هدى الغراوي - تضاريس العشق

قبل أيَّام ذهبت لصديق لي أسمه (عمار) كان يقاتل مع الحشد الشَّعبي عندما أصيبت ساقه برصاصة، جلسنا سوية وحدثني كيف نجا من داعش، فكانت له قصَّة غريبة.. يقول عمار:
عندما كنَّا هناك، كانت الأوضاع عصيبة جداً ولا يستطيع أحدنا أن يعرف ماذا سيحدث له بعد ساعة، الكلُّ هنا يترقَّب المجهول، أفواه المنايا تدور حولنا كشخص أعمى تتخبّط يداه في الهواء عبثاً كي يصل إلى سبيله.
الموت يتجوّل مثل شبح أسود عملاق بيننا وغيومه السَّوداء القاتمة تغطي المشهد وتغلق فضاءاتنا على خوف قاتل.
عزرائيل موجود هنا أكثر من أيُّ مكان آخر، أثنان منَّا قتلوا بقناص في الَّليلة الثَّالثة من ٱلتحاقنا، لكنَّنا لا نستطيع سحب جثتيهما رغم أنَّ المسافة لا تبعد عن موقعنا كثيراً، ٱنتظرنا إلى أن كشفت السَّماء عن وجه الصُّبح.. أمير كان من البصرة لا يتجاوز الثَّلاثين عاماً أصابت الرَّصاصة رأسه، رأسه المليء بصور حبيبته الَّتي ما زالت تنتظره على حافة شط العرب، توزع النَّذور هنا وهناك كي يعود حبيبها سالما معافى.
وحسين من بغداد ترك خلفه خمسة أيتام بعدما أختارت الرَّصاصة مقرها الأخير في قلبه لتسكن هناك.
فكرنا كثيراً ماذا يمكن أن نقول لأطفاله وزوجته وأمُّه المقعدة الَّتي تعدُّ أنفاسها الأخيرة والمرض ينخر عظامها، توقَّف كلُّ شيء حين وقفنا ننظر إلى جسديهما المهشّمين تماماً تسيل الدِّماء منهما لتسقي تربة وطن بحاجة إلى ابنائه كأنَّه شيخ كبير يغرس عصاه في غطرسة المنايا، حملنا الجثّتين إلى خطوطنا الخلفيّة وطبعنا عليهما تهنئتنا بنيلهما الشَّهادة في سبيل العراق..

نصبنا كميناً بموقع قريب على عصابات داعش على بعد كيلو متر واحد، كنّا خمسة جنود في تلك الظَّهيرة القائظة، ننتظر مرور (رتلهم) كادت الشَّمس أن تحرق أحلامنا في الَّلحظات الأخيرة بعد ٱنتظار ساعتان ونصف نفد الماء ونحن لا نستطيع أن نغادر المكان قبل تنفيذ المهمّة، نظرت إلى نخيلات متفرقات، شعرت كأنَّهنَّ أمَّهات ثكلى يعصف بهنَّ الزَّمان من كلِّ جانب؛ لا يقوين إلَّا على الوقوف فاقدات لكلِّ شيء إلا تلك الذِّكريات وأماني مقطَّعة الأشلاء مع صدى بعيد يمتزج مع نوح الحمائم وصراخ طفل يبكي، للموت رائحة في هذه الأرض، الآجال كتبٌ ٱنتهت أنفاس قرائها.. سمعنا صوت دوّى قرب موقعنا لقد مرَّ (رتلهم) من المكان الَّذي كنَّا فيه فضربناهم بقاذفة لم تصب الهدف ما أدّى إلى مواجهات بيننا وبينهم، ٱستمرت لساعة كاملة، ٱستشهدوا فيها جميع أصحابي الأربعة وأصبت أنا بقدمي اليسرى، ٱقتربوا من موضعنا أكثر وقبل وصولهم ٱختبأت خلف أحد الشُّهداء وأخذت ألطِّخ ملابسي بدمه، ثمَّ حبست أنفاسي تظاهراً بأنَّني ميّت، كانت خطواتهم تنهش في قلب المكان نسيت بها أصابتي، المجهول والقدر في دوّامة مجنونة، وقف أحدهم وركل صاحبي بحذائه وركلني أنا أيضاً لا أعرف حينها كم ضربة نبض فيها قلبي ربما كانت المئة وربما توقفت، سمعتهم يشتموننا ويتلفّظون بكلام بذيء تارة وأخرى يهتفون بٱسم إسلامهم ويكبِّرون.. دقائق كانت بعمر السُّجون المنسيَّة الَّتي لا مفر منها، لم يغادروا المكان فبقيت أنا أزحف على الأرض بعدما قبَّلت الشُّهداء بحذر شديد وأنا أبكي، كنت أتوقع الموت بأيُّ لحظة، أصابتي كانت مؤلمة جداً، وأخاف أن يروني؛ لا أستطيع رفع رأسي تمنيت لو أن الأرض تضمّني لساعة، لا أعرف وقتها كم بقيت أزحف حتّى ٱبتعدت عن المكان، شعرت بتعب شديد في قدمي، بدأ الظَّلام يخفي وجه الأرض، لم أعد أميّز الرُّؤية بوضوح، نزعت قميصي ومزّقته من الأسفل على شكل شريط ضمّدتُ به جرحي ثمَّ هممت لأرتدي ما تبقى منه، كأنَّ صاعقة نزلت من السَّماء على رأسي عندما شاهدت خيال شخص على بعد أمتار منّي..

أخذت دقَّات قلبي تسرع، وأنا أراه يتحرّك من مكانه لأنَّه أحس بوجودي، وضعت يدي على صدري، رفعت رأسي إلى السَّماء وأغمضت عينيّ، لحظات تذكّرت بها أهلي فرداً فرداً زوايا البيت، أصوات طفولتي بكائي وضحكتي، كتبي أوراق ٱمتحاني الَّتي كنت أمزّقها وأرميها في التَّّنّور الَّذي صنعته أمّي من الطَّين، كنت أهرب من المدرسة خوفاً من توبيخ معلّمي حين نتشاجر أنا وصديقي وأحياناً أدَّعي أنَّني مريض أجيد ذلك الدُّور عندما يحضر معلِّم مادة التِّأريخ وأجعل نفسي كالّذي يغمى عليه، تذكّرت كيف سقط ذلك العصفور من عشّه أخذته وأنا فرح به لكن أبي قطع عنّي سعادتي عندما قال:
ــ أنَّ أباه وأمُّه يبكيان الآن من أجله؛ لأنَّ صغيرهما بين يديك وهما لا يستطيعان التَّكلّم بلغتك، أتركه يا بني قبل أن يشكوانك إلى اللّه.. أمُّي وأبي.. كيف سيتحملان فراقي وهما ينتظراني أن أتزوّج، كم مرّة توسّلت بي والدتي أن أفكر بهذا الأمر لكنَّني في كلِّ مرَّة أقول لها أن زوجتي لم تخلق بعد، فتغضب وتتركني وحدي.. ٱزدحمت الصَّور في رأسي وبدأت الخطى تقترب منّي، لم أقوَ أن أنظر إلى من سيقتلني، أو ربما لم أرغب بأن ينقطع شريط ذكرياتي، تشهّدت وودت أن أصرخ عالياً، صوتاً ناعماً قال لي:
ــ أخفتني.. كنت أظنّك الموت.
كانت فتاة بعمري، عيناها يمكث فيهما حزن عميق، ما جعلني أطمئن لها.. تفرستُ وجهها بنظراتي..
ــ من أنتِ؟
ــ أنا مثلك..
ــ من الَّذي جاء بك إلى هنا؟!
ــ الموت الَّذي كان يطاردك..
أعجبني منطقها وعدم ٱكتراثها في آن واحد؛ كأنِّها القدر يدور على أشلاء الٱنتظار، أنفاسها تمزّق أستار الَّليل، جلست بقربي غير خائفة تحدِّق في الفضاء، لم تنتظر منّي أيُّ كلام، سارحة بعالم آخر كانت جميلة رغم حزنها آثار دم على جانب شفتيها، سنينها تصغرني، وتكبرني بصمت طويل، عواء الكلاب الوحيد الَّذي يقطع أفكارنا، جلستها كانت شامخة رغم الضَّياع، مسندة رأسها على ركبتبها، ويديها ملتفّة حول ساقيها، سمعتها تبكي..
ــ أهدئي أرجوكِ..
ــ كيف لي أن أهدأ وأنا لا أعرف أيُّ شيء عن نفسي..
ــ إن كتب لكِ الحياة فستحيين مهما كان..
ــ لا أريد حياة أخذت منّي كلِّ شيء..
ــ أهلك؟؟
ــ قُتلوا جميعهم..
ــ وأنت كيف نجوتِ؟
ــ قدر مجنون أخذ بيدي وجاء بي إلى هنا..
فجأة.. آلمني جرحي كثيراً حتّى تأوهت منه، نظرت إليّ ومسحت دموعها، وضعت يدها على أصابتي وعمدت لنزع شالها، مسكت معصم يدها..
ــ لا أرجوكِ.. لا تقلقي ضمّدتها قبل قليل..
ــ ما أسمك؟
ــ عمّار.. وأنتِ؟
ــ ٱسمي أرجوان..
ــ أرجوان.. لا تدعي الصَّمت يلجم لسانك أريد أن أعرف ما حصل لأهلك.. ربما أستطيع أن أساعدكِ..
نظرت ألي وتنهّدت بحسرة؛ عيناها تدوران حول لا شيء.. عدّلت من وضع شالها، لتخفي مقدمة شعرها تحته، ثمَّ بهدوء قالت:
ــ عمّار.. رغم أنَّ البعض يظنُّ أنَّنا نختلف يطلقون علينا المسمّيات، شيعة.. سنّة.. كي يفرقون بيننا، أنظر الآن ألسنا في نفس الضَّياع، وقدر واحد يدور حولنا، داعش ليس له دين بل هو شيطان ٱدّعى أنَّه مسلم ليعبث في الٱسلام.. نعم أنا لم أكن من ملّتك لكنَّني من دمك من لحمك أنا شرفك؛ عشنا في بلد واحد، ٱفتقرنا سوية حزنك هو حزني وفرحك فرحي، جئت هنا من أجلي، وهربت أنا من عدو هو نفسه كان عدوّك..
ــ أتعرفين أرجوان.. ما هو وجه الٱختلاف في الأديان والعقائد.. جميعنا نبحث عن الحقِّ لكن السُّبل ٱختلفت، إذاً نحن متشابهون تماماً.. نحن نموت من أجل أن نثبت لكلِّ البشريّة بأنّنا لسنا شعية أو سنّة، أو مسيح أو صابئة أو إيزيديّة، نحن جسد واحد يمثِّل الإنسانية وحدها..

دقائق من السُّكون تمضي، كانت أرجوان تمسّد الأرض براحتيها، نظرتْ نحو السَّماء ثمَّ قالت: لم أعد أفهم وجه التَّشابه بين الموت والوطن.. مدّدت ساقي من ألم قائلاً:
ــ الموت كائن حي، والوطن كذلك.. لكن قولي لماذا يطالبنا الوطن أن نموت، ولماذا الموت يطالبنا بوطن..؟!
ــ ولماذا عليّ أن أبقى وحيدة تائهة..
ــ لستِ وحيدة يا أرجوان ألا يكفيك أن السَّماء تنصت لحديثك؟؟
ــ لا أعرف ما الَّذي يدور في نفسي هل هو شوق.. عتاب.. أم أنَّه الضَّياع نفسه يوهمني بالأمل.. أتمنّى أن لا أعيش ولا أموت، لا أعيش كي لا أموت، ولا أموت لأنَّني لم أعش.. لم أعش..
ــ هل كنت تتوقّعين أن يأتي بكِ القدر إلى هذا المكان، أو أن يُقتل أهلك..؟؟
ــ أبداً..
ــ إذاً عليكِ أن تكملي مسيرك في الحياة، أن مضيت سعيدة أو بقيت حزينة.. نجحتِ أو فشلتِ.. صبرتِ أو جزعتِ.. في جميع الأحوال أنتِ محاسبة أمام اللّه في الدُّنيا والآخرة، فلماذا نندب الحظّ، ونتّهم الأقدار ونجعل الهمّ موطننا..
شبكت أصابعها ببعض ثمَّ وضعتها على فمها وبكت دون صوت، كأنَّها تريد أن تسكت الحزن المختلج في صدرها وهو يأبى إلَّا الصًّراخ عالياً.. أدارت وجهها نحوي وقالت:
ــ عندما هجم داعش على بيوتنا، كانوا مسلّحين بأحدث سلاح، ولم يكن أبي يملك غير مسدس، صوبوا الرّ
ِصاص نحو والدي بعد أن أصا
ب شخص منهم، فبقينا أنا وأمُّي وأختي فقط، بقينا نصرخ ونبكي، أختي كانت تصغرني بسنتين تشع جمالاً..
ٱنقضّوا عليها وعمد ذلك الدَّنيء لشق ثوبها، كشف عن صدرها وهو يضحك عالياً، لحظتها صرت أصرخ ولا أسمع أيُّ صوت، كان شيء ما يتحطَّم في داخلي، لم أرَ إلَّا تلك الصُّورة الَّتي توقفت في رأسي أو بالأحرى وقفت فيها أفكاري، عندما أمسكها من شعرها وهو يجرها بكلِّ قوّة حتّى أوصلها خارج البيت مغمى عليها..
ثمَّ أخذوا يضربوننا بكلِّ مكر؛ بكلُّ وحشية؛ بكلِّ قبح، لا أستطيع أن أصفهم بالحيوانات أبداً، أدرك بأنَّني سأكون آثمة إن شبّهت الحيوانات بهم، فلو خلق اللّه الخنازير طيوراً لما كانت نجسة، ولو خلق الحمامة أفعى لما وجدنا فيها كلَّ ذلك الحنان.. حاشا للّه أن يظلم، هم صنعوا الظُّلم بأيديهم وعكفوا على شهواتهم يتمتّعون بها في حضيض الشَّيطان..
كنت أنصت إليها وأنا كلّي جروح، الّليل يمضي ببطىء كأنَّه أضلَّ الطَّريق يشتدُّ الظَّلام كلَّما مرَّ الوقت، ضياع أعمى يدور حولنا يتخبّط بيديه علّه يمسك بنا، لم أستطع أن أحبس نشيجي فصرت أبكي بصوت وبكت هي الأخرى..
ــ أرجوك أكملي ماذا حصل بعدها..
ــ أمُّي أصابتها حالة من الهستريا، دخلوا يفتشون البيت، وأثنان منهم يمسكان بنا، ممزَّقة أختي كنت أنظر إليها ملقاة في الشَّارع لا يسترها ثوب، أبي سحبوا جثته إلى الحديقة وجاءوا بأمُّي من شعرها فقتلوها بجنبه، وأنا ما زلت مكتوفة اليدين ماسكاً بي أحدهم، أحدُّق في أبي وأمُّي كلِّ شيء توقّف حتّى السَّماء شعرت بأنها ٱختفت، في هذه الإثناء دخل جماعة أخرى هجموا على البيت دفعة واحدة.. وضعت أرجوان رأسها على الأرض وصارت تبكي تبكي تبكي عالياً، كأنَّها تتوسل بها أن تسمعها صوت الموتى..

ــ وكيف هربتِ؟؟
ــ قبل أن أهرب أطلق أحدهم النَّار على أختي عندما وجدها عارية وبصق بوجهها ثمَّ رفسها بحذائه، بعدها تقدَّم نحوي، فجأة.. حدث شجار بينهم في الدَّاخل وعلا صراخهم فتركني الَّذي كان يمسك بيديّ وهنا ٱستطعت الهروب منهم، فبقيت أمشي يوماً كاملاً حتّى وصلت إلى هنا..
هربت من كلِّ شيء، وكلَّ شيء صار يطاردني، تركت أهلي جثثاً على الأرض بلا غسل.. ولا كفن.. ولا قبور..
والَّذي آلمني أكثر أختي الَّتي كانت جثَّتها في الشَّارع، أحلام بعمر الورد خطفت منها في لحظة واحدة، ذهبت دون أن تفرح بعقد قرانها مع ٱبن خالتي، اااه اااه كم كان يعشقها، كيف يمكن أن أعبّر عن وجعي، الموت أرحم من هذه الحياة الَّتي جعلتني غريبة وحيدة، لا أعرف ماذا حصل مع أهلي.. أخذت أرجوان تصرخ عالياً ووجهها إلى السَّماء، كلُّ شيء أصبح مراً، دنوت منها وأمسكت يدها أهدأها:
ــ أنا بجنبك، وستذهبين معي لن أتركك أبداً، أعدك بذلك. عندما كشف الصَّباح عن وجه الأرض، كان عليّ أن أرجع إلى موقعنا، لو بقينا هنا ربما نقتل، ولا أدري هل غادر داعش موضعنا أم لا..
ٱقنعت أرجوان أن تأتي معي، إن كان لنا حياة حتماً سنعيش وإن ذبلت أوراق أيَّامنا فنحن إلى اللّه راجعون..
أسندتني أرجوان لأنَّ أصابتي كانت تعيقني عن المشي لوحدي، وصلنا المقر بعد ساعات من التّعب والجوع والعطش، فوجدنا وجبة جديدة من قوات الحشد الشَّّعبي، أخبرتهم بقصّة الفتاة بعد أن قدّموا لنا بعض الطَّعام، والحمد للّه أوصلونا إلى بغداد بأمان، دخلتُ المستشفى فبقيت هي مع أخواتي في البيت، وقلبي ينبض عندها رغم الألم لكنّني عشقتها عشقت فيها حزنها ووقوفها شامخة بوجه المصائب، قبل إسبوع ٱستطعنا أن نجري مكالمة هاتفية مع صديقتها بعد محاولات فاشلة فأخبرتنا بأنَّ عمّ أرجوان قتل في المسجد الّذي كان يؤم فيه المصلين، وهي الآن مع زوجته وبناته في بغداد، كانت أرجوان إلى جنبي عندما أجريت الٱتصال بمجرد أن سمعت الخبر أغمي عليها لنصف ساعة، وقبل يومين قرّرت أن تذهب عند زوجة عمّها وصديقتها فأحضرنا لها كلُّ ما يلزمها، ٱشتريت لها هاتفاً كي أطمئن على حالها بين فترة وأخرى، حزنّا جميعاً لفراقها أمس..
ــ لو تعرف يا صديقي مقدار حبُّي لها.. فقط أدعو من اللّه أن يحفظها أينما تكون، أحببتها لأنَّها لم تنكسر بل كانت كياناً من الإنسانية.



* القصة الحائزة على المركز الأول في مسابقتي القصة القصيرة , وقصة الطفل في مهرجان السفير الثقافي السادس في الكوفة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى