د. محمد سعيد شحاتة - قالت وفي يدها الصحيفةُ

قالت وفي يدها الصحيفةُ
والسطورُ على جبين الدهر
تروي دمعةَ الجسدِ النحيل :
- اقرأ ْ ...
فهذي أسطرُ الروحِ التي سكنتْ بلادَ الله
وامتطت الخيالَ
وعندما أنَّت مآقيها
وألقتها أمانيها بوادٍ غير ذي حلم
أقامت
والهوى قدرٌ
ومنفاها أغانيها الحزينة
تاجُها نجوى على شفتيْ مدى
- اقرأ ...
فهذي أسطرُ الروحِ التي رسمتْ على بابِ الهوى قلبـًا
ولملمت المرايا كي ترمِّمَ حلمها
وتعيدَ للخيلِ الصهيل
- اقرأ ...
فغيرُكَ قد أقام على ربى الأعرافِ
واجمعْ دمعَكَ المسفوحَ في الطرقاتِ
منفاكَ
المدى الممتدَّ ما بين القلوبِ الخضرِ
والسيفِ الممدَّدِ في الضلوع
وأكؤسٍ تشفي الغليل
- اقرأ
فإني قد قرأتُ اللوم في عينيكَ
واحترقتْ على شفتيكَ أشرعةُ الكلام.
- إني قرأتُ فكنتِ أولَ أسطري
وملامحي كالغصنِ عاجله الذبول
هذي طلولي في يديكِ
فكيف أجوبةُ الطلول ؟!
لله منفيٌّ بأرض الله
ترميه الرياحُ إلى الرياحِ
ويصطفيه الحزنُ في الزمن البخيل !
ذبلتْ رياحينُ الهوى
غابت نجومُ الليل عن ليل العليل
وكم يراوغُ في الظلام خياله
ويطوفُ حول البيت
يطلقُ آيةَ البوحِ الجميل :
كم قد كتبتُ على ضلوعي أنني أهوى مقامكِ في دمي
وجهي المسافرُ في مداركِ باصطفائكِ يحتمي
قلبي بأتربةِ الخيولِ مُعَفَّرٌ
وأنا الظمي
لا الليلُ يرحمني
ولا مدنُ المنافي .
فتَّشتُ عن جسدي
وأحلامي على الطرقاتِ
تحفظني المدائنُ كلها
أنتِ الغمامُ
البحرُ
أذكارُ الطوافِ .
إني قرأتُ فكنتِ أوسطَ أسطري
وملامحي كالغصن عاجله الذبول
هزِّي إليكِ النجمَ تسَّاقطْ عيونٌ منهكةْ
وملامحٌ فقدتْ ملامحها
وأغنيةٌ تئنُّ
وأضلعٌ تروي حكايا المعركةْ
ودمٌ
ونافذةٌ توثـِّق خطوَ مَنْ مرُّوا على جسدِ القتيل
إني قرأتُ فكنتِ آخرَ أسطري
وملامحي كالشمس توغلُ في الأفول
لله منفيٌّ بأرض الله
ترميه الرياحُ إلى الرياحِ
ويصطفيه الحزنُ في الزمنِ العليل


_________________________
ديوان: تراجيديا الغياب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى