جبار زيدان - حمّامات شعبية أيام زمان.. بين مدن العراق

"متعة عصرية" للجسد والنفس واحتفاء بالنساء بعد الولادة واستثمار اقتصادي للعراقيين

لسنوات كانت الحمامات تشهد اكتظاظاً بالزبائن في العراق لا سيما في أوقات العطل (أرشيفية - أ ف ب)

تشكل حمامات السوق الشعبية في بغداد جزءاً من تاريخ وتراث العاصمة العراقية التي عرفتها الأجيال جيلاً بعد جيل، وعلى رغم تطور أساليب الحياة وارتداء ثوب الحداثة إلا أن حمام السوق بقي موروثاً اجتماعياً يصر عليه البغداديون.

والحمام العام وسيلة يستخدمها الإنسان لتنظيف جسده، وعلى رغم توفرها في كل بيت عراقي اليوم، إلا أن الذهاب إلى حمامات السوق الشعبية له طابع خاص، إذ يكون لقاء الناس والاختلاط بهم وتبادل الأحاديث الاجتماعية ومعظمها تكون عند أبناء المنطقة الواحدة، فضلاً عن اعتبارها وسيلة للاسترخاء من ضغوط الحياة.

وكانت الحمامات الشعبية في بغداد شيدت بناء على طلب الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، إذ إن معظمها بني بالقرب من المساجد، وكانت من أشهر الحمامات البغدادية القديمة (السيد وأيوب والباشا والفضل)، ولم تختصر تلك الحمامات على الرجال فقط إنما شملت حتى النساء، إذ كانت المرأة الحامل بعد أن تلد طفلها تحضره للحمام وسط زغاريد النساء تعبيراً للفرح عن المولود الجديد.

خدمات حديثة

وفي ظل تطور التقنيات والحداثة، باتت الحمامات الشعبية في بغداد مواكبة للحداثة والتطور، إذ كان في السابق الاختصار على تنظيف جسد الزبون وتدليكه، أما اليوم فالحداثة انعكست على أساليب الحمامات الشعبية في العراق وباتت الخدمات التي تقدم متعددة ومتنوعة منها "ساونا ملحية وبخارية وجاكوزي حار وبارد وتدليك وحلاقة متكاملة ومساج بالزيوت والكريمات وتنظيف البشرة بجهاز الهايدروفيشل، كذلك قاعة للألعاب الرياضية والحجامة، وتقديم المشروبات المعتادة من الشاي والقهوة وغيرها".

ويشير صاحب أحد الحمامات الشعبية في بغداد ويدعى أبو محمد، إلى أنها مرتبطة بالموروث الشعبي في العراق، مضيفاً "كان آباؤنا وأجدادنا يقصدون الحمامات الشعبية ليس فقط لغرض تنظيف الجسد، إنما تشكل جلسة أخرى شعبية بين الأصدقاء وأبناء المنطقة الواحدة، إذ يقضي الزبون وقته مستمتعاً ومخففاً من كاهل وضغوط الحياة ولو لوقت قصير على رغم أنها جميعاً كانت بسيطة جداً".

وأوضح أن الحمامات كانت تشهد اكتظاظاً بالزبائن لا سيما في أوقات العطل، فضلاً عن إقامة بين الحين والأخرى حفلات بسيطة بسبب وجود شخص يريد أن يتزوج فيقوم أصدقاؤه ومن بالحمام بالزغاريد والرقص والغناء.

فيديو.. حمامات بغداد حيز كبير من الذاكرة البغدادية الشعبية

رأى أن تطور أساليب الحياة انعكس على اندثار تلك المهنة وحصرها، إذ إن معظم الحمامات تحولت إلى مخازن أو محال للاستفادة منها لذلك هجرت من كثير من أصحابها إلا أن القليل اليوم مقاوم لتلك التحديات، وعلى رغم توفر الحمامات في جميع المنازل.

وتابع أن "للحمامات الشعبية ارتباطاً وثيقاً في ذاكرة العراقيين، إذ نقدم اليوم كثيراً من الخدمات لتلبية متطلبات الزبائن ولمواكبة الحداثة"، مبيناً "أن أيام الجمع والعطل الرسمية نشهد إقبالاً كبيراً من الزبائن فضلاً عن المناسبات كالأعياد والأعراس".

وفي هذا السياق يشير الباحث الاجتماعي علاء وليد إلى أن حمامات السوق الشعبية كانت جزءاً لا يتجزأ من اهتمامات العراقيين، لكن اليوم وبفضل التقنيات وتطور أساليب الحياة تغير كثير من المفاهيم لدى المواطن العراقي ليس فقط الأمر مختصر على حمام السوق إنما شمل جميع مفاصل الحياة.

في الآونة الأخيرة شهدت هذه الحمامات تطوراً ملحوظاً يمزج بين الأصالة والحداثة (أ ف ب)

وقال إن كثيراً من الحمامات شهدت اندثاراً نتيجة عدم مواكبتها لتطور أساليب الحياة إلا أنها بقيت تحمل كثيراً من الذكريات للعراقيين، مبيناً أن الحمامات الشعبية اليوم تقدم وسائل ترفيه متعددة، ومن الناحية الاقتصادية كانت حمامات السوق الشعبية في العراق من أكثر أنواع الاستثمار المجزية.

تأثير اقتصادي ملموس

وفي هذا السياق أوضح أستاذ الاقتصاد الدولي نوار السعدي أن حمامات السوق بمثابة جزء لا يتجزأ من التراث الثقافي والاجتماعي للعاصمة العراقية، وهي تعكس بشكل مباشر الهوية العراقية العريقة.

وأضاف "في الآونة الأخيرة شهدت هذه الحمامات تطوراً ملحوظاً يمزج بين الأصالة والحداثة، مما كان له تأثير بالغ في الجوانب الاقتصادية في المدينة، إذ تعد حمامات السوق مركزاً للتجمع الاجتماعي ويلتقي الناس ليس فقط للاغتسال ولكن أيضاً لتبادل الأخبار والقصص وإجراء الأعمال".

وتابع "في الوقت الحاضر تحولت هذه الحمامات إلى مراكز تجمع بين العادات التقليدية والخدمات الحديثة مثل الساونا والجاكوزي وعلاجات التجميل، مما جذب فئة أوسع من الزبائن، إذ إن التأثير الاقتصادي لهذا التطور ملموس في جوانب عدة".

لقراءة المزيد ومشاهدة الصور ارجو مراجعة موقع اندپندنت عربية

فيديو.. الدخول الى حمام اكابر بغداد المهدي سابقا حمام تركي بطراز بغدادي


التعرف على الحمامات القديمة في ايران

محمد ملاحسيني: الحمام هو مكان لغسل الجسم والرأس والوجه

الحمامات القديمة
لقد كان البلاط الرخامي ذو الألوان السبعة والبلاط الطيني الذي يحمل صورة الإنسان من جمال ومميزات الحمامات.

قبل العصر الجديد، كان الحمام جزءًا من المجال العام، وكانت الحمامات تُبنى بجوار الشارع وأيضًا بجوار السوق.

من الناحية المعمارية، غالبًا ما كان للحمامات العامة مدخل لولبي يؤدي إلى غرفة تبديل الملابس. في إحدى زوايا غرفة تبديل الملابس، كان هناك مكان يوجد فيه أمين صندوق الحمام.

وكانت غرفة الملابس هذه تؤدي إلى غرفة كانت تسمى الغرفة الباردة أو الغرفة الأولى وكان بها برك من الطقس الدافئ تأتي من الدفيئة عبر أنابيب طينية توضع على جدار القاعة (الغرفة الثانية).

وكانت هذه الغرفة متصلة بغرفة أخرى تسمى بيت الحرارة أو الغرفة الساخنة. وكان في هذه الغرفة حوض مملوء بالماء الساخن وكانت درجة حرارته هي أقصى ما يمكن أن يتحمله جسم الإنسان، وكانت أرضية هذه الغرف مغطاة بالكامل بالرخام حتى يسهل تنظيفها.

وكان سقف غرف الحمامات على شكل قبة وبه مصائد للضوء تغلق عن طريق صمامات زجاجية بحيث لا يدخل إلى الحمام إلا ضوء الشمس مما يمنع دخول الهواء البارد ويضيء الحمام بشكل طبيعي.

وعادة ما يستخدم الطوب والحجر والرخام في بناء الحمامات، لأن هذه المواد تقاوم الماء بشكل جيد. خلف الحمام كان هناك دفيئة تغلي الماء في أواني نحاسية كبيرة.

تم توزيع الماء المغلي والبخار من الدفيئة إلى أجزاء مختلفة من الحمام من خلال شبكة من الأنابيب الفخارية. عادة ما يكون لهذه الدفيئة باب خلفي يتم من خلاله الوصول إلى الوقود اللازم للدفيئة.

العاملون في الحمام:
تونتاب:الشخص الذي كانت مهمته صيانة الحمام وتسخين الماء وتنظيف الحمام كان يسمى تونتاب.
ديلاك:شخص يكسب عيشه من خلال سحب الحقائب وغسل الناس في الحمام.

فيديو.. الحمامات القديمة في مدينة تبريز الايرانية

مشت مالتشي: الشخص الذي يلكم الناس في الحمام ويصرخ بصوت عالٍ في رأس الشخص من أجل الاتصال به.
حمام:صاحب الحمام الخاص وله دور الإدارة في الحمام العام.
بادو:وظيفة هذا الشخص هي ربط أحذية الأشخاص وتحريكها أحيانًا. الناس الذين كانوا متواجدين في سربينة. حتى دخول العميل، كان بادو يضع حذاء العميل تحت المنصة وينشر قطعة قماش جافة على المنصة. عندما يتعرى العميل، كان بادو يعرجه آخر. يقوم العميل بربط الحزام الثاني على خصره، ويلف ملابسه بالحزام الأول وينزل من المنصة.الحمامات القديمة

أدوات النظافة في الحمامات القديمة:

كيس، مشربة، ورقة شجر، حجر النرد، وعاء، صابون، حوض، ماء أبيض، مرآة، مبخرة، كوب الحناء، الأرز، كوب فيسمي، علبة، عرجاء، حناء، مصباح الشحم، فيسمي، حجر القدم، زهرة الرأس، باجة مسند و. ..

بعض النقاط الفنية والفنية للحمامات:

كيفية توصيل المياه إلى الخزينة والدفيئة والصهريج والبرك والبرك ونوافيرها العديدة، وكيفية تسخين الهواء داخل الحمام، وكيفية إغلاق خزانات المياه وتسخين المياه، وارتفاع منخفض وضيق وطويل الممرات، الدهليز الوسطى والمداخل، نسب مساحة المداخل والمخارج، ارتفاع غرفة الملابس، تجويف الحمام، استخدام مجاري المياه، الحفاظ على الحرارة، كونها مقاومة للزلازل وتقليل الاهتزازات الناتجة عن ذلك ليتم وضعها داخل الأرض.

في الحمامات العامة القديمة، تم ترتيب المساحات بطريقة تجعلك تتبع مسارًا منطقيًا دون وعي؛ بعد دخول الحمام، كان هناك ممر يقود الأشخاص إلى غرفة الرأس، والتي كانت قريبة جدًا من الخارج من حيث درجة الحرارة. ثم كان هناك ممر أكثر دفئًا من السربينة، وفي نهايته الصوبة الزجاجية، التي كانت أكثر دفئًا من جميع المساحات الأخرى.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى