يونس محمد سبع يونس - أن أشهد في المعركة قتيلًا..

- لا أعرفُ تحديدًا أين بُعثتُ
وكيفَ أتيتُ مع الرّيحِ هُنا
ولماذا أكتُبُ..
حسبيَ دومًا أن أتجاهلَ هذا الأمرَ.

مكاني زمنٌ يَمثُلُ
وزماني أمكنةٌ تتضحُ..

أحبُّ كثيرًا
أن أعتقدَ بأني جئتُ؛
لتتحدَ الأشياءُ بموسيقاها..
ينفرطُ الجسدُ على الإيقاعِ،
وينبجسُ الماءُ من الآلاتِ؛ فثَمَّةَ موسيقى
ثمةَ مَوجٌ نَسبحُ فيهِ ونَلتمسُ الغرَقَا
ثمةَ نهرٌ،
ثمةَ شجرٌ،
ثمةَ شمسٌ شَرقَا..
ثمة صوتٌ حيٌّ للكلماتِ،
وإن كانَ الموتُ عليها حقَّا..

أعرفُ تلكَ الطُّرُقَا..

غنيتُ كثيرا محتفلًا ببقائي
بالوَحدةِ في السيرِ إلى نَفْسي
وكتبتُ أعمد شيطاني بقداسة ناري
ببداهة معصيتي
عن حُلُمينِ كتبتُ رحيلي
عن بنتٍ في عينيها شردني النور
وعن أرضٍ وبلاد أسرَتْ مُعجزتي..
وكتبتُ قليلا لمُجردِ وصفٍ أو عزفٍ
أو كي أضربَ مَثَلا ما خوفًا من خوفٍ
وكتبتُ لنُبلِ فصولٍ لم تأتِ،
كتبتُ لأنسى،

لي أشياءٌ في الماءِ،
ولي هدفٌ، أنْ ألتهمَ الأرضَ..
قرأتُ لألمسها بغيابي،
وسرقتُ من العدم الحيِّ كتابي،
ورحلتُ طريدًا..
حاربتُ لأجلك أيتُها الأرضُ،
فليس مجازًا ما يُنجزه الفارسُ..
تلك معادلةُ النحوِ
كثافتُنا في الريحِ
خسارتُنا في الخطوِ..
طرحتُ على طاولةِ الشطرنجِ طريقًا
درّبتُ خُيولي البيضَاء السوداء
على عَدْوِ ظلالِ المَلكِ،
وحَمْلِ الضعفاءِ خِفافًا..
ساعدتُ الوقتَ على إيجادِ معانيهِ لماما
ينقصُ هذا الأمرَ محاصرةُ الوقتِ تمامًا
أن أشهدَ في المعركة قتيلًا وزحامًا،
أن أنبثقا..

أعرف يا مرآةُ جنونَكِ وشجونَكِ
واضحةً في البُعدِ..
توهج فيكِ الحُلمُ جَميلًا كالشمسِ
وكالأمسِ إذ احترَقَا..

أعرف تلكَ الطُّرُقَا..

ثمةَ شيءٌ نرحلُ عنه ويبقَى..
أذكر ذاك البابَ،
وأعرف أنَّ عُيوني اتسعَتْ للبحرِ
وأنَّ البحرَ مِدادٌ حيٌّ للنظراتِ الكلماتِ
وإن نَفِدَ، أو انطفأ السِّحرُ،
ومزَّقتُ الورقَا.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى