عبد الحسن حسين يوسف - ذكريات لا يمحوها الزمن (ايام في معتقل قصر النهايه)(الحلقة الثانية)

( قبل اعتقالي ووصولي الى معتقل قصر النهايه كنت في مقر الحزب الشيوعي العراقي (القياده المركزيه) في منطقة (ناو جلكان) وهي قريه قريبه من كلاله في كردستان وقد ذهبت اليها بعد الضربة الاولى للحزب في زمن عزيز الحاج والتي وصلت اثار اعترافاته حتى الى قواعد الحزب وخلاياه العسكريه ايضا. استطعت الافلات من قبظة الاستخبارات ووصلت الى مقر الحزب بهوية مزوره صادرة من احد النوادي الرياضية في اربيل احضرها لي احد اقاربي وهو المرحوم علوان جبر حبيب حينها كان مسؤل محلية اربيل للحزب لانه كان معلم مبعد من الناصريه الى اربيل وان اعترافات عزيز الحاج لم تصل الى فرع كردستان لعدم امتلاكه معلومات متكامله عنه. كنت شابا صغيرا بعمر 21 سنة ملىء بهمة الشباب وطموحات الثوره المسلحه وشهداء الحزب وعلى راسهم الشهيد خالد احمد زكي (ظافر) الذي استشهد في اهوار الناصريه عند انطلاقة الثورة المسلحة للحزب ماثلة امام عيني فكنت اتحرق شوفا ان تكلفني قيادة الحزب باي واجب وخصوصا في محافضة الناصريه لاني استطيع الاختباء في كثير من بيوت اقاربي هناك.كانت قيدة الحزب كلها متواجده في المقر وعلى راسها سكرتيرالحزب الرفيق ابراهيم علاوي(ابو ليلى ) وعضو القيادة المركزيه الشهيد ابو جعفر(خضير سلمان شوت)وهو قائد عمالي معروف وفاروق عز الدين مسؤول فرع كردستان (بالمناسبه هو الان المدير المفوض لشركة اسيا سيل للاتصالات ومليادير معروف.كان المقر فعلا مجتمع شيوعي مصغر نشارك جميعا بالعمل والحراسة وجلب الحطب ونأكل نفس الآكل وندخن سكائر لف يدوي من نفس النوع .ليس لدينا اسماء حقيقيه ولا يعرف اي منا التحصيل الدراسي للاخر ولا دينه ولا مذهبه ولا منطقته الا بعض الاحيان بطريقة الحدس من خلال لهجة الرفيق . عندما كلفت اول مرة من قبل قيادة الحزب بمهمه خارج حدود كردستان كان ذلك مبعث سرور لي لاني شعرت اني موضع ثقة قيادة الحزب كانت المهمه بسيطة جدا وهي جلب صور لرفاقنا المطلوبين لعمل هويات لهم في كردستان رافقني الشهيد الرفيق بختيار ورفيق اخر اسمه الحركي حسن كل له مهمه تختلف عن الاخر وكل منا لا يعرف الاسم الموجود في هوية رفيقه المزوره طبعا من قبل خبير التزوير الرفيق الشهيد ابو سميره ..غادرنا مقر الحزب سباحا مودعين من قبل رفاقنا وامنيات لنا ولهم بالقاء مرة ثانية حاملين توصيات قيادة الحزب لنا با التصرف بطرق لا تثير انتباه الامن وعدم الجلوس في السياره جنب الى جنب بل كل واحدا بعيد عن الاخر. بدئنا رحلتنا نحن الثلاث بختيار وحسن وانا مشيا من منطقة ناو جلكان على طريق جبلي وعر لا يعرفه الا رفيقنا الشهيد بختيار بحكم كونه من الرفاق الكرد وواجبه دائما ايصال الرفاق المغادرين بعيدا عن منطقة الخطر.. سرنا يوما كاملا في هذه المناطق تناولنا طعامنا من الاكل الذي زودنا به المسؤول الاداري للحزب الرفيق اسماعيل وهو خبز وبيض مسلوق وبصل وقد عطف علينا الرفيق اسماعيل فزودنا باربعة علب سكائر من نوع بغداد لاننا لا نستطيع لف السكائر اثناء المسير. قضينا ليلنا ضيوف في داراحد الفلاحيين الكرد الذي اكرم ضيافتنا واكلنا لحم الدجاج بعد فراق دام اربعة اشهر هي فترة تواجدي في مقر الحزب فكان هذا اللحم ضيفا عزيزا على معدتي اعتقد انها استطاعت هضمه حال وصوله اليها .وعند الصباح غادرنا مضيفنا الكريم بعد فطور جيد ايضا اعاننا على المسير الشاق وبعد مسير خمس ساعات راينا بناية مدرسه ترفع العلم العراقي قال لنا الرفيق الشهيد بختيارالان غيرو ملابسكم الكردية الى الملابس التقليديه (بنطلون وقميص) لقد وصلنا الى مناطق السلطة العراقية. اوصلنا الرفيق الشهيد الى الطريق العام بعد ان اخذ ملابسنا الكرديه واتفق معنا كلا على انفراد على طريق العودة بعد اتمام كلا منا مهمته .كانت المنطفة التي وصلنا اليها قريبة من جبل هيبة سلطان .صعدنا سيارة ذاهبه الى قضاء كويسنجق .ثم الى اربيل بعدها افترق كلا منا الى مهمته بعدعناق رفاقي حار احتمال ان لا يرى احدنا الاخر مرة ثانيه .ذهبت الى الموصل ثم الى بغداد لان السفر الى بغداد عن طريق الموصل اقل خطرا من الذهاب عن طريق اربيل كما يقول من سبقونا بالسفر من الرفاق .لا اريد المبيت في فنادق الموصل فذهبت مباشرتا الى بغداد .حرصت على ان لا ابذر اي فلس بدون مبرر من اجور سفري التي زودني بها الحزب لاتمام المهمه لاني اعرف ان الوضع المالي للحزبجدا ول يسمح باي تبذير. اتممت المهمه التي كلفني بها الحزب وبعد ايام قليله من الراحه في مكان امين في بغداد عدت الى مقر الحزب بعد ان استطعت الوصول الى مكان الرفيق الشهيد بختيار بالطريقة التي اتفقنا عليها مسبقا وقد عدنا نحن الاثنين بنفس الطريق السابق المتعب ولكن الامين. عند وصولي الى مقر الحزب شعرت ان العمل الذي قمت به هو عمل عضيم رغم اني اشعر الان انه بسيط جدا ولكن للعمر احكام كما يقال .بعد اشهر قليله كلفت مرة اخرى باداء مهمه اخرى في بغداد هذه المهمه التي لم استطع بعدها العودة الى مقر الحزب بل حللت ضيفا عزيزا في معتقل قصر النهاية ذو الخمس نجوم.سنكون حلقتي القادمه هي كيفية وقوعي في ايدي الجلادين ومن الذي ساهم بها ... ارجو ان لا اكون قد اطلت عليكم
ولكن هدفي هو مساهمه وان كانت بسيطه لكتابة جزء من تاريخ ابطالنا الشيوعيين وكشف ما اعرفه عن الذين خانو الحزب والشعب .. الى الملتقى
.........................................................................................
ملاحضة ..لقد اخبرني ابراهيم علاوي(سكرتير الحزب) بعد سقوط صدام حسين
في سنة 2003 اثناء زيارته الى بغداد ان الرفيق الشهيد بختيار قد استشهد هو مع احد عشر شيوعيا عراقيين من تنضيمات مختلفة على يد المجرم (عيسى سوار)احد قواد الحزب الديمقراطى الكردستاني اثناء عودتهم من خارج العراق عن طريق الحدود التركية عندما كان الحزب الشيوعي العراقي(اللجنة المركزية) في تحالف مع حزب البعث الفاشي وكانت الحركه الكرديه في قتال مع نضام البعث وبعد اتفاقية صدام مع شاه ايران قام سائق عيسى سوار بقتله وتسليم جثته الى النضام الصدامي .....



الحوار المتمدن-العدد: 3605 - 2012 / 1 / 12 - 15:38

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى