ميلود خيزار - الأمّــــــــهات..

1
الـمُوقِظاتُ الفَجرَ كي يَتوضّأ في حسّ وجودهنّ
الـمُدثِّراتُ أحلامَ الرِّجال بأرواحِهِـنِّ
الـمَاكثاتُ في أبراج الأنوثةِ العاليةِ
الطّائفاتُ بالدّفء على مَنافذِ بَردِ الوُجود.
الـمُرضِعاتُ طفولةَ الوعي لُغةَ النُّضج المبكّر
الـمُطعِماتُ مَواقدَهُنّ اللّيليّةَ حَطبَ انتظاراتِـهنّ المريرة.
الأمّهاتُ.
2
ذلك الوجهُ ليسَ لعاملِ مَنجمِ فَحم
إنّهُ وجهُ أمّـي، طالعا كرائحة خُبزها ... من فُرنـها القَرويّ.
3
الرّجالُ ... يُسمّونَ تَجاعيدَ وُجوهِ أمّهاتِـهم
أبجديّةَ مَخالِبِ الصّبر.
4
إذهَبْ حيثُ شئتَ، لكن لا تَنسَ مِقبَضا من أنقى مَعادِن الشّوقِ، متشبّثا، كدعائها،
بباب أوبَتك.
5
قَلْبُ الأمّ
جَـرَسُ سَماويٌّ
يَتـرنّحُ
بَين الـمَسرّة و الفَجيعة.
4
صَوتُ وَحشِ الرَّحَـى لا يَسكُتُ إلا بحَفنة حِنطة
تَدسُّها أمّي في فمهِ، تُسكِتُه...كي لا نَجوع.
الرحّى طفلُها الحَجريّ المدلّل.
5
يَدورُ الـمِغزل في يَد أمّي
حتّـى يَصيرَ ساقَ صَبيّة
كتلك التي تَلعَبُ في رأسي
مُنذ اغتيال الطُّفولة.
(يا لنَقاء مخيالِ الصّوف).
6
الـمُنبِّـهُاتُ التي لا تَتعَطّلُ و لا تَخذلُ المواعيدَ
الأراجيحُ الأولى للطُّفولةِ
الجوعُ النَّبيلُ
العتابُ الرَّحيمُ
تعاليمُ الحُبّ في لوح النّظرة
كمالُ البَوحِ في الإيماءة
كيفَ تَلبسُ الأمّهاتُ
كلَّ هذه الرّسائل
عند بوّابة الإشارات ؟
7
قميصُ الحياة المرقَّع
هو بعضُ أنامل أمّي.
8
في عَقلِ كلِّ سَيّدة نَقيّة
مِرآةُ أبٍ تَعكسُ بيتَ الوجود.
في قلبِ كلِّ عجوز نَقيّ
طفلةٌ، بمعنى أمٍّ أبَديّةٍ
هي رُوحُ الوجود.
9
مَدينونَ لأمّهاتنا بكَنز الهشاشة
مَدينونَ لهنّ بميراث الرقّةِ
مَدينونَ لهنّ بكلّ صباح يَشرقُ في وجوهنا
حتّى و نحن نُشرِفُ على هاوية العَدم.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى