعتقد أن بعد السيناريست في الكواليس خلف الأضواء غالباً ما يظلم السيناريست؟

ج / السيناريست شخصية مجهولة دائما بحكم عدم ظهوره على الشاشه عدى اسمه و قد جرت العادة بعدم عرض حتى صورته .

و قد بقي العملاق وحيد حامد يكتب السيناريو ل30 عام ولم يعرف العالم العربي صورته الا بعد اعلان موته .



ما رأيك حول كتاب السيناريو في السعودية خاصة، والوطن العربي عامة؟

ج / السعودية قبلتين على الأرض قبلة للصلاة وقبلة للقمة العيش

وعلى كتاب السيناريو السعوديين تطوير قدراتهم .واستغلال الفرصة الذهبية في عصر المملكة الذهبي لتحقيق رؤية 2030م وعلى شركات الإنتاج السعودية استغلال المواهب الشابه والعقول الصاعده من الكتاب والمبدعين وعدم الاحتفاظ بالكادر القديم البالي

اما كتاب السيناريو في الوطن العربي فقد أصبحت كتاباتهم تجارية اكثر من وظيفتها الاجتماعية والانسانيه .

اما على المستوى العالمي فاتوقع انهيار لمهنة كاتب السيناريو نظرا لتطور تطبيقات الذكاء الصناعي واسهاماتها في اخذ وظيفة كاتب السيناريو مستقبلا .



سؤال في التاريخ والحضارة: أنتَ ككاتب ومن عشاق القلم؛ ما أثر العولمة في تراثنا وهويتنا، وهل تسعى لتغييب ومسخ هويتنا الحضارية، إذا الإجابة بنعم؛ فما الحل لذلك؟

ج / نعم . الحل في احياء التاريخ باعمال سينمائية ودراميه كما يفعل الغرب لأحياء ثقافتهم وحضارتهم في مسلسلاتهم التاريخيه وافلامهم . فصناعة عمل سينمائي وخلق بيئه تاريخيه بالاماكن والاحداث والمعاناة والصراع والنضال واللغه والملابس و الأهداف والرسالة. و تصويرها وتقديمها كمادة مرئية للأجيال يخلدها في اذهانهم . وحتى الفترة القريبه من تاريخ السعودية ونشائتها على هيئة الترفية تسخير امكانياتها لاحياء صراعات الدوله السعودية في تلك الحقبة الزمنية من خلال اعمال دراميه لترسخها في اذهان الجيل الذي بدأ يتذمر ويضن ان الدولة نشاءة على طبق من الذهب .



اليمن من الدول المشهود لها بالغنى التاريخي؛ فماذا قدمت لها من أعمال تراعي وتوظف هذا الجانب؟

ج / حقيقة التاريح اليمني الطويل مليء بالقصص والبطولات والملاحم . و قد خدمت هذا الثراء التاريخي بسيناريو مسلسل تاريخي بعنوان اسرار اينوخ بالرغم من اني اعلم مسبقا انه مسلسل محكوم عليه بالسجن المؤبد في ادراج مكتبتي نظرا لعدم اهتمام الدوله بهذا المجال .



هل ترى أن اختلاف اللهجات والعادات والتقاليد في المجتمعات العربية يشكل عقبة في كتابة السيناريو؟

ج/ يعتبر الحوار في السيناريو احد الأسس التي يقوم عليها قوامه و اختلاف اللهجات يمثل عائق كبير ولكن كما يقال المثل من حب الجمل حب جماله وعلى الكاتب اذا أراد الكتابة باي لهجه ان يتعلمها .





كلمة أخيرة لك نختم بها هذا الحوار؟

اشكرك أولا استاذه حصه واشكر صحيفة وقع الحدث . على هذا الاستضافة الأكثر من رائعة واللفتة الكريمة للحديث معي .

وأقول لصحيفة وقع الحدث انثري درر حروفك يا صحيفة قلوب الملايين من القراء فالجميع يحتسي منك كأس ثقافته ومصدر ثقته

وأقول لجمهوري انتم سر موهبتي ومصدر الهامي . احببتكم في الله وأتمنى ان اقدم كلما يرضيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى