مقتطف شريف محيي الدين إبراهيم - الفصل ١٣ من رواية مريم

أتانى صوتك فى الهاتف متحشرجاً ، حزيناً ، مشبعاً بالدموع والألام...
- أريدك فى أمر هام.
- تعالى إلى فى بيتى .
- هل هذا يصح ؟
- وما العيب فى زيارتك لى ، الأصدقاء يتزاورون فى بيوت بعضهم البعض .
وعلى غير المتوقع أتيتنى فى منزلى ، كانت مفاجأة ألهبت كل حواسى ، أنا وأنت وحدنا ، بكل جموحك وجمالك الغجرى المثير، وأنا بكل رغبتى وشهوتى الجنونية بك ، ، كنت ترتدين فستاناً شفافاً ضيقاً مثيراً يبين كل تفاصيل جسدك الرائع ، كان أسود اللون ، مما زادك إثارة وجمالاً ولكننى تمالكت نفسى قليلاً ثم همست بعدما لاحظت عبوس وجهك :
- ماذا بك ؟
- لا شئ .
- ما هو ذلك الأمر الهام الذى طلبتى لقائى بسببه ؟
- ألا يمكننى رؤيتك إلا إذا كانت هناك مصيبة ؟
- أنا مشغول جداً .
- معك حق ..خاصة بعد أن صرت واحداً من أكبر الإعلاميين فى الوطن العربى ،برامج ولقاءات وشهرة ونجاح ساحق .
- مريم لا وقت عندى للتفاهات.
- تسمى ما بينى وبينك تفاهات !!
- و ماذا بينى وبينك ؟
- لا شئ ...لا شئ على الإطلاق .
- هل تريدين العمل معى فى القناة الفضائية ؟
- هذا عرض أم سؤال ؟
- ليكن عرضاً ، عموماً العديد ممن كانوا يعملون فى المجلة ألحقتهم بالقناة وبمرتبات مجزية .
- هل تغرينى بالمال ؟
- أنا أعلم بظروفك القاسية .
- أنت لا تعلم أى شئ على الإطلاق ...هل تريدنى أن أعمل فى قناة ليلى قناة حبيبتك القديمة ؟
- حبيبتى ...حب ..لا يوجد شئ اسمه الحب .
- من أين أتتك كل هذه القسوة ؟
- قليل مما لديك .
- عمر أنا راحلة .
اشتددت ضربات قلبى ، همست لك بصعوبة :
- إلى أين ؟
- فلسطين .
- ماذا ؟
- لقد جئت كى أودعك ، ربما لا ألقاك بعد اليوم قط .
- هل جننت ؟
- أمن الجنون أن يعود الإنسان إلى وطنه ؟
- وأمك المريضة ؟ لمن ستتركينها ؟
- لقد تركتها منذ أيام وديعة لدى ربها .
وانهمرت دموعك غزيرة ، موجعة ، همست منزعجاً مدهوشاً :
- ماتت !!
- حين حدثتك فى الهاتف كنت لتوى قد فرغت من دفنها.
- لماذا لم تخبرينى ؟
- أنت أول من حادثته ، كنت أرغب بشدة فى سماع صوتك .
- .......
- الموت راحة لها ،وهى لم تذق طعم الراحة منذ مات حبيبها ، الآن هى قد ذهبت إليه ،بعد رحلة طويلة من العذاب والألم ، لم يرحمها أحد حتى والدها الذى رفض مجرد استقابلها فى بيته حين أتته من غزة أرملة فى ذيلها طفلة صغيرة ، وبعد التسكع فى العديد من شوارع الإسكندرية ، والدوران على كل الأقارب والمعارف ، رفض الجميع استقبالنا فى بيته خشية من غضب الأب وبطشه ، وفى النهاية لم يكن أمامنا سوى النوم فى العراء .
- نمتم فى العراء ، ياله من أب قاس !!
- نعم نمنا على رمال شاطئ البحر، بعد أن دثرتنى أمى بشالها الحريرى ، وسترت نفسها ببعض أوراق الجرائد ، البحر رغم صقيعه فى شهر يناير كان أكثر دفئاً من الأهل ،حتى جاءنا فى الصباح رجل غريب ، يعمل لدى جدى فى أحد مصانعه ،حملنى الرجل وذهب بأمى إلى شقة صغيرة ، عبارة عن حجرة ودورة مياة ،ثم أخبرها أنه بإمكانها أن تعيش فى هذه المأساة ، التى هى إحدى الوحدات المخصصة فى الأصل لسكنى عمال المصنع ، ولتتواصل رحلة معاناة أمى فى البحث عن عمل يقيها سؤال الحاجة ، وما بين طامع فى جمالها أو مشفق على بعض حالها ، استطاعت أن تحيا ، ومع كل ألامها وأوجاعها ، وسلسلة الأمراض التى أصابتها ، كنت أنا البسمة الوحيدة فى حياتها

***
كنت أعلم أنك تودين التكلم ....
الحديث ، البوح دون توقف ، كنت فى حالة شجن حقيقى عميق :
- حياتى مضت بين أم ضائعة وأناس لا يرحمون الضعيف ، كنت أعمل فى شهور الأجازة الصيفية حتى أغطى كافة متطلباتى من مأكل وملبس ومصاريف دراسية ، وفى المرحلة الإعدادية لاحقنى أحد المدرسين بهمساته الحانية ، وخدماته الدراسية المجانية ، وكنت أحسبه يعطف على كأب حنون ، إلا أنه كان له معى مأرب آخر ،وقتها كنت صغيرة هشة لا أجروء حتى على البوح .
- بوح ... البوح بماذا ؟!
- البوح بكل ما يفعله رجل بامرأته ، ولكن من الباب الخلفى ، فهو بحنكته لم يطرق الباب الأمامى ، إلا ببعض الطرقات الخفيفة التى لا تسمح بفتحه .
- أين كانت أمك ؟
- أمى كانت سعيدة مسرورة بهذا الأب الحنون الذى يعطى من ماله ووقته لإحدى طالباته، فهى كانت لا تراه إلا محملاً بكل الخيرات ، طعام ، وملابس ، ودروس مجانية ليس لديه وحده ، بل لدى جميع المدرسين ، الذين هم على نفس شاكلته ،عبء كبير رفع عن كاهلها ، وخير وفير قد ساقه القدر إليها ، حتى فى الإجازة الصيفية كان يتردد علينا إسبوعياً ، بحجة الإطمئنان ، وتهيأتى للعام الجديد ، وأنا لازلت طفلة غضة ، لا أفهم حتى أو أعى كل ما يحدث معى .
اعترتنى الدهشة ،من صراحتك الشديدة ، وتملكنى الألم المشوب بحزن عميق من هول ما تذكرين ، همست بصعوبة :
- أنا لا أصدق أن هناك شخصاً مثل هذا بين أولئك الذين يربون أولادنا ، من يعلمونهم الأخلاق ، الأدب ، الأصول ، كيف يسرى الفساد بين جناباتنا إلى هذا الحد لقد كاد المعلم أن يكون رسولاً !!!؟
- الفساد لم يصل إلى المعلمين فقط بل طال كل الأشخاص والمناحى فى حياتنا ، وإذا كنت ناقماً على المعلم رغم ضيق حاله ،وظروفه المعيشية الصعبة ، فما بالك بأولئك الذين يمتلكون المال والسلطة ، وتقريباً كل شئ .
- يبدو أنك عانيت كثيراً .
- معاناة !!!
كلمة معاناة هذه بسيطة جداً ، فأنا لم أمض مرحلة فى حياتى ، بل يوماً واحداً بدون دموع ، وألم ، وعذاب ...عندما التحقت بالجامعة ، كانت لى زميلة مقربة ،تدعى نهى ، كانت تسكن بالقرب منى ، كنا نذهب سوياً ، ونعود سوياً ، وكثيرا ما كنت أزورها فى بيتها بغرض الاستذكار والمراجعة ، وفى هذا البيت وجدت بعض العزاء ، حيث كانت والدتها توفر لنا كل وسائل الرعاية اللازمة كى ننجح ونواجه صعوبات المناهج الدراسية ، بل إنها كانت تعطينى أحياناً بعض المال ، بخلاف الملابس، والهدايا الأخرى ، تشجيعاً لى و تفهماً لظروفى القاسية .
- أحسبها سيدة فاضلة على ما يبدو لى من حديثك ...
- فى ذلك الوقت كانت ثمة نظرات إعجاب وبوادر عاطفة تشب بينى وبين أخى نهى .
- حب تلامذة ، مراهقة يعنى .
- لم يكن تلميذاً ، بل وكيلاً للنائب العام .
ازدرت لعابى بصعوبة ، همست :
- وماذا حدث بعد ذلك ؟!!
- ثارت الدنيا كلها من حولى ، عندما علم الأب بعلاقتى بابنه ، قاطعتنى نهى ،وطردتنى أمها من البيت .
- وابتعد عنك وكيل النائب العام ؟
- بل أصر على الاستمرار فى علاقته بى .
- وتزوجتما ؟!
- كيف يتزوجنى ، ويعادى كل أهله ؟!
- إذن فليتركك ...يبتعد عنك .
- هكذا ،بهذه البساطة !!
- لا يوجد طريق ثالث ، إما الزواج أو الفراق .
- بل يوجد عشرات الطرق الآخرى .
- إلى هذا الحد ؟!
- محاضر ، وقضايا ، وكل شئ يمكنك أن تتخيله ، إرهاب لى ولأمى المسكينة .
- لماذا لم تتخذى أى إجراء ضده ؟ لماذا لم تشكيه إلى رؤاسائه ؟
- فتاة مسكينة صغيرة ، ضعيفة ، وأم كسيرة الجناح ، ماذا يمكنهما أن يفعلا ؟
هل أنت تتحدث عن زمن ، وبلد أخرى؟! لماذا إذن قامت الثورة ؟!
إنك تتحدث عن بلد السلطة فيها تقدس ، والمال يعبد ، والقوى فيها مصدق لا يكذب أبداً ، أما الضعيف الفقير فهو كائن هلامى لا قيمة له ولا وزن ،كائن كل افعاله خطأ ،وكل كلامه فارغ .
- أعتقد أن هذه أسوأ فترة فى حياتك ، ولكن ما يدهشنى هو اصرارك ، رغم كل هذا كنت تواصلين دراستك بنجاح ، بل إنك حصلت على بكالوريوس الفنون الجميلة بتقدير جيد جداً .
- صدقنى ، أنا لا أدرى كيف ، ولكنك تعلم جيداً أننى أعشق الفن ، الفن بالنسبة لى كان مرساة الأمان ، واحة الراحة ، الساحة التى أستطيع فيها أن أفرغ كل ألامى وأوجاعى ، أحزانى ، أفراحى ، همومى ، طموحاتى ، ملامحى ، ملامح أهلى ووطنى ، انتصاراتى ، انتكاساتى ، حروبى الوهمية والحقيقية ، الفن بالنسبة لى كان هو الحياة ..الحياة كما أعشقها كما أتمناها ، كما كنت أمل أن أعيشها .
- طبعاً بعد أن حصلت على مؤهلك الجامعى المشرف ، تغيرت كل حياتك .
وانتابتك نوبة من الضحك الساخر ، ثم أردفت :
- بحثت عن وظيفة ، عمل يناسب مؤهلى ، وأعيتنى كل الحيل ، حتى تمكنت بعد لأى من الالتحاق بالعمل فى إحدى الشركات الهندسية المملوكة لأحد رجال الأعمال ، و لم تمض سوى عدة أسابيع قلائل حتى تبينت أن المهندس الكبير ، صاحب الشركة يريدنى .
- هو الآخر يريد إقامة علاقة معك ؟
- بل يريد أن يتزوجنى .
- حسناً ، هذه بداية جيدة .
- بل ليست جيدة على الإطلاق .
- لماذا ؟! هل كان شخصاً سيئاً منحلاً ؟
- بل كان إنساناً كريماً محترماً ، غاية فى النبل والأخلاق .
- لقد حيرتنى معك .
- هذا الرجل كان متزوجاً ولديه من الأبناء من هم فى مثل عمرى تقريباً .
- موقف محير فعلاً .
- لم يكن أمامى فى هذه المرة سوى أن أفر من العمل ، أن أختفى تماماً من حياته ، حرصاً على سمعته وأسرته الجميلة .
- أعتقد أنك فعلت الصواب .
- ولكننى لم أسامح نفسى أبداً على ما فعلته به .
- لقد كنت أحوج ما تكونين إليه ، حياتك كلها كانت مهددة ، ومع ذلك فضلت أن تتركى وظيفتك وكل اغراءاته وماله ، حرصاً عليه هو شخصياً ، قرارك بالبعد هذا كان قراراً مثالياً .
- ولكن هذا القرار المثالى ، أدى إلى كارثة .
سألتك وأنا أتحرق من الشوق لمعرفة ما حدث :
- أية كارثة ؟
- فور انهائى لعلاقتى به واختفائى من حياته ، وغلقى أمامه لكل السبل المؤدية إلى ، أصيب بأزمة قلبية حادة، أدت للأسف لوفاته .
وصمت أنت حزنا ً وصمت أنا من هول ما أسمع من كلماتك ، توقف لسانى للحظات أحسبها دهوراً عن الحديث ، ولكننى بعد أن استجمعت شتات نفسى ،صحت بقوة :
- مريم .. أنا أريدك .
-....
- مريم أنا أريد أن أتزوجك .
لبرهة تجمدت كل ملامحك ،ولكنك رفعت وجهك إلى ثم فاجأتنى بسؤال لم أتوقعه قط:
- هل لازلت تحسب نفسك خائناً لصديقك أدهم ؟
صدمنى سؤالك ، وكأنك لازلت تواصلين هوايتك الفضلة معى فى تعريتى وتجريدى من ملابسى ، ولكنى أجبتك بعد أن استجمعت شتات نفسى :
- يوم أدركت أن حبك قد تملكنى ، شعرت بأننى أخون صديقى بالفعل وإلا فكيف لى أن أحب
حبيبته ، أليست هذه أبسط قواعد النذالة ؟
كانت مشكلتى الكبرى هى كيفية مواجهته بهذا الحب ، وكذلك كيف لى أن أعترف لك أنت بحبى !!
كنت فى حالة من الحزن والألم ، مشتتاً ،ممزقاً بين نداء الحب وواجب الصداقة ، وكانت دهشتى الشديدة حين فاجأنى أدهم بأنه يعرف مقدار حبى الجنونى لك ، بل إنه تنازل لى عنك.
- بهذه البساطة ؟!
- فى الحقيقة لقد شعرت بعد ذلك أنه يتلاعب بى .
- وهل واجهته ؟
- بل اتهمته بالكذب والخداع وطالبته بأن يفى بوعده لى ويبتعد عنك .
- وماذا كان رده ؟
- قال لى أن الموضوع يخصك أنت وحدك ، وقتها اتهمته بالنذالة والخسة ، إلا أنه فاجأنى بقوله :
- المشكلة ليست فى المشكلة فى مريم
وسألته :
- ماذا تقصد ؟
وأجابنى بسؤال آخر :
- هل هى تحبك ؟
ولما اتهمته بالغدر والخيانة ،قال فى هدوء :
- يا صديقى هل نسيت إنها كانت معى فى البداية؟!
من منا أولى باتهام الآخر بالخيانة ؟!!
- ولكنك تنازلت لى عنها بكامل رغبتك .
- لقد أعطيتك الفرصة ولما فشلت فى السيطرة عليها ، أدركت أن ابتعادى عنها لم يقربك منها ،قلت لماذا أدعها تضيع منا نحن الإثنين.
ونظرت إلى فى حزن ، ثم قلت فى غضب :
- لم أكن أتخيل يوماً أن صديقك أدهم يمتلك كل هذا القدر من الخسة والحقارة .
***
استنجدت بى علياء ، كانت فى حالة يرثى لها ، خطف أدهم ابنتهما ،أثناء خروجها من مدرستها ثم أبلغها أنها معه ، وأنها لن ترها بعد الآن ، علياء كادت تجن وبعد أن استخدمت كل الوسائل الممكنة لمحاولة استعادتها وفشلت ،لجأت إلى ...
ذهبت إلى أدهم ...
- كيف تحرم أم من ابنتها ؟
- حسبتك أتيت لتناقشنى فى أمر يخص المجلة .
- لقد انتهت صلتى بالمجلة تماماً ، وأنت تعرف هذا جيداً .
- تتخلى عن صديق عمرك بهذه البساطة !!
- لا شأن لصداقتنا بالعمل ، كل منا له طريق مختلف .
- بالتأكيد أنت لم تعد فى حاجة إلى بعد نجاحك المذهل فى قناة ليلى الفضائية .
- وهل علاقة الناس ببعضهم البعض لا يربطها إلا المصلحة .
- أى علاقة قائمة على الحاجة ، قائمة على المصالح المتبادلة .
- حتى الصداقة ؟
- كل العلاقات .
- وأين العلاقات القائمة على المحبة والود الخالص .
- حتى علاقة الحب قائمة على المصلحة .
- هذا هو منطقك أنت ، منطق أدهم رجل المال الذى لن يتغير أبداً.
- على فكرة لقد منعت خبراً من النشر بالمجلة يخصك .
- أى خبر ولماذا منعته ؟
- موضوع تافه أنا متأكد إنه شائعة الغرض منها النيل منك .
- أى شائعة ؟!
- شائعة خطبتك لمريم وقرب ميعاد زواجكما ، كما تعلم الصحافة تبحث دائماً عن المبالغات والإثارة.
- ولكنها حقيقة وليست شائعة .
- ماذا ؟!...هل جننت ؟
- أى جنون فى إقدامى على الزواج ؟
- تتزوج مريم ، إنها ... ..
- ماذا بها ؟
- لا تصلح لك .
- ولكننى أحبها .
- حبها كما تشاء ، صادقها ، صاحبها ، رافقها ، ولكن لا يصح أن تتزوجها أبداً .
- أدهم أنا لا أسمح لك بالحديث عن مريم بهذه الطريقة إنها فتاة محترمة ، وكل ما يقال عنها مجرد شائعات مغرضة .
- هل تريد أن أثبت لك صحة ما أقول ؟
- كيف تقول هذا وأنت الذى عرفتنى بها ؟! بل وكانت كلماتك كلها تشجعنى على حبها .!!
- مجرد علاقة ، نزوة تأخذ وقتها ولكن لا تصل أبداً إلى الزواج .
- أرجوك يا أدهم أنا لم أت إليك لأخذ رأيك فى مريم .
- أتيتنى لأجل علياء ؟!
- بل لأجل ابنتكما ، كيف يطاوعك قلبك على حرمان وحيدتك من أمها ؟!
- حتى تشعر علياء بنفس الإحساس المؤلم الذى كنت أشعر به ، جراء قيامها بحرامنى من رؤية ابنتى ،قل لها أن الشيطان نفسه لا يقدر على منعى من رؤيتها ، و جزاءاً لها فهى لن ترى ابنتها بعد ذلك على الإطلاق ...أخبرها أن أباها اللواء كاظم حرب وكل عائلتها لن يقدروا على أدهم .
- كيف تسمح لنفسك باستخدام ابنتك كأداة فى الصراع القائم بينك وبين والدتها؟... يا أخى هى تطلب الطلاق ...طلقها ، أطلق صراحها .
- من تتزوج أدهم يستحيل أن تتزوج أحداً بعده ، قل لها أن تنسى موضوع الطلاق وأن تسحب أوراق قضيتها من المحكمة وقل لها أيضاً أن كل ما معها من أموال هو فى الأصل مالى أنا ، ويمكننى استعادته منها فى أى لحظة ، بل يمكننى تدميرها هى شخصياً وكل من يقف معها ولكننى حتى الآن أتعامل معها على أنها زوجتى وأم ابنتى.
- وزيزى ..أين موقعها تحديداً فى حياتك ؟!
بوغت أدهم من سؤالى ، فهو لم يكن يدرى بمعرفتى بسر علاقته الخفية بزيزى ، إلا أنه سرعان ما تماسك مستعيداً رباطة جأشة ، قال مستنكراً :
- زيزى !! من هى هذه الزيزى يا عزيزى ؟
- عجيب أمرك هل نسيت زوجتك الأخرى وأم ابنك ؟!
أم أنه نوع جديد من النكران ، لم أكن أحسب قط أنه ألم بك ؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى