صفاء عبدالمنعم - الليالي..

” بس قلبى لسه خايف من الليالى ، وأنت عارف قد إيه ظلم الليالى “

كان صوت ( محمد الحلو ) وهو يشدو بهذه الأغنية العاطفية ، للفنان الراحل عبد الحليم حافظ صادقا ، ونابعا من القلب ، وإحساسه بكل كلمة أضاف إلى أداءه روعة على روعة صوته الصافى الحنون .

كانت وهى صغيرة من عشاق صوت ( عبد الحليم حافظ ) وكانت تعلق صورته فى رقبتها بسلسلة فضية . وذات يوم رأت أمها هذه الدلاية فى رقبتها ، فنهرتها ، وجذبتها من رقبتها بعنف ووحشية .

كيف تضع صورة لــ (رجلا )غريبا بسلسلة فضية فى رقبتها ؟

الصورة فى الرقبة .

والصوت فى القلب .

والغناء الحزين يملأ أذنيها .

كانت تنتظر الساعة الخامسة مساء ، وتدير مؤشر الراديو على إذاعة ( أم كلثوم ) وتنتظر صوت عبد الحليم حافظ يأتى بعد عبد الوهاب .

كان الترتيب بهذا الشكل الهرمى ( أم كلثوم ، محمدعبد الوهاب ، عبد الحليم حافظ ، شادية ، نجاة ..) ولأول مرة فى حياتها تجعل كشكولا خاصا ملونا بزهور حمراء كبيرة ، تجمع فيه أغانى عبد الحليم حافظ ، وأختارت غلافه بلون الدم الأحمر القانى ، وورقه من النوع الفاخر وكانت تدون الأغانى التى تسمعها بخط جميل ، وتحفظها .

اليوم هى لا تفعل هذه الأشياء!

ولكن مازال الحزن الشفيف الذى كانت تحمله الأغانى ، يسيطر على قلبها ، ولا تريد التخلص منه ، ومن رومانسيتها المفرطة الحساسية ، ويحزنها كثيرا هذا الصوت الأثير ، وهذه الأغنية تحديدا

” بس قلبى لسه خايف من الليالى ، وأنت عارف قد إيه ظلم الليالى “

صوت وكلمات وأغنية ، ولكن فعل السحر يعتمل بداخلها ، ويحفر لها نهرا فياضا من العشق والمحبة .


صفاء عبدالمنعم



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى