محمد محمود غدية - ميلاد جديد

مازال يسدد نظراته اليها بوقاحة، لماذا هي وهناك آخريات يفوقنها جمالا فى المكتبة العامة، التى ألفت الذهاب اليها، كلما داهمتها حمى الكتابة، شاعرة تكتب بمشرط جراح، لا بالقلم، لها جرأة أمل دنقل، وبساطة الأبنودي، نالت العديد من الجوائز، متدربة فى قصور الثقافة، مازال يحدق فيها، نظرت اليه فى خلسة، تخيلته مثل فارس أمسك بالقوس والسهام، والله سهم عينيه أشد فتكا، ربما واحد من المعجبين بأشعارها، لاتمانع جلوسه بطاولتها، لكنه لم يفعل، لتفعلها هى، لم تستأذنه وهى تجلس بطاولته، وفنجان قهوته فارغ أمامه، قائلة : إشرب فنجان قهوة ثان معي
كم بدا جميلا فى ابتسامته، مشيرا الى قهوته قائلا وهو يقول : انه فنجاني الثالث،
بادرته بقولها : معذرة وجدتك تنظرني فأربكتني، لأجدنى هنا أمامك،
- قال : شدتني بساطتك دون كلفة، وكنت فى حاجة الى من يسامرني وحدتي، تواجدى بالمكتبة صدفة، فلست من هواة الكتب وغير قاريء لها،
صديقتي هى من اختارتها للقاء ولم تأتي وأغلقت هاتفها،
وعلى مائدة الحوار، تشابكت الحروف والأفئدة، أعمارهما متقاربة، تجاربه العاطفية معطوبة، هل كان مهم هذا اللقاء الذى دبرته الأقدار فى صورة صدفة، تضافرت المشاعر وألقت إليهما بعباءة الحب فى برد الشتاء، رفض أن يسمع قصتها، نحن أبناء اليوم، الماضي صفحة طويت،
ماأجمل اللقاء دون إعدادات
مدهشة الأقدار رتبت فى السابق الشخص الخطأ فى المكان والوقت الخطأ، هى من رتبت لنا اليوم هذا اللقاء الثري الذى كان بمثابة يوم ميلاد جديد .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى