يونس محمد سبع يونس - درجِ الموت

راحِلٌ
كالوعودِ إلي شُرفَةِ اللهِ ..
غَيْبٌ منَ الانتِظارِ وَرَائيْ
يُلَّوحُ لي بانبِعاثِ الموَاقيتِ في يَدِهِ
يستَحِثُّ إيابىْ بلَونٍ جَديدٍ لهذىْ السَّمَاءِ ،
وكَوكَبَةٍ تَسَعُ الاغترَارَ بمشكاةِ هذا الزمانِ ،
وغِربالِ أنشودةٍ يَحمِلُ الوقتَ والأرضَ عن أهلِها المُتعَبينَ !
على دَرَجِ الموتِ أصعَدُ ..
كُلُّ غيابٍ رَحيلٌ ،
وكُلُّ رَحيلٍ إيابٌ ،
ولا شيءَ في خُطوَتىْ غيرُ ما كانَ من وَلَعي
وانهمارِ الشتاءِ على سُكنةِ الموتِ بيني وبينَ الطريقِ
ووَقتٍ يَمُرُّ ،
يُمَرِّرُ تلكَ الهَلاوسَ بينيْ وبينَ مُخَيّلتي
والمكانُ مكانٌ كما كانَ بالأمسِ ،
والأمسُ أمسٌ كما كانَ بالذاكِرَةْ !
***
الحَيَاةُ إلى الآن ..
لم تُنسِنا بانتِشَاءَةِ قابيلَ مَوتَ أخيهِ المُبَــرَّرَ بالحُبِّ
لم تَحتَمِلْ خَبَرَاً للنشيدِ يُعيدُ صِياغَتَها فى مُواكبَةِ اللحنِ
لم تَنْتَـقِدْ عَبَثَاً واضِحاً في قَصيدَتِها الجاهِليّةِ ..
أطلالُها صُوَرٌ تَتَغيّرُ مثلَ الإجاباتِ
أوتارُها طُرُقٌ تَتَناغمُ فى صَرخَةِ الأبَديَّةِ والأمَلِ المُتَبَاعِدِ ..
شمسٌ تَجيءُ ، وشَمسٌ تَغيبُ
وأيدي الزمانِ تُبعثرُ حكمتَهَا في زوايا البقاءْ
تمدُّ الصَحَارىْ إلى مُهجتيْ : ” أنتَ وحدَكَ “
فابسطْ هَواكَ ، وغنِّ
وصارَ خَيالي هباءً تُفتّشُ غُزلانُهُ
عن مدىً في صَحَاري الغِناءْ ،
وصارَ سكُوتي استدارةَ أمنيةٍ حولَ جُدرانِ مُعتَقلٍ
والنوافذ لا تُخبرُ الانتظارَ بشيءٍ من الليلِ
غير افتحامِ السّماءْ ،
فتلكَ الكمنجاتُ ليستْ لنا
بلْ لنا ما يُرتّبُ أقواسَنا لاكتمالِ الصّدَى
والتباسِ المقاماتِ في صرخَةِ الدائرةْ !
***
هكذا كانتْ الأرضُ
نائيةً عن غيابي ، ونازحَةً عن إيابي
ممرٌّ طويلٌ ..
تُخلخلُهُ الأغنياتُ على ضَفّتينِ لهذا الزمانِ
وتبعث قلبيَ مائِدَةً للحَمَامِ
فما زالَ في الحرفِ مُتَّسَعٌ للسلامِ ،
وما زال في “الحربِ” حرفانِ مُنفصلان براء “الرصاصة” ..
ما زلتُ حيَّاً ..
ولي ريشَتَانِ مُبَلَّلتَانِ بدَمعِ الضَّحايا ..
يُغنّونَ مِثلىْ ،
وينتَشِرونَ هُرَاءً على شَفَةِ الموتِ
– والموتُ لُغزٌ مَشاعٌ
يُربِّى المَجازَ لمَنْ يُشهدونَ الغيابَ ،
ليَ الآنَ كلُّ الغيابِ
ولي أن أظلَّ على الطرقاتِ
أبعثرُ في حيرتي الضوءَ و العَبَراتِ
أصافحُ حظيَّ مُنتظرًا ضحكتي العابِرَةْ !

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى