فوزية العلوي - تأويل..

كعادتي دوما
أمشي في الأزقة الخلفية
حيث العيون الغافية
والطيور التي عادت الى افنانها لتنام
القمصان ذاتها ارتديها
الكحلية والرمادية
لا شجرفي اديمها
لا نخل ولا رمان
حتى التي بلا اكمام
كففت عن ارتدائها
مخافة ان يعجب شاعر بذراعي
أو باستدارة مرفقي فيكتب قصيدة
ويفتضح امري
ولا عجب ان تطلب مني وقتها
شركة مواد تجميل
لاشهر لها كريمات مرطبة
مصنوعة من جلد السحالي وبذور عباد الشمس
وقتها لن أكون سيدة نفسي
وربما يتسلط علي حزب من اليسار
لبرشحني للانتخابات القادمة
واتولى الدفاع عن مسيرة الاضطهاد النسوي
من حواء الى بينازير بوتو
لهذا السبب وغيره ولتحفظات أمنية
كففت عن لباس الملون والبراق والمخرم والمغري
واكتفيت باارمادي والغيمي والصخري
وصرت أسلك التلال
كي لا يلتقيني أحد في سفح أومنبسط
فاتهم بقطع الكلام
والتحرش بالهواء
وموالاة النازحين
أمشي في المدينة الخلفية
حيث نادرا ما يعترضني باب
واغني بصوت لا اسمعه أنا
فأذا استوحشت قليلا
قلت يا ليل يا ليل
يا عين يا ليل
يا عين يا ليل
لا زمة يرددها الجميع
لا شرقية ولا غربية
لا يمينية أو يسارية
ينفس بها الناس عن انفاسهم
أما اذا سقطت فريسة جماعة مغرمة بالتأويل
واعطت الليل والعين بعدا ايروسيا
فتلك كارثة أخرى ...
وقتها من يعينني على مغادرة المدينة
.
فوزية العلوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى