مظفر النواب - نعش الشهيد..

بِحار من العز والياسمين
تموج بنعش الشهيد
ثبات ملامحه روح نسر
وثَمّ التفات صغير بعينيه
صوب الحقول
وفي شفتيه كأن النشيد
بهي وقد لف
بالعلم الوطني و بالدم
يا أمه زغردي
في زمان سيأتي
وإن كان يبدو بعيد
أخرته القيادات
لا بد أن تفرز الأزمات
قيادات أخرى
سوى هذه الترهات
ولا بد من ثكل حرب جديد
وما بين عينيه
مغمضتين قليلا
بريد مع الله
والقبرات وبيارة البرتقال
وشاهدة القبر ترس
يهاجم عند اللزوم
و يأتي صغار حفاة إلى قبره
يدرسون علوم السلاح
لشعب تعلم فيه القبور
كذلك علم السلاح
لشعب سعيد
ويربِّت طفل صغير على القبر
في فرح في انتظارك بعد الجلوس
لنلعب في ساحة الوطن العربي
بعقل نظام العبيد
ولا ينتهي الدرس
إلّا يهب الصغار نشورا
وآخر ما شاهدوه يشق الزمان
وأنفاً إلى أنف دبابة
وما طرفت عينه
وهما الآن جيل لجيل
ويبصق في وجهها
ثم يرسل بصقته
في الهواء بعيداً
إلى أوجه الحاكمين
وأصرخ كلا تشرفهم
ليس مشكلة هذه الخردوات
ولكن لماذا سكوت الشوارع
بيت القصيد
وينزل ليل يغطي الوجود
سوى قبره
رفعته الشقائق
فوق الوجود
وتجتمع الأنجم الزهر
من حوله في ابتهاج
ويصعد من رحم الكون
صوت فلسطين
قد أنجبتني يفل الحديد
أعلى