إبراهيم محمود - يدا محمد آدم الصوتيتان

يدا محمد آدم الصوتيتان من صوان غريب
يداه الشاعرتان النهريتان الصادحتان الصارختان
مع ديمومة آدمممم
لا صخرة تفلت من نفاذ ظلهما
لترددات اهتزازاتهما يتماوج صوت دُمممم
لا تتركانه حتى يستحيل عجينة
هوذا صوت الألم الألم الألم
ألممممم
تغمز له القصيدة بعشق بركاني
وحين تفارقانه
من ملمسهما الصاعق
يحدث دوي بُمممممم
دُممممم
***

يدا محمد آدم الصوتيتان مرفقتان بقيثارة أورفيوس
سسسس
صوت يترذرذ في جهاته تووووو
لوتريامون يعتمر النيل في مصاحبته
إليوت يرتدي أربعاءه في زقاق المدق
الأهرام تتوسد ألحان سيد درويش
الأزهر ذاهل عما يبثه ظل يديه حيثما اتجهتا
قناة السويس تشكو تخثراً في شريانها
أمواج البحرين تندب هوووووو
قصيدته تشتعل ألماً من داخلها الرحب
***

يدا محمد آدم الصوتيتان البارعتان في المواءمة بين الماء والنار
في الربط الحميم بين وزززززز
وإزززززز
بإمرتهما تتنسك حية الكوبرا خالعة نابها إلى الأبد
تحاول جاهدة إعادة أمور التكوين إلى نصابها
هاااااااه
شجرٌ يتنقل حاملاً بصمتهما
ذاكرة تحلّق ببذرتها هناك هناك
ياااااااه
كل ما هو شجري ينساب بذي وشيش
شششش
الورد يعرّش في ضوء الألم
ممممم
يستحيل أكثر زلالاً في رحاب اللامتناهي
هو الصدى العنيد بإرثه المرشرش
رشششش
وترمح القصيدة مزكّية يديه
إلى مأثرة اللون الضوء العطر المعتق
***
يدا محمد آدم الصوتيتان تستدرجان النار إلى منازلهما
تنبهانها إلى ضرورة التقيد بطفرة الإبداع
كأن تصبح النار كرَات ثلجية في معابر الصحراء
أن تتنفس النار هكذا شششش
كأن يتأرجح البحر طي أناملهما
وتشهدان ركمجة غير مسبوقة
وصيحات الوديان وشششش
وسوسحة القصيدة في لقاء مراياها الكوكبية
***
يدا محمد آدم الصوتيتان حتى نهاية البرق المكلل بالغيوم
تقلقان البحر الميت وتنبهانه بـ هسسسسس
يتعالى صدى أوراق عشب ويتمان من مسافات نائية
ثمة تفاحات بحجم اليقظين تتدلى من فروعهما
ثمة نجوم تخيّمان على تخومهما
ثمة ضوار تحتسيان الفودكا من رؤوس أناملهما
وصرخات تعجُّب بـ سسسسس
وتتناغى القصيدة مع كل رشفة من كرَم ابنة الكرْم
***
يدا محمد آدم الصوتيتان تقرصان الينبوع في مؤخرته
فيشهق مع خزانه الصخري سلسبيلاً
تقرصان النهر في أذنه من أعاليه
ويطلق هديراً هديراً بالغ الرهبة
همممم
ثمة ما يحفّز الجبال على التنزه في الجوار
ثمة ما يجنح بالغابات لأن تردد افتتاناً حميماً
حمممم
وتهللُ القصيدة على مشارفهما
***
يد محمد آدم الصوتيتان تطبخان النهار في طنجرة الليل
تنصّبان عرائس الصباح معنيّات بأمرها
تطلقان طُرقاً من نقرات تصل بين الجهات
تلحقان جان الأرض بآتيهما الإنسي من سندسهما
تدفعان بالموتى لأن تنتعش أرواحهم برفيفهما
هتافات الوديان غافلة تنغمر بـ أووووو
يدا محمد آدم الصوتيتان شاعرتان إلى سدرة المنتهى
لا حاجز يجرؤ على توقيفهما
حيث الفراشات تهتدي بهما إلى ما لا عين رأت
إلى لغة أولها وآخرها يووووووو

***
يدا محمد آدم الصوتيتان تفترشان سماء بكاملها
لا ملاك يحلم إلا وهو يتظلل طوعهما
ثمة جاذبية تعلِم بالأرض بكيفية الاعتراف بالطواف حولهما
ثمة ما يحرج القوانين لتسلّمهما مفاتيح سرها
ثمة ما يدفع بأوردة الأعماق لأن تتنشط بهبوب حيواتهما
ثمة ما يطرب اللغة وصيحة هييييييه
ثمة ما يقود النحل سريعاً إلى دفقات عسله سريعاً
ما يوحد الأصوات في إييييييه
وتتهادى القصيدة عامرة في برج الأبدية
برج محمد آدمممممم
وتستمر القصييييييدة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى