د. محمد الهادي الطاهري - رسالة إلى الراحل شهاب

تمنيت لو أن موتك هذا على جبهات القتال ليصبح عرسا به نتباهى ونفخر. ولكنك خيرت موتا فظيعا لتكسر كل القلوب، قلوب الذين رأوا فيك رايات حب وحرب، قلوب الذين أتوا من بعيد ليسمعوا منك خطابا ، قلوب الذين رأوا فيك بقعة ضوء، فأمك كانت ترى فيك ضوءا يبيد الظلام. وأختك كانت تراك تشق الزحام. فكيف تموت ولم يتبين لها منك شيء؟ لا خلف بعدك أنت وما من أمام. لماذا تموت؟ فهل كلنا ظالمون؟ وهل كلنا نحن قسونا عليك فسرت إلى الانتقام؟ موتك هذا ظلام وظلم بحط علينا ويقتل فينا معاني الهوى ومعنى الكتاب ومعنى القراءة. موتك هذا براءة ولكنه لن يداوي شيئا. فنحن من بعدك محبطون. أنا مثلا يا شهاب على حافة الهاوية فماذا عن الأقربين إليك من العائلة؟ أنا يا شهاب بكيت عليك من يوم قررتٓ هجرنا وارتحلت. تمنيت لو أنك لم تغادر. وها أنت ترحل حقا فهل كان انتقالك عنا مقدمة لانتقال فظيع. موتك هذا تمنيت لو كان في جبهات القتال الشريفة لنضمن للموت معنى شريفا ولكنك خيرت موتا فظيعا لتكسر كل القلوب. فشكرا لك يا شهاب لأنك بعثرتنا وأربكتنا واسترحت. فهلا استرحت؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى