عزة بدر - آتية لتوى من صباى!

عزة.jpeg


أنا أطلب حق اللجوء العاطفى والانتقال إلى صدرك , وأن تعتصم قبضتى الراعشة بخال أسمر قد اختبأ بين ضلعيك كزبيبة يتيمة تركوها تحدق فى مساحة من قمر الدين فى وله , تحدق كقبضتى الصائمة دهرا .
ولن أطلب كثيرا حين ينثنى الكون , وتطبق على ّ جباله , وتفيض أنهاره , وتشق زلازله أعطافى المرهقة التى لم تضمها بعد إلا أكمام الفساتين , ولم تمسها إلا دبابيس الحياكة , لأنوثتىالمسكينة أن تلتمس فى خطوط الفساتين , لم تمسها سوى دبابيس الحياكة , لأنوثتى المسكينة أن تلتمس فى خطوط الفستان أملا واحدا فى الهرب والاستدارة خوف الضياع فى نقوش الفستان وأزاهيره وفراشاته الصامتة المحنطة التى لاتختلف إلى غصن ولم تغير مكانها على نسيج القماش الذى يخضع لإرادة أمى فى الغسل والكى, ويخضع لتبرمى وإلقائى له فى ركن قصىّ انتقاما منه لحبسى .
هذا الفستان المزدحم بالكرانيش لن يخلى سبيلى بل يهددنى بالضياع , ويهدد عيونك بالبحث عنى فى أمتار القماش !
أنا أطلب حق اللجوء إليك بلا شانيل , ولاماكسى , ولامينى جيب
أنا أطلب اللجوء إليك كما ولدتنى أمى , ولكنى كمرحلة انتقال سآتيك فى ثوب غاندى فلاداعى للثورة على ظهور كتفى للمارة فعليك أنت أيضا أن تقص شاربك الغيور , وتطير الصقور لأطمئن وأرضى , وأكتفى بأن أغزل شالا من تنازلك عن تعنيفى يكون مناسبا وأخضر فى شكل عصفور أضعه على كتفى الموشوم بورود تضامنت مع رائحة العطر لتصنع كلمة حرية .
ولاعليك لو اكتشفت أننى بين الحين والاخرسأطلب حق العودة لملابسى القديمة فأرتدى " الشانيل " و" الماكسى " و" المينى جيب " , والبنطلون الجينز لأقنع نفسى أن لى حرية الاختيار .
وهنا لاتلوح بعودة الصقور والشارب لأننى سأعود مبحرة فى كل العيون مبحرة وملوحة بثوبى ناشرة شعرى فى الهواء الطلق فى شكل سرب من الطير راسمة فى سماء اليمام والعصافير أنى أحببت صقرا فلا تهدد أنوثتى بالفساتين فأنا أمقتها .
ولاتدعنى أنظر فى ساعة معصمك لأنها تمت بصلة غير شرعية لجرس المدرسة ونفير الصباح فهى دائما وأبدا تدق السادسة والنصف بسرعة البرق وتنذرنى بإعداد الشاى والإفطار والبيض المسلوق الذى حيرنى فإذا ضربت بيضة ببيضة فواحدة فقط هى التى تنكسر , والأخرى لا مع أن المفروض أن تنكسر الأخرى أيضا وإلا فما الداعى لأن أضربها على المنضدة فيستيقظ الأطفال بكل متاعبهم , البنات بضفائرهن المفكوكة وشرائطهن " التفتاه "
والبنون بأنشوطة قبعاتهم المبلولة بدموع الشتاء والبحيرات الآثمة والطين ! , وهنا أحلم بأننى مازلت صغيرة وأننى مازلت نائمة وأن الجرس والنفير وتحية العلم تنتظر حتى أجىء .
عندما أطلب حق اللجوء العاطفى إلى قلبك فلتعلم أننى ضقت بالصور الملونة وصون مايكل جاكسون وفتيان الشاشة الفضية والذهبية والنحاسية والقصديرية , وتخليت عن كل مقاييس الوسامة والعيون الزرق والخضر وسئمت الحديث عن فارس الأحلام الراكب حصانه الأبيض فالحقيقة أنك رجل حقيقى ولست من السذاجة بحيث تركب حصانا وتردفنى خلفك وسط كلاكسات السيارات وممنوع الوقوف واحذر خطأ الغير والعادم فالحصان سيختنق وأنا وأنت أيضا , وربما يستفيق الحصان للخطر فيلقينا من فوق ظهره وتكون نهايتنا على أحد الأسرة البيضاء .
لماذا تحدق فىَّ دائما محاولا أن تعرف هل أنا أحبك ؟! , وماهو الحب ؟
إنه تفاهم مشترك ومعبود فإن استطعت أن تقصقص ريش عصافير غضبك وجنونك , وإن استطعت أن أوفر بعض القرطم لببغاء مطالبك فلسوف نصنع أعشاشا جميلا هادئة , ولاتتصور أن الحب هو أن أظل مشدودة إليك طول الوقت فلست الرجل الوحيد فى العالم وهناك من هم أكثر وسامة ولست مطالبا بتثبيت صورى فى كل مكان بصدرك فلست المرأة الوحيدة فى العالم , وهناك من هن أكثر جمالا فلن أغضب لو أعجبتك تاء أو هاء , وعليك على نفس القدر من الفهم أن تقبل إعجابى بألف أو باء لأنهما فى النهاية مجرد حروف , ولكن انتمائى إلى اسمك وانتماءك إلى اسمى , تاريخ الفرح المشترك والحزن المشترك وتفاصيل الخناقات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة ... كل هذه ليست حروفا وإنما أبجدية كاملة من الإعجاب والحب والتفاهم والاختلاف والحوار فهل ترى معى أنها أكثر عمقا ؟
عندما طلبت حق اللجوء العاطفى إلى قلبك لم أكن أتصور أنك ستطلب منى أنا الآتية لتوى من صباىّ وقد تخلصت من ضفيرتىّ بصعوبة أن أقبل أن تجذبنى من شعرى أو تطالبنى بما هو أكثر فليس من المروءة أن يطلب من اللاجىء توقيع صك تنازله عن أشيائه كلها مقابل إيوائه من البرد والحروالوحدة وأحاسيس الضياع فيكفى أنه لاجىء .
وعندما يوقع ك تنازله ينبغى أن يكون ذلك بكامل إرادتهوبكل الشروط التى تضمن له أنه آمن ومطمئن لأن اللاجىء دائما مذعور.
وأنا مذعورة من جرس المدرسة ومن سلق البيض ومن إعداد الشاى , ومن فقد ممتلكاتى جسما وروحا ولو حتى باسم الحب
ومذعورة من صقور شاربك فالعصفور الموشوم على كتفى اختبأ وآثر النرفانا , والصوم الهندى حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود والفجر من الليل .
  • Like
التفاعلات: جبران الشداني

تعليقات

أعلى