محمد مثقال الخضور - بلا رأْسٍ

أُعيدُ الرأْسَ للكتفينِ أَحيانًا
لأَعرفَ آخرَ الأَخبارِ عن ظهري
وكيف تقوَّسَ التاريخُ
حين أَتـمَّ دورتَهُ بعودتِهِ
إِلى التربةْ
أُعيدُ الرأْس للكتفينِ أَحيانًا
لأَقرأَ ذكرياتِ النملِ
في الـجدرانِ لو صارتْ
شقوقُ الـحائطِ الـمنخورِ صومعةً
إِذا ما اكتظَّ فيها القمحُ
سطرًا قبلَهُ سطرٌ
وسطرًا بعدَهُ تُـخمةْ
كمسروقٍ من الدنيا
أُحاولُ لَـجمَ هذا الدربِ
كي أَرتدَّ ثانيةً إِلى جسدي
لأَلقاني
لأَعرفَ كيف يبكي الـماءُ
لو جاعتْ صخورُ الأَرضِ
وانـجرحتْ
أَنا الـمتروكُ للنسيانِ في فصلٍ ختاميٍّ
أُسابقني إِلى الـمعنى
لأَعثرَ في فضاءاتي
على شَبَهي
على ما تـهمسُ الأَفراسُ للمضمارِ
إِن سقطتْ فوارسُها
قُبيلَ الـحاجزِ الـمائيِّ ظامئةً
جلودُ الأَرضِ شقَّقَها
اشتياقُ الأَرضِ للموتى
بلا رأْسٍ تعيشُ الأرضُ
كي تَتَدحرجَ الأَحداثُ
في الدنيا مداراتٍ
أُعيدُ لـها براءةَ نعمةِ النسيانِ
حينَ تـموتُ شتلتُها
وحينَ يـموتُ بانيها
وصوتي صار أُغنيةً
تُرادفُ ما تقولُ الريحُ أَحيانًا
لكابِـحِها
أُحاكي الأَرضَ إِذ أَمشي بلا رأْسٍ
تُكوِّرني حكاياتي على ورقٍ
بلونِ الـحبرِ كي تتشابَهَ الأَحداثُ
حينَ يـموتُ راويها
أُواسي من يُـحاكيني
أُواسي نبتةَ اللَّبلابِ
إِن بَقيتْ بلا رأْسٍ
إِذا ما طارت الأَسوارُ نـحوَ السطحِ
مسرعةً
لتُكملَ لعبةَ التظليلِ والعتمةْ
بلا رأْسٍ أَطوفُ على مَـمرَّاتي
فلا عيناي تبصرُها
ولا أُذناي ترتبكانِ حين يصيحُ آخرُها
أُقايضُني
بآخرِ جـملةٍ للريحِ
حين أَصوغُها شعرًا
وأَتركُها معلَّقةً
على رأْسي
وأَتركُهُ

ا= = = = = = = = = = = =
محمد مثقال الخضور

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى