أ. د. ربيعة برباق - لافتة...

ملّ القمر من الانتظار فغادر واتخذ لنفسه مدارا جديدا حول المريخ، حزنت الأرض واضطربت، وخلفت رعبا كبيرا في قلوب الكائنات، القرود معلقة بأعمدة الكهرباء، والبشر في الشوارع هائمة على وجهها، معلق على ظهر كل شخص لافتة مكتوب فيها: (حذار، كائن خطير سريع الغضب).
الشمس مكشرة تنفث النار كالتنين، وفي الأفق جسم مضيء، مركبة فضائية تمد سلما نحو الأرض.
فتاة صغيرة تفتح جرارة قلبها بسرعة بدأت تجمع فيه كل الكائنات التي تحبها: ورود، نباتات، أرانب، كتاكيت، قطط، وكل الحيوانات، وتلك الأفاعي كانت تهشها بقدمها وهي تحاول التسلق.
أمها التي وضعت قدما داخل المركبة تركت قدما أخرى خارجا تنتظر لحاقها، وهي تنادي أسرعي، أسرعي، مؤقت المركة يدق: ثلاثة، اثنين، واحد، صفر.
للحظة ظنت أنها بقيت هناك وحدها، لا، لا لست وحدي، قالت: أمي هنا لم تستطع أن تغادر دوني.
لست وحدي، أنا في حضن أمي وكل الكائنات التي تحبني في حضني.
فجأة، حطّت قطرة مطر على جبهتها، رفعت عينها، ابتسمت لها السماء، رسمت قوس قزح ثم قالت: هذا الكوكب صار لك.

ربيعة برباق. الجزائر.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى