أحماد بوتالوحت - حتَّى أنْت يا يَهُوذا!؟

حتَّى أنْت يا يَهُوذا !؟...كيْف تَجْرُؤ !؟
في العَشاء الأَخير كان مَكْتوبا عَلى رٍقِّ جَبينِك أنك تُسلِّمُني
وهَكَذا حَدَث ، وَبِيَد مَطْوِية داخِل قَفَّاز مَتَواطِىء ،سَدَّدْت إِلآ ظَهْري طعَنات غَير رَحيمَة
وَقَد عَلَّمْتك وأنت غِرّ، كَيْف تَجُزّ عُنق شَاتِك وَ تُعِدّ عَشاءَك وتُنظِّف كِساءَك
وَكُنْت الأجْرَب القادِم من بَلَاد الأغْراب مُتمرِّغاً فِي حَفّاظَات الخَنافِس السَّوداء .
وَهَا أنْت الآن يُسْنِد ظَهْرك مِعْطف الكَشْمير الطَّويل و تَدُسّ قَدمَيْك داخِل حِذاء مُتْرَف
وفي " قَرْيُوت " * كُنْت تَلْبس ثِيّاباَ جَنائِزِية وَتَنْتعِل مَداساً مُؤرَّقاً بِالغُبار
أتَذْكُر كيْف بارَكْتُ يَديْك فَمَحَتا الدَّمامِل المُحْتشِدة على وُجُوه الفَقَراء ؟
وَكيْف مَلأْتُ الشُّوّالات الحَزينَة خُبزاً طازَجاً وكانت حُبْلى بِالْأشِّ .
ألَمْ تَرَ أَنّ خَوابِي عُرْس " قَانَا " لَم تَخِب وَهي تَعْصِر نَبيذاً رَقَصَت له لِحْيَتك المخْصِية
هَلْ نَسِيت يَوْم سِرْت عَلى مَتْن الْماء مُغيضاً قُبّاعات الدَّرّاجِين ؟
أَ رَأيْت كيف سَوّيْت الطِّين عَلى هَيْئة طائِر فنَفَخْت فِيه فَاتَّخَد سبِيلَه في الأُفق طَرِباً ؟
أنْظُر إلى بَطْنِك يَسابِق ، لَا إلَى الخَيْرات لَكِن لِلْجرْي أَمامِك مُخْترِقاً جُموعاً كَرِهْتها
لِتَكُن إِذَن ـ كَما شَاء خالِقِي ـ شَبِيهاً لي وَتَحْمِل عَنّي صَليبِي فَيُصيبُك ما كان سَيَكون نَصِيبي


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* القرية التي ولد بها يهوذا الأسخريوطي ، بائع المسيح

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى