كرة القدم نقوس المهدي - (هْنا طاحْ الرْيَالْ.. هْنا نْشَطْحو عْلِيهْ).. بمناسبة إعلان تنظيم المغرب لكأس العالم 2030

(هنا طاح الريال، هنا نشطحو عليه)، هذه لازمة تتردد في الأهازيج المغربية، تترجم شدة الفرح والبهجة والأنس والسرور في الاحتفالات والأعراس الشعبية، وربما تقابلها مع بعض التفاوت الطبقي والمعنوي الجملة الأثيرة: (هنا الوردة، هنا نرقص)، نسوق هذا الكلام بمناسبة إعلان المغرب رسميا لاحتضان بطولة كأس العالم 2030 في كرة القدم، مشاركة بين اسبانيا والبرتغال، الذي يصادف مرور مائة عام على تنظيم أول بطولة في كأس العالم، إضافة الى شرف تنظيم بطولة كاس امم افريقيا لكرة القدم 2025، أولا لتخفيف الضغوطات والتكاليف المادية على هذه الأقطار، ولإشراك المغرب مع هذه البلدان المتوسطية لما يتمتع به من بنيات تحتية في المستوى المطلوب، ولموقعه الجغرافي ولقدراته اللوجيستية الهائلة وقدراته العظيمة في تدبير هذه الامور، وللفرح الذي غمر نفوس المغاربة الذين سيكونون في الموعد لمؤازرة المنتخب المغربي، سواء في المغرب، أو في اسبانيا التي توجد بها أضخم جالية مغربية.

المغرب الذي استطاع احتواء وطي أزمة الزلزال العنيف في ظرف (10) عشرة أيام دون مساعدات خارجية، بتضافر جهود الشعب قاطبة، وإخراج جنوده من الثكنات، ونجح في تضميد جراح المصابين وايوائهم وتوفير كل حاجياتهم، 10 أيام تنقص أو تزيد قليلا أبهرت العالم وكانت كافية، وهذا انجاز هائل وجبار، دون الحاجة للمعونات والصدقات التي يتبعها أذى، لأن للمغرب الثقة التامة في جيشه وأهاليه، ولان البلد الذي لا يعتمد على نفسه لا خير فيه، عملا بالمقولة المغربية: (الواحد اللي ما يغسل كساتو، وما يكتب براتو، وما يطبخ عشاتو، وما يذبح شاتو، عزيه في حياتو)، ونعتقد أنها حكمة بليغة تقصي أي شك في قدرات المغاربة الذين فتحوا الاندلس ووصلوا الى جبال الألب شمالا، وامتد نفوذ امبراطوريتهم من بجاية إلى شنقيط والسينغال الى تمبوكتو حتى السودان جنونا وشرقا.، ووصلوا الى الأمريكيتين، واستطاع رحالتها ابن بطوطة الوصول الى الصين وتبوأ بها أعلى المناصب في القضاء، واستطاع شعبها في بداية الاستقلال فتح طريق الوحدة بين المسالك الجبلية الوعرة لربطت وسطه بشماله بالرفوش والفؤوس والأظافر، هو هذا المغرب الذي تتعايش فيه جميع الديانات والعقائد، وعاشت فيه العديد من الحضارات، ولا يحس فيه الزائر بأية غربة بسبب الحفاوة الكبيرة التي يقابل بها المغاربة ضيوفهم.

واللافت للنظر بأن هذا العرس الكروي ستكون له دلالات خاصة تتجلى في احتفال العالم بذكرى مرور قرن على إقامة اول دورة في كأس العالم، وللمغرب مؤهلات عظيمة وقادر على إنجاح هذه الدورة والقيام بواجبه على أحسن حال برفم التشكيكات، لأنه بلد عظيم وذو إمكانيات وخبرات عالمية، دون الحاجة لمساعدة احد.

واقع الحال ان المغرب بلد متخلف وفقير وضعيف، لتسلط رهط من الانتهازيين عديمي الخبرة في التسيير السياسي والاقتصادي، وإزاء هذه الفوضى فامامه جبال من التحديات، والاكراهات، بسبب الفساد الاداري، والافلات من العقاب، والتسيب، والنهب المنهج لثرواته، ومحاولة تحويل البلاد الى سجن كبير تمارس فيه قيود على الحريات العامة، وتجابه فيه الاحتجاجات السلمية والمظاهرات المطالبة بالتشغيل واصلاح التعليم والعلاج، بالتدخل العنيف من قبل قوات الأمن والجيش.لاسكات الجماهير وتكميم أفواههم.. في وقت يعيش فيه المغرب أزمة حادة بسبب ارتفاع ثمن المحروقات وغلاء المعيشة الفاحش

لكن اسناد تنظيم مباريات كأس العالم لكرة القدم للمغرب شيء إيجابي، وجميل، وتطمح إليه كل البلدان، ويشكل مكسبا كبيرا بالنسبة له ولتاريخه الرياضي، لكنه مطالب بان لا يتم هذا التنظيم على استنزاف قوت المواطنين، والامعان في تفقيرهم، الشيء الذي سيساهم في توسيع دائرة الفقر بين الطبقات الشعبية، وخلق أجواء من التذمر والاحتقان بين المواطنين الذين يعانون من تداعيات الغلاء الفاحش، ويتخوفون من اصرار الحكومة العقيمة العاجزة على تضييق الخناق على المواطنين من أجل الوفاء بالتزاماتها تجاه امبراطورية كرة القدم (لافيفا) ضدا على حساب قوتهم اليومي، ووضعهم التعليمي والصحي المتدهور.. وأمنهم الغذائي المتهالك، من أجل تبييض وجهه الكالحة، وتلميع صورته القاتمة المتدهورة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا أمام المحافل الدولية، وتغليط الرأي الدولي بالمظاهر االتسييحية والفلكلورية المخاتلة والزائفة

فهل يا ترى سيتغير حال ساساتنا؟ وهو أمر بعيد الاحتمال، ولا نخاله سيحصل في الوقت الراهن ولا على مدى السبعة أعوام المقبلة تحت ظل هذه الحكومات البائسة الكسيحة التي تفرزها (كراجات) الانتخابات

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى