محمد محمود غدية - امرأة يقطر من كفيها المطر

أقام الأبناء والبنات والأحفاد الزينات والبلالين، والتفوا جميعهم حول تورتة عيد الميلاد، فاليوم تحتفل الجدة التي تفخر بسنواتها الخمسين،
بعيد زواجها الثلاثين، أمسكت وزوجها السكين، التى غاصت فى التورتة، كأنها تغوص فى الزبد، وامتلئت الأطباق، بقطع التورتة والفاكهة، بعد شرب العصائر وتقبيل الجدة، التى أمسكت بثمرة تفاح قائلة :
أن طعم التفاحة، ليس فى التفاحة نفسها، وليس فى فم آكلها، وإنما فى إجتماعهما معا، وأضافت أنها تتحدث عن الثنائية الفريدة، بين الذكر والأنثى، على المرأة أن تكون بمثابة الأمان للرجل، والفرملة التى تمنع سقوطه فى هاوية الشرور، الزوج يصل الليل بالنهار، لتوفير السلامة والأمن لأسرته، وعلى المرأة القيام بأدوار متعددة فى حياة زوجها، زوجة طيبة مطيعة، دون أن تتخلى عن ذكاءها وجمالها، فى كل مراحل عمرها، بالإضافة لقيامها بأدوار متعددة، الأم التى تكتشف الطفل الكامن داخل زوجها وتدلله وترعاه، وتعتني به دون ملل، والأنثى التى توقظ فيه رجولته، ولا تدعها تخبو أو تنطفيء أبدا، والصديقة التى تشاركه همومه وأفكاره وطموحاته، تكون له المصباح الذى ينير له الطريق، وتتعلم قبل الكلام فن الإنصات، وإبنة عطوف حلوة، تستثير فيه مشاعر الأبوة والجمال والحب، تختار له لون رباط العنق الذى يتفق مع أناقة بدلته، قريبة منه تضاحكه، إذا وجدت مزاجه غير رائق، تفتح له بساتين البهجة، وتنقل له الأخبار السارة التى يحبها، تكون له بمثابة ورق النشاف، الذى يمتص كل الشوائب،
وضربت بنفسها المثل، وهى الخمسينية التى أدركت أن لكل سن جمالها، عروس اليوم تحتفل بعيد زواجها الثلاثيني، ومازال القلب يفيض بالعشق، فى كل وقت وحين، وكما نتخلص من زيادة الملح فى الطعام، كذلك اذا تكلم الزوج، وإذا تكلمنا نضيف لكلامنا قليل من السكر،
وكلما تعددت وتغيرت أدوار المرأة فى مرونة وتجدد، فإنها تسعد زوجها، مثل طفل يسأم اللعبة سريعا، ويؤثر التجديد دائما، ويتحول إهتمامه نحو كل ماهو جذاب وجديد،
فى البدء كان آدم، الذي أنس فى نفسه وحشة، فخلق له حواء، ومثلها فى باقي الكائنات والمخلوقات والنباتات وكل نواحي الحياة، وأضافت أيتها الفراشة الجميلة، قرص الشهد الذى ينز منه العسل، كوني ذكية جميلة، لينة مستعصية، متدفقة متهافتة، مطيعة وحانية وقاسية ومتمرسة وصعبة وعنيدة، وناعمة وسلسة فى آن واحد،
إفتحوا النوافذ، وأخبروني أين ذهبت الغيوم، التى كانت تملأ الكون منذ ساعات ؟
إختفت وإنتشرت فى السماء، زرقة صافية، تشبه لوز القطن،
لاتضيقوا بالغيوم، فبعد كل ليل نهار، وإغفروا الأخطاء الصغيرة، لتستمتعوا بالفضائل العظمى .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى