عدنان حجر - الفيلسوف الرئيس في الذكرى 83 لميلاده

منزلته عندي وفي تقديري في منزلة الشاعر المستنير ” ذو يزن ” والفيلسوف الحكيم ” فتاح ” والرئيس الثائر. الشهيد/ عبدالفتاح اسماعيل , مؤسس حزبنا ” الحزب الاشتراكي اليمني “..واليوم ال 28 من يوليو 2022م الذي يصادف الذكرى ال83 لميلاده ..التمس من الرفاق والقراء العذر بعدم الخوض في سيرته الذاتية ونضاله الوطني السياسي والحزبي والثوري والتحرري .. فهذا الأمر سيطول الحديث حوله.. وحسبي ما قاله عنه الدكتور أكرم اليماني ” الشهيد المناضل الوطني عبدالفتاح إسماعيل الف عنه الكتاب كتب و نشرت عنه الصحف الى يومنا ولازالت تنشر مقالات و تحقيقات و شهادات وفاء عنه و عن تاريخه و حياته و سيرته البطولية و مصيره الغامض؟! و هناك قصائد من شعراء عرب و اجانب تغنوا به حياً وميتاً “…لذلك سأركز في تقريري المتواضع هذا عنه حول جانبا مضيئا من سجل حياته الذي يبدو مجهولا لكثيرين وهو فكره الفلسفي شذرات واقوال ونصوصا شعرية ..والذي جعله يتفرد بين زعماء وقادة العرب في الجمع بين كونه رئيسا لدولة ومفكر فلسفي تقدمي ومستنير.. فتعالوا نتتبع معا ما تيسر عن شخصيته القيادية

من حيث مقومات الرئيس أو الحاكم وجواهر فلسفته في نماذج من أفكاره ونصوصا شعرية مختارة.

فتاح الفيلسوف الرئيس

الفلسفة هي محبة الحكمة , والحكمة هي المعرفة الكلية.. والمعرفة الكلية هي الإنسانية والعلم والفكر والثقافة والأدب والسياسة والإدارة .. والفيلسوف هو من أحاط بهذه المعرفة واحسن توظيفها من أجل الحق والحقيقة.. والرفيق الشهيد / عبدالفتاح اسماعيل, ( ذو يزن ) مؤسس حزبنا ” الحزب الاشتراكي اليمني ” الذي نحتفي اليوم 28 يوليو2022م بالذكرى ال 83 لميلاده , اثبت في مشوار حياته احاطته بهذه المعرفة الكلية إلى جانب كونه كان رئيسا ..ففتاح هو الفيلسوف الرئيس لأنه كان إنسانا زاهدا ومهذبا ورائعا وبسيطا ومتواضعا , وكان عالما وفقيها ومفكرا , وكان مثقفا وقارئا وأديبا وشاعرا ومحاورا , وكان سياسيا ومناضلا حرا وقائدا ثائرا.. وجمع في شخصيته كرئيس مقومات الحاكم الثائر العادل العالم الزاهد المحب لشعبه ووطنه وارضه.. فكان الفيلسوف الرئيس.

فتاح ومنزلة الشاعر الفيلسوف

من المؤكد أن الشعور بالدهشة ومن ثم التأمل هو أول الفلسفة، وأما وصف الشعور بإرهاف الحروف فهو الشعر. والفلسفة نفسها بدأت نصًا شعريًا.. لذلك جاءت النصوص الشعرية لفتاح تحمل في طياتها فلسفة عصرية حداثية. تميزت بخصوصية شعرية فلسفية تجمع بين الاحاسيس والمشاعر الوجدانية والتأمل العقلي الفلسفي المرتبط بالدهشة والتساؤلات حول الذات والنفس والتاريخ والثورة والحرية وحب الوطن والجمال والحق والحياة الكفاحية والنضالية والتنبؤات المستقبلية والموت الحقيقي والخير والشر.. الخ.. متفردا بهذه الخصوصيات عن غيره من الشعراء الذين لا تخضع قصائدهم لشروط الارتباط العضوي شعرا وفلسفة وهذه الخصوصية والتفرد جعلت منزلته في منزلة في منزلة الشاعر المستنير ” ذو يزن ” والفيلسوف الحكيم ” فتاح ” والرئيس الثائر..واكتسب وعن جدارة واستحقاق منزلة الفيلسوف الرئيس ..جامعا بين الشعر والفلسفة , الفكر والقيادة , الابداع والإدارة .فتعالوا نتتبع معا ماتيسر من قصائده الفلسفية وفلسفة فكره شعرا ..

فتاح والذات المؤثرة

لم تكن الأنا عند فتاح تعبر عن مجرد ذات شخص ذات مجردة , حين قال : ” انا فكرة في العقول / فكيف تزول / ومنها تفرع سيفي / بين الجموع سيوفا “..لكن الأنا هنا ليست الذات المجردة بل الذات الواعية العاقلة العارفة المفكرة ..ذات متفاعلة مع معطيات الحياة تقدم الحلول والمقترحات والتحليلات للوقائع والأحداث، وان الفكرة هي نتاج التفكير، والاستنتاج والتعبير عن قضايا الانسان والانسانية، وعن تفاعلات جموع العقول – البشر – الثائرة المناهضة للظلم والجور والطغيان المؤمنة بالحق والعدل والحرية ونصرة الفقراء ومحبة الاوطان… وقد تكون الفكرة كلمة أو جملة أو عبارة أو رؤية أو موقفا أو تصرفا أو سلوكا أو حركة ..وكل ماكانت الفكرة قوية تتفرع منها أفكارا قوية.. والفكرة القوية الهادفة هي التي تظل راسخة في العقول التي آمن بها من أراد أن يصير على نهجه ودربه ومسيرته النضالية وان الإيمان بها يستحيل أن يزول بل ستستقبلها ذاكرة الأجيال جيل بعد جيل بالتقدير والإجلال والاحترام..فلن تزول شخصية فتاح الرائعة والنبيلة ولن يزول سجله التاريخي شعرا وفلسفة وقيادة ونضالا ..لن تزول هذه الشخصية مهم تلقفها الخصوم والأعداء تلقفا مضادا لغير الحقيقة ..هكذا فيما تقدم قدم فتاح لنا شخصيته النضالية المتضمنة شخصية الفيلسوف الرئيس باعتباره ذات مفكرة وان أفكاره ستظل قائمة وحاضرة ولن تزول..ولما لا وهو القائل : “ستظل الكلمة مجزأة الحرف ركيكة المعنى مالم تكن من أجل الشعب “…

فتاح وحياة وموت التاريخ

وهناك التاريخ الجمعي تاريخ الأمة تاريخ الدولة تاريخ المجتمع تاريخ الشعب يقول : ” تاريخنا… أه…كيف نسينا تجاعيده/ ورقصاتنا / حفائرها ترسم المسكنة/ والأن…تقرع أجراسه/ أما من جواب؟./تعالوا تعالوا / لنقرأ شيئا نسيه الكتاب..”.. يتحدث عن التاريخ الذي هو جزء منه التاريخ اليمني تاريخ اليمنيين الذي يمثل كل متكامل من العلوم والثقافة والحضارة والموروث الإنساني الأزلي من دين وعقائد وفلسفات واداب وفنون وثورات تصحيحية ..لكن اليمنيين للأسف نسوا اجمل مافي هذا التاريخ وان هذا النسيان ترتب عليه مخاطر وكوارث من جهل وغفلة وتطرف وعلى اليمنيين معرفة الإجابة مقدما لهم المساعدة للوصول إلى هذه الإجابة من خلال إعادة النظر في قراءة الكتاب لمعرفة مالم يرد ذكره في هذا الكتاب عن اليمن وأهل اليمن في إشارة منه إلى القرآن الكريم تحديدا باعتباره قارئا وحافظا للقرآن الكريم عن ظهر قلب ..وباعتبار القران هو الكتاب الذي لم يمسه تحريف أو تغيير في مقابل التوراة والإنجيل الذين تعرضوا للتحريف. والى جانب القران باعتباره لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا احصاها. التاريخ كماضي بشري ومجتمعي ومن لا ماضي له لا حاضر والمستقبل له. ودعوته لليمنيين للقراءة مع فتاح للوصول إلى معرفة مالم يتذكروه من تاريخهم أو أنهم يعرفون ذلك لكنهم نسوا تاريخهم…

فتاح والموت الحقيقي للإنسان

وبين التاريخ الفردي والتاريخ الجمعي يتحدث فتاح عن التاريخ باعتباره أثرا يتركه الإنسان خلفه بعد وفاته أو يخطه وهو حي فيقول : /” ليس كل من مات مات/ فهناك من يعيش ميتا / و ميت ينبض حيا / رغم الممات “..فموت الإنسان عند فتاح ليست نهايته لأن موت الانسان مرتبط بفناء الجسد أما الروح خالدة محمية بالاعمال والنضال والكفاح وان هذه الأعمال الباقية الخالدة للإنسان تظل على الأرض أثرا ينبض بالحياة.. وهناك من يعيش حياته ميتا من العمل والاثر وليس له من حياته إلا الجسد ..وهذا هو موت الانسان الحقيقي في الدنيا والآخرة ..

فتاح ومنطق التوازن الكوني

وهاهو فتاح يحدثنا فلسفيا وفي قالب شعري واضح وبسيط جدا عن منطق التضاد والتناقض والتقاطع كضرورة حتمية للتوازن الكوني وسنة الحياة يقول : الكُرْهُ والخيرُ / والحُبُّ والشَرُّ /كلُّ الأشياءُ تَخْتَلِطُ / فليْسَ مِنْ عَجَبٍ / أنْ النَقِيضَ / بالنَقِيضَ مُرْتَبِطٌ / لكِنَّ منْ لا يَعِي جدلاً / سرُّ الحَيَاةِ / ينْتَابُهُ الشَطَطُ / فالحقيقَةُ تبْرِزُ واقِفَةً علَى رأسِهَا / والحالُ يبدُو جَلِياً / كُلّهُ غَلَطْ “..وان هذا المنطق كمايرى فتاح هو الحقيقة الكائنة والتي ينبغي أن تكون ليستقيم الكون ..لكن مايحدث بالنسبة لمن لايعي تلك الحقائق ولايسلم بأن ذلك المنطق هو سر الحياة فإنه يرى ماهو حادث كله غلط في غلط..

فتاح قربانا للعبة الألوان

صراع الإخوة الأعداء على كرسي الحكم الذي لم يكن فتاح يأبه به أو يعيره اي اهتمام ..لانه لم يصل إلى الحكم على ظهر دبابة أو بدعم ومساندة قبيلة ..وعليه توقع وتنبأ المصير الذي سينتهي إليه كقربان لصراع المتصارعين على كرسي الحكم من قبل المواقف المختلفة سياسيا وفكريا قائلا :

” أُقدِّمُ نفسي للنار / فلأحترق الساعة / كي ينبعث ” أزال ” العصر من الجسد المحروق / كتلةَ جمرٍ تحرق لعبة الألوان / وتكون اللون لترابك … وأنا القربان “..وكان لفتاح ما توقعه لنفسه أو تنبأ به في 13 يناير 1986م…فاي مشعل للفكر قد انطفآ واي قلب قد توقف عن الخفقان. بهذه الكلمات نعى الحزب الاشتراكي اليمني استشهاد مؤسسه عبدالفتاح اسماعيل ( رحمه الله رحمة الأبرار )..

اعتذار ودعاء ودعوة للانصاف

نصوصه الشعرية وشذراته وأقواله كثيرة وغزيرة بالفكر الفلسفي , اعذروني عن التقصير فاعذروني عن تواضع وبساطة ما اخترت وكتبت مساهمة مني في ذكرى ميلاده ال83عاما لان مقامه ومنزلته اكبر مما كتبت ..واعذروني فيما كتبت انا وكتب غيري لأن ذلك لا يمثل إلا مساهمة فيها من النقصان وعدم الانصاف بحقه كشخصية يمنية فكرية وفلسفية وقيادية لم تتكرر ولن تتكرر ..ويجب أن يعطى حقه المستحق من الإنصاف الحقيقي بمزيد ومزيد من الاهتمام ..السلام والمحبة والإجلال والتقدير والاحترام والخلود لروحة الطاهرة والرحمة رحمة الصالحين والابرار ..
أعلى