مئة ومائة :

درج كثير من الكتاب على كتابة العدد ( مئة ) بالألف الفارقة ( مائة ) وهي ليست من بنية الكلمة وإنما موروثة للتفريق بينها وبين ( فئة ) قبل تنقيط العربية ، وكلاهما من المعدودات ؛ مما قد يوقع بالخطأ بين قولك مئة درهم وفئة درهم ، وبتكليف من الحجاج قام نصر بن عاصم بتنقيط الحروف العربية ، ويتلخص عمله رحمه الله بأن أتى إلى الحروف ورتبها حسب المتماثل والمختلف ، فوجد الهمزة التي تشير إلى الطرف الأخير من العين (ء) متميزة فتركها ، ووجد الألف ( ا ) متميزة، فتركها وهي تشير إلى عمود الخيمة ، ثم وضع ثلاثة حروف متشابهة هي ( الباء والتاء والثاء ) فرتبها على أقل النقاط صعودا ، وأم المجموعة هو الثاء ويرمز إلى قرن الثور فوضع للباء نقطة وللتاء نقطتين وللثاء ثلاث نقاط ( ب ، ت ، ث ) ووجد الجيم والحاء والخاء متشابهة أيضا فوضع للأول الجيم نقطة تحته ، وهو رمز لقعود الجمل ، وأهمل الحاء ، فيقال بالحاء المهملة أي التي أهملها نصر ، وأنقط الخاء نقطة فوقه ، وكان يراعي الصوت وشدته ورخاوته في التنقيط والإهمال ، كما هو واضح في الدال والذال والراء والزاي ، وهكذا وُلد لدينا الترتيب الهجائي على سابقه الأبجدي ...
وبتنقيط العربية انتفت الحاجة للألف في مئة ، وأصبحت كتابتها تحمل أكثر من خطأ ، 1- مائة : خطأ في زيادة الألف .
2- مائة خطأ إملائي لأن الهمزة بعد الساكن تُكتب على السطر : ماءة ..
3- ماءة هي مؤنث ماء شرط نسبتها إلى قومها ، مثل : ماءة تميم ، ماءة مازن .
وأولدت هذه الأخطاء أخطاء أخرى ، وهي بالمركب معها ، فكتبوا :
سبعمائة ، وسبعمئة وفي هذا خطآن :
الأول : أنهما عددان منفصلان ...والثاني : إبقاء الألف الفارقة ، فضلا عن عدم مراعاة كتابة العدد حسب التذكير والتأنيث ، والصواب أن نكتبها : سبع مئة ...بفصل العددين ومراعاة تأنيث مئة لتذكير ما قبله ...
ملحوظة : نحن نقول في المجموعة الثانية من الأعداد من ( 3 إلى 9 ) إن العدد يخالف المعدود بالتذكير والتأنيث ) وإنما هي طريقة تعليمية ، والواقع أن العدد يوافق مثل ( 1و 2 ) لأنه جمع تكسير وجمع التكسير يذهب إلى التأنيث المجازي فنقول : مالت الأشجار ، وقالت العرب ، واكتست الجبال بالثلج ، ومثلها ( جاء ثلاثة رجال ) فرجال جمع تكسير ، فذوق العرب في لغتهم عال جدا ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى