فوز حمزة - كلمات متقاطعة

تولعت منذ عمر المراهقة بلعبة الكلمات المتقاطعة .. وأصبحت بعد فترة .. ماهرة جدًا في حلها وإيجاد الكلمة المفقودة.
كنت حينما أنظر للمربعات أمامي وقد ملأتها بالحروف .. أشعر كأني ملكت العالم بين يديّ ..
تغمرني فرحة غريبة كأني خرجت منتصرة من حرب مع عدو شرس.
وهذا النصر ليس لي .. بل للحروف التي كانت تستنجد بي كي أضعها في مربعاتها الصحيحة ..
بعض الحروف كانت تنعتني بالغبية لأني أحيانًا أخطئ في وضعها في المربع المناسب والبعض الآخر أشعر بأمتنانها الكبير وهي تهديني الكلمات المرادفة التي أريدها.
بعد مرور سنوات عليّ ..
أخذت أبحث عن رقعة تكون أكبر وأعقد ..
فحصيلتي من المعلومات أصبحت أكبر ..
لدي من المعاني الكثير ..
أملك من المرادفات ما يجعل الأمر عليّ سهلًا جدًا ..
ما زلت حد اللحظة .. مولعة بهذه اللعبة ..
لكن الآن .. لا أنظر للأمر كما السابق ..
أنها ليست مجرد لعبة للتسلية والقضاء على الوقت الذي لم أعد أملك منه الكثير كما السابق ..
إنها لعبة الحياة ٠٠٠
وما تلك الحروف إلا ما يحيط بنا من بشر في الرحلة الأرضية ..
بعضهم مجرد حروف مكررة.. لا فائدة ترتجى منها ..
بعض هؤلاء البشر – أقصد الحروف - قد تخطئ وتضعه في غير موضعه .. فتتشوه الكلمات لتعطيك معنى خاطئاً ..
بعضهم يسير في خط أفقي بينما أنت عمودي خط حياتك ..
أكثرهم مثل بعض الكلمات.. حين تريد أن تعرف معناه الحقيقي .. عليك أن تقرأه من الأسفل إلى الأعلى .. أي ما يقوله عكس ما يعنيه!
هناك من الحروف من تتقاطع معك في لعبة الحياة وأقصد هنا التقاطع الجميل الذي يجعل الحياة مكانًا أروع للعيش!.
لكن .. وذلك أغرب ما في الأمر..
أن فيهم من يكون مكانه يمين الرقعة والآخر في شِمالها وهذا الأمر ينطبق على الشَمال والجنوب ..
لكن لن يتم أي لقاء بين تلك الحروف .. وكأن الكلمة المراد إيجادها تكمن في أن يجلس كل حرف في مربعه وإلا لن تتقاطع الكلمات ..
بعد هذه الغفوة القصيرة ٠٠
سأعود الآن لحل رقعة جديدة.

فوز حمزة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى