خالد شوملي - سَنَعْبُرُ سَبْعَ صَحارى لِكَيْ نَصِلَ الشِّعْرَ

سَنَعْبُرُ سَبْعَ صَحارى لِكَيْ نَصِلَ الشِّعْرَ
كَيْ نَعْبُرَ الْمَوْتَ
سَوْفَ تُغَطّي الرِّمالُ الْعُيونَ
وَيَبْقى الْخَيالُ هُوَ الْبَوْصَلَة
سَيَنْمو الْمَجازُ عَلى كَتِفِ الرّيحِ
سَوْفَ تَخافُ الْإجاباتُ
قَدْ تَخْتَفي في السَّرابِ وَتَبْقى عَلى عَهْدِها الأَسْئِلَة
سَنَعْبُرُ سَبْعَ صَحارى لِكَيْ نَلْتَقي
فَأَدُقُّ أَدُقُّ فُؤادَكِ كَيْ تَفْتَحيهِ
وَأَهْزِمَ هذا الْغُبارَ وَأَصْعَدَ لِلْجُلْجُلَة
أَراكِ أَراكِ بِقَلْبي على جَبَلٍ نازِفٍ
وَالسَّحابُ يُداعِبُ شَعْرَكِ
وَالشِّعْرُ يَعْلو عَلى نَبْضِ قَلْبِكِ يَعْلو
فَتَعْلو الْقَصيدَةُ فِيَّ وَتَأْخُذُ أَبْعادَها
أَنْتِ مِنْ شَرْقِها فُسْتُقٌ
أَنْتِ مِنْ غَرْبِها بُنْدُقٌ
وَالْكَلامُ الَّذي تَشْتَهيهِ الْقَصيدَةُ
يَبْقى كَظِلِّ صُنَوْبَرَةٍ
تَسْتَريحُ بِهِ قِطَّةٌ رائِعة
لا يُقالُ
فَقَدْ يَنْتَشي قارِئٌ ذاتَ يَوْمٍ
بِإِحْدى رَسائِلِهِ الضّائِعة
سَوْفَ نَسيرُ سَوِيًّا إِلى آخِرِ الدَّرْبِ
حَتّى نَعيشَ سَوِيًّا
وَحَتّى نَموتَ سَوِيًّا
كَأَنّا كِلانا سِوانا
كَأَنّا سِوانا كِلانا
كَأَنّا كِلانا كِلانا
وَكُلُّ الَّذي سَيَكونُ
نَكونُ قَصيدَةَ حُبٍّ سَتَبْقى لَنا في الْعُيونِ
كَأَنّا قَصيدَةُ شِعْرٍ بِآخِرِ تَكْوينِها وَفُؤادُكِ إِيقاعُها
سَوْفَ نَعْلو مَعَ الْغَيْمِ يَحْمِلُنا الْحُلْمُ
نَحْوَ الْبَعيدِ الْبَعيدِ
أراكِ أراكِ على غَيْمَةٍ شارِدَة
وَجَدائِلُ شَعْرِكِ مُبْتَلَّةٌ بارِدَة
أراكِ أراكِ عَلى قِمَّةِ الْجَبَلِ الشّاهِقَة
وَبَريقُ عُيونِكِ كَالصّاعِقَة
أراكِ أراكِ بِقَلْبي الصَّغيرِ
كَأَنَّكِ غابَةُ شِعْرٍ وَبَحْرٌ كَبيرٌ
أراكِ أراكِ عَلى نَجْمَةٍ ناعِسَة
فَيَحْلو التَّأَمُّلُ بِالنَّجْمَةِ الْجالِسَة
أراكِ أراكِ بِكَأْسِ النَّبيذِ
فَيوحي إِلَيَّ ارْتِشافَ اللَّذيذِ
أراكِ أراكِ عَلى مَوْجَةٍ عاصِفَة
وَفيكِ الشُّموخُ أَرى الْمَوْجَةَ الْخائِفَة
أراكِ أراكِ هُنا وَهُناكَ
كَأَنّي هُنا وَكَأَنّي هُناكَ
فَتَعْلو الْقَصيدَةُ تَأْخُذُ أَبْعادَها
أَنْتِ مِنْ شَرْقِها الصِّدْقُ
مِنْ غَرْبِها الشَّوْقُ
مِنْ نَهْرِها النَّبْعُ وَالدَّمْعُ
مِنْ بَحْرِها الْمَوْجُ وَالْأوْجُ
تَعْلو الْقَصيدَةُ تَحْلو
أراكِ أراكِ بِفِتْنَتِكِ الْماكِرَة
أَراكِ بِكُلِّ بَساتينِكِ السّاحِرَة
فَأَدُقُّ أَدُقُّ عَلى بابِ قَلْبِكِ كَيْ تَفْتَحيهِ
وَأَدْخُلَ لِلْأَبَدِيَّةِ وَالْآخِرَة
.....
خالد شوملي
خالد شوملي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى