حسن مطلك - إلى صديقي ناصر (١)

عطر دمي يتدفق في شقوق دكة المعبد ..
الدم الدافئ. البنفسجية المصبوغة بعسل الزنابير،
تأتي امرأة من باب القبة حاملة زيتآ ونارآ..
تلمع عيون العابرين، يخرون في ركعة واحدة
اقرأ معجم الأقاليم، اشم رائحة العرش..
الخشب المنقى بماء النار.
تأتي امرأة، بين فخذيها سر تلك الحياة..
.. تأتي .. فجأة .. أتذكر البجع الأزرق، وجيوب المناقير ..
أحبها .. وأموت.
تلمست أطراف الأصابع، أصابع
الأخوة البشر، شوارعهم، اعراس عذاراهم،
ليمونهم الذاوي في الزنابيل.
لي أخ لحمه من عاج واسفلت. عطره
ينبع من العدم. شجرته الوحيدة تظلل الكتاكيت الصفراء.
قالت أمي : حبه، وأحذره.وقالت ايضآ :
البسه رداءك وخل وسادتك الصوفية لرأسه..
وصارع معه (خمبايا )أله الغابة الشوكية.
قالت : خذه لك.. وإن لم يخرج من رحمي. أتذكر ؟
صباحآ حطت امرأة على خشب الشرفة
ناديتها أن : اخلعي الجورب،
والبسي عدة الحرب.
كانت حريآ بقلبي أن يقتلك ثم يبكيك،
وعيني أن تزجرك وتبسم لك ،
واسناني قرقطت كعكة أخر الليل.
هواجسي وموسيقاك التي خدشت .. عصب الذل.
حطت امرأة : كنت بهيآ، مستوفزآ،
بعيدآ، معقوصآ في طرف الحاجب الأول،
مهرولآ على مساحة الصدر..
كنت أشمك في قميصي ونقودي،
وألفة أطرافي .. وغنيت لك
وللمراة التي طارت.
9/12/1983
حدث ناصر بن محمود قال:
عن قرعة النساء والروث الطري، والبول..
لأجل أن تنبت ضفائر غليظة..
البول للحمير.
أنه يجعلني أضحك
أنه يجعلني أسعل
لكي يجعلني أبكي
أو يخمشني برد اللحاف الخشبي.
24/12/1983
ناصر .. يا أخي ..
حين أردنا اللقاء ببعضنا
كان احدنا..
يفر من أحد
كنت هنا ذات ليلة
وكنت انت في مكان ما..
لاتحلم بشيء ابدآ،
حين بقيت أحلم بك

1985


1. ناصر محمود صديق حميم لحسن مطلك، أشتركا معآ في محاولة قلب النظام سنة 1990 وأعدما شنقآ في السنة نفسها.
#حسن_مطلك
أعلى