وداد معروف - الأسئلة المسنونة

لا أعرف هل كان الأفضل أن لا أتقصي عنه؟ وأن أظل غافلة عن كل هذا التاريخ الشائن؟ تمنيت أني لا سألت ولا عرفت، كان كل شيء سيمضي كما خططنا له، حتى اسم ابننا القادم؛ اتفقنا أن يكون لؤي، أيضا البلد الذي اخترناه للعيش فيه معا، كل التفاصيل عشناها في خيالنا، عامان هما عمر حبنا العنيف، خلالهما لم أر منه إلا الصدق، الحب الذي يتبدى في كل كلمة وإشارة منه، خوفه عليَّ؛ اهتمامه بكل تفصيلة في حياتي، اصطحابه لأولادي للترفيه عنهم، قضاء مصالحي. حنانه الدافق.
كيف ألغي من ذاكرة قلبي كل الذكريات الفاتنة، حديثك الآسر كيف أنساه؟ سلبت لبي وأدهشتني. كنت لا أصبر عنك ولا تصبر عني، على مدار اليوم والليل حتى فجره, صباحا وظهرا وليلا، أحيانا نفتح الكاميرا لتراني وأنا أحدثك ولأسعد أيضا برؤيتك، حينما كنت تتجاوز أنهرك وأخاصمك أياما، فتأتيني معتذرا، علمتني الكثير وقدمت لي الكثير، لكنك ما علمتني كيف أتقن الكذب حتى ليخيل إلى من يسمعه أنه الصدق محضا، كم كانت براعتك وأنت تفرش غرفتين في قلبك، لتكوِّنا براحا كبيرا، يتاح لحبيبتيك فيهما أن يصولا ويجولا دون أن تشعر إحداهن بالأخرى، أتقنت كل شيء لكن القدر لم يكن معك, أخبرتني صديقتها بقصتكما وهي لا تدري ما بيني وبينك، ما إن مر اسمك في حوارنا؛ وصادف مرورها أمامنا في عيد ميلاد ابن صديق لي، إلا وغمزت لي، وبدأت نميمة نسائية أسفرت عن معلومات طورتُها وجمعتُها من مصادر كثيرة، ما جعلني أختنق منك؛ أنك كنت أحيانا تهدي رسائلها إليَّ ورسائلي إليها مع حذف ما يدل علينا، كيف استطعت أن تجمعنا في شقة واحدة جدرانها قلبك الكذوب؟!
سيئ السلوك في الحب أنت؛ كسمكة القرموط العابثة, أما السؤال الأكثر حدة فهو؛ لماذا لم أكرهك؟ لِمَ لَمْ يتحول غضبي إلى قرار بالهجر؟
لي شهر أغالب نفسي لأصل إلى هذه النتيجة لكن لم أتحول عن حبك قدر حبة قمح. غاضبة مغتاظة نعم، وددتك أمامي الآن لأقرعك وأجلدك بكلماتي.
هذه الدموع التي تسيل الآن على خدٍ طالما كتبت فيه مطولات من شعرك, أتذكر الآن عبارتك لي لما سألتك أتحبني؟
فأسرعت قائلا بسحركَ المعهود: سأظل أعشقك لآخر نفس في صدري، أنت يا إيناس حب عمري!
ها قد حصلت على الطلاق بعد عامين في المحاكم_ أعترف أنك لم تكن السبب فيه _ عامان أضنيا قلبي وقلبك، الآن الورقة في يدي وطار بك تاريخك المشئوم من يدي الأخرى, لماذا أتأسف كثيرا وأقول بندم: " ليتني ما سألت وما عرفت، وعشت معك الكذبة, ربما كانت تصدق في النهاية "؟ أعود وأقول لنفسي القضية ليست تاريخا فقط؛ ربما كنت غفرت وسامحت، المشكلة هي تزامن قصتي وقصتها واجتماعهما في قلب وسيع، وقد ظنت كل منا أنها تعزف لحنا منفردا ! تلاحقني اتصالاتك ورسائلك، أوشك أن أضعف أمام اعتذاراتك، حتى اعترافاتك وطلبك للصفح، أرفضهما بقلب موجوع عليك. تصر على الوصول إليَّ؛ فأقول ويفعل ذلك معها أيضا فألوذ بالصلاة وأبكي في سجودي وأدعو " أن يا رب اجعل قلبي يلفظه كما فعل عقلي" أتوقع قبول دعوتي في لحظة ما .
***

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى