حميد العنبر الخويلدي في اقتباس تراثي للشَّريف الرّضي

(وَتَلَفَّتَتْ عَيْنِي فَمُذْ خَفِيَتْ
عَنِّي الطِّلُوُلُ تَلَفَّتَ القَلْبُ) الشَّريف الرَّضي

صورة شعرية غاية بالوجدان والرِّقَة ، قِيلتْ قبل الف ومئتينِ سنةً او اكثر ، وكأنَّه رحمه الله
ابدعها هذا اليوم ، وتبقى حاملةً الجمالَ عينَه ،
نعم لقد حملت *مكاناً مفتوحاً غيرَ مقيّد ، *وزماناً مفتوحاً ديناميّاً كذلك ، وهنا سِرُّ الاعجوبة
أن يقدرَ الفنانُ من أن يلتقطَ صورَه على شاكلة *الحلقاتِ المفتوحة ، لا المحصورة او المتكلّفة
طبعاً يأتينا *بحاصلٍ اعتباريٍّ في مستوى *البلوغ المتعالي فنّياً ،
والصورةُ الابداعية لو حازت على هذا المعدّل من *الرِّفعة المكاشفاتية للوجود ، نالت ماهو
ابلغ و ماهو ذروة ،
هذا فلسفة حال المُرَكّب الصوري فيها نقداً ، إمّا جمال الحال الذي يمسك اللّب حِسّيّاً
وهو المقصد ، فكيف نحدِّدُ اهميتَه ، نقولُ انّها تُحَدَّدُ باستبطان الصورة ناموساً شعورياً
حَيّاً لم يخمل او يبيد ، مبنيٌّ على اجماليِّ العاطفةِ المستدامة ، طولَ زمان وبقاءَ مكان ، اي كالذهب الخالص او الحجر الكريم ، له صفاتٌ اعلى في التكوين من غيره من بنات الطبيعة ،

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى