بوعلام دخيسي - كم مرةٍ تأتي ولا تأتي

كم مرةٍ تأتي
ولا تأتي
وينتصر السرابْ...
إني أراك تزور حلمي دائمًا
لِمَ لا تزور حقيقتي
فهما معًا بيتي
وهذا الظُفر خلف الجَفن بابْ..؟؟!
عشرون عاما أوشكَتْ
والشكُّ يكبر كل يومٍ
هل سقطتَ
أم ارتفعتَ إلى السماء مُخَلِّصا..؟
انظرْ عَشاءَكَ
لم يكن بعدُ الأخيرَ
فإنني في كل مائدة أراكَ
وقد أكلتَ رغيفَ قلبي
وارتويتَ من الصبابةِ..
هل يَسُرك يا نبيَّ الروح أن يُسرى بظلكَ
كي ترى الملكوتَ
ثم تذيقَني مِن كل ما شاهدتَ شوقًا
صار يُنذِر بالعِقابْ...؟!
عشرون عامًا
كلها حُلمٌ يُرَتب لي اللقاءَ
ولا لقاءَ
ولا يؤوِّلُ ما أرى أحدٌ
ولا أبغي لحزنيَ زائرًا
حتى أفسِّرَ ما الحضورُ وما الغيابْ...!!
كم مرةٍ...؟!
كم موتةٍ...؟!
لم تكفِكَ الأولى
فجئتَ مجدِّدا في كل يوم ما بلِي في القلبِ
لمْ تأمَنْ لموتك في العقودِ
ولم تُؤمِّن للمُشيِّعِ
لم تشارِكْنا المراثي
لم تبارِكْ حَضْرةً...
لم تُخفِ صوتَكَ لحظةً..
كم مرةٍ..؟
كم موتةٍ..؟!
هل متَّ فعلًا..؟؟
لا أظنك قد فعلتَ..
أراك حيّا حين كنتَ تزورني
وتجرُّ مِن فوقي الترابْ..
وأرى يدِي مُدَّتْ إليكَ
فلا تُقَبِّلْ كالوَلِيِّ يدَ النبيِّ
وإنما خذها إليكَ
لكي تُقِرَّ بسهْوِها لما نعيتُكَ للبشرْ...
إني هنا ما زلتُ أسمعُ قرْعَ من ماتوا
وأنتظِر الحسابْ...
إني امتدادُك فانتظِرْ..
وارتحْ
لأُنْهِيَ ما بدأتَ..
فإنّ طيفَك كلَّ ليلٍ مُتعِبٌ
ما زلتَ تسألُ كلَّ يومٍ:
أين أنتَ..
وما فعلتَ..
وكيف حالكَ..؟؟
لا تعُدْ..
واهنأ لأحيا
وانتظِرْ مني الجوابْ....

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى