نزيه أبوعفش - . الجسر

في كلّ صباح
هنا, على هذا الجسرِ الهواءِ المعلَّقِ الطويلْ ,
نتلاقى ونَتَبَسّم.
نمدُّ يدينا الحكيمتين، الظامئتين، ونَتَصافَح
بحرارةِ مشتاقْ , وغصّةِ مسافر , ولهفةِ عائدٍ من الجبهةْ.
الأصابعُ تغمرُ الأصابعْ
والعينُ تشمُّ صيحةَ العينْ
والقلبُ يُلمَح.
.. .. .. ..
دائماً دائماً
على هذا الجسرِ الهواءِ الأزرقِ المعلَّقِ الثابتِ المترنِّحِ الطويلِ الطويـــــــلْ
(كأنْ لم نلتقِ عليه أمسْ، أو كأنْ لن نلتقيَ عليه أبداً)
نلتقي ونتصافح
بقليلٍ من الأملْ وكثيرٍ من الغصاتْ
وَ نحلمْ.
.. .. .. ..
لا تضحكْ !
في أصابعِ الإنسانْ يضيءُ يقينُ الإنسانْ.
في أصابعهِ : قلبُه.
إذاً، لا تضحكْ! أرجوكَ لا...!
: بهذه المصافحةِ الباسلةْ
كلٌّ يمدُّ يدهُ إلى اللــّه،
وبهذه الأصابع المرتبكةْ
نُعَـبِّـدُ الطريقَ إلى الأبديةْ.
...............................
بيان رقم «1»
............
هيا أيها الناس الكسالى!
هيّا ، هيّا!..
:على شراشفِ الأسِرّة - بعَرَقِ الحبّ وماءِ وردِ الجمالْ -
أُكتبوا وصايا الحياةِ للحياة!
هيِّئوا قذائفَ البنفسج وألغامَ الموسيقى ..
وهُـبّوا إلى وليمةِ النور!
هيا، عيشوا!
ذَوِّبوا الفولاذَ بلعابِ الورد
واطحنوا حديدَ الدباباتِ بأسنانِ العصافير...
وَ عيشوا!
حاربوا الندمَ والخوفَ والشجاعةَ وأمراضَ العِفّةْ!
لا تُبقوا وثَـناً، ولا ضريحاً، ولا منصّةَ بطولةْ!
أنسفوا القلاعَ، والمعابدَ، والأقبيةَ، والمخافرَ،
والسجونَ، والخنادقَ، والمقابرَ،
والجسورَ الموصلةَ إلى المقابر...
وعَمِّروا كنيسةَ العطفِ
ومملكةَ النباتاتْ !....

نزيه أبوعفش
سوريا
........................
من : "ذاكرة العناصر" - دار المدى/ 2005
أعلى