حفظ الله (سبحانه ) لكتابه في نصوص القرآن الكريم والأقوال النثرية والشعرية إعداد /محمد عباس محمد عرابي

القرآن الكريم وما أدراك ما القرآن الكريم، خير كلام إنه كلام الله دستور الحياة، أودع الله فيه علم كل شيء، فيه الأحكام والشرائع، والأمثال والحكم، والمواعظ والتأريخ، والقصص ونظام الأفلاك. القرآن مكتوب في المصاحف، محفوظ في الصدور، مقروء بالألسنة، مسموع بالآذان، فالاشتغال بالقرآن من أفضل العبادات.

أولا تكفل الله (سبحانه) حفظ كتابه، ويعرض هذا المقال لبعض النصوص التي تحدثت عن ذلك في القرآن ثم يعض الأقوال الشعرية التي تحدثت عن ذلك:

أولا: نصوص القرآن الكريم:

أنزل الله (تعالى) القرآن الكريم وتكفل بحفظه في قلب نبيه وإفهام، قال تعالى

لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة:١٦ - ١٩].

ويقول الله عز وجل : ( وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ) الكهف/27.

ويقول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ . لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) فصلت/41-42.

و يقول تعالى ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر/9.

ويقول تعالى {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت:٤٢]

وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَالدَّارِمِيُّ وَغَيْرُهُمَا مِنْ طَرِيقِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ عَنْ عَلِيٍّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "سَتَكُونُ فِتَنٌ" قُلْتُ: فَمَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا قبلكم وخبر ما بعدكم هو الحبل المتين وهو الذكر الحكيم وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ وَهُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ وَلَا تَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ وَلَا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"

وَأَخْرَجَ الدَّارِمِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو مَرْفُوعًا: "الْقُرْآنُ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ من السموات وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ"

ثانيا: أقوال الصحابة والعلماء عن القرآن:

قال كعب الأحبار: "عليكم بالقرآن فإنه فهم للعقل، ونور للحكمة، وأحدث الكتب عهدًا بالرحمن، ولعظم ما فيه مِن البركات كانت تلاوته واستماعه من أعظم القربات، والاشتغال بتعلمه وتعليمه مِن أسمى الطاعات، وكان لأهله أعلى الدرجات وأوفى الكرامات".

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيم حميد،... شفاء ورحمة للمؤمنين؛ أي: يذهب ما في القلوب من أمراض؛ من شكٍّ، ونِفاق، وشِرْك، وزيغ، وميل، فالقرآن يشفي من ذلك كله، وهو أيضًا رحمة يحصل فيها الإيمان والحكمة، وطلب الخير والرغبة فيه، وليس هذا إلا لمن آمن به، وصدَّقه واتَّبَعه، فإنه يكون شفاءً في حقِّه ورحمةً.

قال أيضًا رحمه الله: إعجاز القرآن، أنه لا يستطيع البشر أن يأتوا بمثله، ولا بعشر سور، ولا بسورة من مثله؛ لأنه بفصاحته وبلاغته ووجازته وحلاوته، واشتماله على المعاني الغزيرة النافعة في الدنيا والآخرة، لا يكون إلا من عند الله الذي لا يشبهه شيء في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، وأقواله، فكلامُه لا يُشبه كلامَ المخلوقين.

ثالثا: الأقوال الشعرية:

يقول فضيلة الشيخ الشاعر /عبد الله العامري عن حفظ الله (سبحانه) لكتابه:

لا يُحرقُ النورُ بل نورٌ به نورُ

الله أكبر والطغيانُ مدحورُ

كم جرَّبوا كيدَه مذ كان أكفرُهم

فحصَّلوا الخزي ، سعي الجهل مكسورُ

السامري بنى عجلًا ليعبده

فعاد موسى ونور الحق منصورُ

و حرف الدين أسلاف لهم كفروا

هم حرفوا ما أتى بالوحي مزبورُ

و الحافظ الله للقرآن ما بقيت

رسالة الله و الإنسان مأمورُ

الله أنزله و الله يحفظه

و المؤمنون دعاة قولهم نورُ

قل للحسود لكم نارّ تُحرِّقكم

و مُصحفُ الله محفوظٌ و منشورُ

ويقول شاعر آخر :

في ربى القرآن الكريم

يا أيها الكَلم العلى الشان

يا من أضأتَ غياهبَ الإنسان

فبذكر حرفكَ تطمئنُ قلوبُنا

وبعلم نِحوكَ يستقيمُ لساني

والنفسُ تدخلُ في محاريب الهدى

والروحَ تسبحُ في سنا الشطآن

يا حصن أمن المسلمين وفخرهم

يا خير ما نطقت به الشفتان

ما دمت فينا لن يتوه سفيننا

فالحرف نور في يد الربان

من عند ربي قد أتيت مفصلاً

وبقيت وحياً دائم التبيان

تؤتى ثمار الأمن في كل المدى

فالغرس نور والشذى نوراني

لك في صدور المسلمين رحابة

ولك الفيوض تموج بالأزمان

يا حظ من حفظَ الكتاب بقلبه

يا سعده بتلاوة القرآن

يلقى من المولى الكريم وصاله

ويفوز بالفردوس والرضوان

هو حبلُ ربى للوجود جميعه

جَمع الأمور وصاغَ كل بيان

هو قول حق غير ذي عوج أتى

أَنْعِم به - قد جاء من منان

وتكفّلَ اللهُ الحفيظُ بحفظه

ليعيش صرحاً كامل البنيان

يا أيها العطشى تعالوا نرتوي

ونعيش أمناً في رُبى الفرقان




المراجع:

السيوطي، جلال الدين، الإتقان في علوم القرآن، مجلد: 4 صفحه: 120

أزهار البستنجي، أجمل كلام عن القرآن الكريم، ١٢ أبريل ٢٠٢٢




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى