أحماد بوتالوحت - وادي النَّمل..

حَذَّرَت نَمْلَة ، حَزْمَة النَّمل ، مِن مَداسات الجُنود وَهِي تَقْطُر غُبارطَريق الْوَادي
مِن بَيْن طُقْم أسْنانِه الذَّهَبِية أَفْرَج عن ضَحْكة مَلْفوفَة فِي أَنْفاس القُرُنْفُل وَسَحَبَها مِن الأُذُن إلى الأُذُن
لَم يُفكِّر فِي كَنْس خُوذات تِلْك المَخْلوقات ، كَيْ لا يُضيف خَطِيئة إِلى سِجلِّه المُثْقل بِالخَطايا
كان مُتَأكِّداً مِن أَنّ جَسَده الرَّافِل فِي أزْياء الدَّمَقْس سَيُجْبَر على عُبور المطْهَر قَبْل بُلوغ الفِرْدَوْس
وَلَن تُغْنيه أَرْواح الذَّبائِح المَسْفوحَة على المُرْتَفَعات لإِفْغَام أَنْف سَيِّده بِالذُّهون المُشْبَعَة
لَقَد بَنى بِنِساء كَثيرات خِلَال حُروبِه المُتَواصِلَة وَذَكّى لِآلِهَتِهِن فَأَغْضَب رَبَّه .
حَادَت النَّمْلَات عَن جادَّة الجَزْمَات وَهِي تَسْمَع تَنْبِيه رَفيقَتِهِن المَعْهود لَها بِالحِذْق والنَّباهَة .
قالت مَلِكَة النَّمل المُزَنَّرَة بِإمْعان ، " هذا الرَّجُل لَن يَموت حَتَّى تُبَدِّد اللَّعْنَة مَكاسِب صَنادِيقِه "
فَكَّرعَازِف الكَمان ـ الَّذي لَم تُنْصِفُه قِصَص الصِّغار والمَطْوِي الآن عَلى صَهْوة سُور
وَصُداع الخَمْر يَدُقّ سَقْف جُمْجُمَتِه وَنافِذَتَيْها ، مُهَدِّداً الجَميع بِكَسْر وَشِيك ـ
" أيُّ عَقْل يَتَسَكَّع فِي رُؤوس هَؤلَاء الجَواري ؟ لَن يَموت الرَّجُل إَلَّا إذا تَخَلَّت عَنْه مِنْسَأَتُه .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحماد بوتالوحت

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى