أمل الكردفاني- تأزم السخط في اجترارات وتكرارات سليمان صالح على صفحة قناة الجزيرة

يلوك الدكتور سليمان صالح (والذي عرف نفسه ب: أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة وعضو مجلس الشعب في برلمان الثورة)؛ يلوك جمل معدودة ويعيد اجترارها وتكرارها ليشكل عبر هذا التكرار والاجترار مقالاً طويل نشرته قناة الجزيرة في صفحتها، مما أصابني بالملل. حتى موضوع المقال ينصب حول اتهام (يتم تكراره) لطه حسين باتباع المستشرقين، وذلك دون أي تفاصيل حقيقية ولا أدلة ظاهرة. ولكن عنوان المقال جميل جداً، وهو (كيف نتحرر من الاستعمار الثقافي؟)، غير أن الدكتور سليمان لم يعرف لنا ما هي الثقافة، ولا ارتباطها بالاستشراق، لأن الاستشراق منهج، وليس ثقافة، ولذلك كان من الأوفق أن يسمي المقال: كيف نتحرر من المنهج الاستشراقي؟) أو التوجه الاستشراقي أو الاتجاه الاستشراقي.
لكن -بغض النظر عن ذلك- ما لفت نظري هو أن كاتب المقال عاب على سعد زغلول تهاونه مع طه حسين، وقال:
(مقولة سعد زغلول كان تهوينا وعدم إدراك للخطر، وأن زعيم الأمة في ذلك الوقت لم يقم بدوره في الدفاع عن ثقافتها، والتفاعل مع الجماهير التي أدركت خطر ذلك الاتجاه، وأنه تمكين للسيطرة الاستشراقية على الثقافة المصرية).
وهنا تبادر سؤال إلى ذهني: ما الذي كان مطلوباً من زعيم الأمة لكي لا يعتبر متهاوناً مع طه حسين؟
هل كان يجب أن يقتل طه حسين؟
هل يجب أن يودعه السجون؟
هل يجب أن يقطع لسانه؟
هل يجب أن يحرق كتبه؟
هل يجب اضطهاده؟
لم أفهم معنى تهاون زغلول هذا، وقد عاد سليمان صالح وطالب بعدم التهاون مع طه حسين ثم تباكى على نفسه لتعرضه للاضطهاد نتيجة مواقفه الفكرية!!! فإذا كان صالح ينتقد تعرضه للاضطهاد؟ فلماذا يطالب زغلول باضطهاد الآخرين؟ وإذا كان صالح يقبل اضطهاد وقتل وسحل الآخرين لأنهم مختلفون معه فكرياً فلماذا لا يقبل اضطهاد الآخرين له؟؟؟
إن خطاب صالح مليئ بالإسفاف والتكرار والتناقض سواء كان حديثه عن طه حسين صحيحاً أم خطائاً، وهذا ما جعل مقاله شديد الضعف، يتخفى فيه التطرف بلباس الجمل المخاتلة، والحنق والسخط تحت تناقضات الطرح.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى