محمد اسعاف النشاشيبي - نقل الأديب

138 - صلاة. . .!

في (معجم الأدباء): قال حسان بن علوان البيستي: كنت أنا وجماعة من بني عمي في مسجد بيست ننتظر الصلاة فدخل أعرابي وتوجه إلى القبلة، وكبر ثم قال: (قل هو الله احد، قاعد على الرصد مثل الأسد، لا يفوته أحد، الله اكبر!) وركع وسجد، ثم قام فقال مثل مقالته الأولى وسلم. فقلت يا أخا العرب! الذي قرأته ليس بقرآن، وهذه صلاة لا يقبلها الله. فقال: حتى يكون سفلة مثلك، أني آتي إلى بيته واقصده وأتضرع إليه ويردني خائباً، ولا يقبل لي صلاة! (لا) إن شاء الله (لا) إن شاء الله، ثم قام وخرج

139 - مسيلمة وأشعب

قال الثعالبي: قد تظرف من قال في كذب مسيلمة وطمع أشعب:

وتقول لي قولاً أظنك صادقاً ... فأجيء من طمع إليك واذهب

فإذا اجتمعت أنا وأنت بمجلس ... قالوا: مسيلمة، وهذا أشعب!!

140 - إنما هو بركة من السماء

في (تاريخ ابن عساكر) عن أنس قال: كان أبو طلحة يأكل البَرَد وهو صائم، ويقول: ليس بطعام ولا شراب. قيل له: أتأكل وأنت صائم؟!

فقال: إن ذا ليس بطعام ولا شراب، وإنما هو بركة من السماء نطهر بها بطوننا

141 - رد الله عليك غربتك

كان الصاحب بن عباد يقول: لم أسمع جواباً أظرفَ وأوقعَ وأبلغَ من جواب عبادة فإنه قاله لرجل: من أين أقبلت؟

قال: من لعنة الله

فقال: رد الله عليك غربتك

142 - وعد الله ووعيده عند أبي عمرو بن العلاء. . .

في (عيون الأخبار): اجتمع أبو عمرو بن العلاء وعمرو ابن عبيد فقال عمرو: أنّ الله وعد وعداً، وأوعد إيعاداً، وإنه منجز وعدَه ووعيدَه، فقال أبو عمرو: أنت أعجم. لا أقول: أنك أعجم اللسان، ولكنك أعجم القلب. أما تعلم، ويحك! أن العرب تعد إنجاز الوعد مكرمة، وترْكَ إيقاع الوعيد مكرمة ثم أنشده:

وإني - وإن أوعدتُه أو وعدتُه ... لمخلفُ إيعادي ومنجز موعدي

143 - عاد الدر إلى وطنه

سئل بعض المغاربة عن السبب في رقة نظم ابن سهل فقال اجتمع فيه ذلان: ذل العشق، وذل اليهودية.

ولما غرق قال فيه بعض الأكابر: عاد الدر إلى وطنه

144 - أدب الخواص

قال الوزير أبو القاسم المغربي في كتاب الخواص:

كنت أحادث الوزير أبا الفضل جعفرا وأجاريه شعر المتنبي فيظهر من تفصيله زيادة تُنبه على ما في نفسه خوفاً أن يُرى بصورة من ثَناه الغضبُ الخاص عن قول الصدق في الحكم العام وذلك لأجل الهجاء الذي عرض له به

145 - أطعموا آذاننا

كان مروان بن أبي حفصة إذا تغدى عند إسحق الموصلي يقول له: أطعموا آذاننا، رحمكم الله!

146 - روائح الجنة في الشباب

في (أغاني) أبى الفرج: قال:

محمد بن هاشم الخزاعي: تذاكروا يوماً شعر أبى العتاهية بحضرة الجاحظ إلى أن ذكر أرجوزته التي سماها (ذات الأمثال) فأخذ بعض من حضر ينشدها حتى أتى على قوله:

يا للشباب المرح التصابي ... روائح الجنة في الشباب! فقال الجاحظ للمنشد: قِفْ، ثم قال: انظروا إلى قوله:

روائح الجنة في الشباب

فإن له معنى كمعنى الطرب الذي لا يقدر على معرفته إلا القلوب، وتعجز عن ترجمته الألسنة.

147 - إن العرب لا تستخذي

احب الأصمعي أن يستثبت في كلمة (استخذيت) أهي مهموزة أم غير مهموزة قال: فقلت لأعرابي: أتقول: استخذأت أم استخذيت؟ فقال: لا أقولهما

قلت: ولِمَ؟

قال: لان العرب لا تستخذي

148 - أسهل الموت وأصعبه

الصابي:

إذا لم يكن للمرء رد من الردى ... فأسهلهُ ما جاَء والعيشُ أنكدُ

وأصعبه ما جاءه وهو رائع ... تُطيف به اللذات والحظُّ مسعدُ

149 - فزع الأغنياء، شهوة الفقراء

سئل (سيافيدس) عن الموت فكتب: نومٌ لا انتباهَ معه، راحة المرضى، انفصالُ الاتصال، نقصُ البنية، رجوعٌ إلى العنصر، فزعُ الأغنياء، شهوةُ الفقراء، سفرُ النفس، فقدان الوجود

150 - الفراق

قيل لبعض الصوفية: لِمَ تصفرّ الشمس عند الغروب؟

قال: خوفاً من الفراق وبه ألم!


مجلة الرسالة - العدد 211
بتاريخ: 19 - 07 - 1937

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى