محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - كان يعود في كل مساء مُثقلا بالاكاذيب

كان
يعود في كل مساء
مُثقلا بالاكاذيب
يُخبرها عن الشرطي الذي اوقفه لأنه لا يملك وجها
ولكنه دفع رشوة
إصبعين وأظفر
و عن المرأة التي جلست جواره على الحافلة
وغازلته
أنك أجمل من مشى بلا وجه
وأن طفلا
صرخ له عمو الذي لا يملك وجها
أركل لي الكرة
وكنتِ تضحكين ، تتجهين نحو الطاولة ، تغسلين وجهه في حنفية المطبخ
تعيدين ضبط الوجه في محله
تدعين ذراعيكِ طويلاً على اكتافه
ثم ترفعين وجهك ليقبلك ، كرجل عاد من الحرب للتو
غير مُصدق اللحظة
يشتبه في الدفء
وفي شفتيكِ الحارتين كالقرنقل
والمرتعشتين كالخوف
كان يعود في المساء
مُثقلا بالأكاذيب
يخبرك أنه أراد أن يدفع تعريفة الحافلة
لكنه لم يحمل ذراعيه
ضربه السائق
وانزله منتصف الطريق
وأن أمراة ما تعمدت أن تمد له يدها لمصافحة
وأن طفلا صرخ كثيراً
يريده أن يحمله
وان الشرطة اوقفته
بأنه ليس هو
بما انك لا تملك ايدي
كيف ستحملك إن مت في حادث عناق
او قتلك رجل جائع بطلب
او تعرت لك امرأة اشترطت فيك العناق
دفع نصف رأسه رشوة
وانه ايضاً
بلا ايدِِ
حمل ذاكرة المقهى القديم
الى حيث المقهى الجديد
وجدد بطريقة ما طريقة عبور يديه الى فخذك
في صباحات مسروقة
من جيوب الأمس
ضحكتِ من جديد
خرجتِ الى النافذة ، انزلتِ يديه النظيفتين
قلتِ له
كانت معبأة باللمسات المحرمة
وبخبز مسروق
وبحُلم لا يمد لغرفتنا بنوم
ثم اعدتِ يديه
وانتظرتِ طويلاً ، أن تعتاد نفسها
ثم تعتادك
ثم.تتجول كزائر سكنته مدينة ، واصابته بالإندهاش
معرياً كل شيء فيك
لضوء اللحظة
كان يعود في كل مساء
مُثقلا بالأكاذيب
قال أنه خرج الى اخر الطريق
كان يرتدي معطفا
وساعة يد وقبعة
ولم يكن موجوداً
اوقفه الشرطي ، لماذا جاء ناقصاً
نسيّ بعضه
صحيح انه يملك الثياب ، والحذاء ، وساعة المعصم
ولكن اين الجسد ؟
أنبه الشرطي
اين ساطلق عليك النار ؟
وماذا سندون إن ضبطت في جسد امرأة
كان يحمل جسداً بلا جسد ؟
ثم كيف ستدخن وتبصق
وتسرق من المال العام
رشوته بالساعة قال
وأن امرأة مازحته في المقعد المجاور
انت تملك فماً عنيفا
وأن شيخا اعطاه زجاجة خمر
وقال له إن اردت
تبول فوق تلك الوجوه
وأنه عاد ناقصاً
ضحكت
اجلسته على المقعد وقالت له
انتظر هنا
ساذهب لايقاظك

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى