عبدالله البقالي - عجين و فحولة

وجدت العروس تقسها تعيش مازقا ليلة دخولها. فالعريس لا يزال مغرقا في طفولته. ولا يبدو عليه انه سمع يوما بشئ اسمه الحياة الجنسية. وحين فكرت بمفاتحته في الامر. فطنت للورطة التي قد تزج بنفسها فيها في الوقت الذي يجب ان تحرص على صورة القادمة من عوالم الطهرانية. لكنها في الوقت نفسه هي حريصة على شئ يعتبر من أقدس حقوقها.فكرت في مخرج و قالت للعريس: لماذا تزوجت بي؟
أجاب العريس دون اكتراث أو فطنة: لتكنسي و لتطبخي و لتنظفي .
عقبت الزوجة: أهذا كل شئ؟
- هذا ما اعرفه.
كتمت العروس غيظها. و في اليوم الموالي، قصدت الحماة و ردت على سؤالها المتعلق بليلتها الاولى: ما زلت عذراء.
شعرت ام العريس بالحرج، فبادرتها العروس : أنا اعتمد عليك في حل هذه المعضلة. ابنك لا يفهم شيئا.
قالت الام: في هذا الامر بالذات لا أستطيع ان اقدم لك أي خدمة. لكني سأفاتح أباه في الامر.
قال الأب للعريس بتودد و هدوء: أنت اليوم غير ما كنت عليه بالامس. أمامك مسؤولية، و اكبر مسؤولياتك ان تكون على وئام مع زوجتك. يجب ان تلاطفها. تداعبها. تمازحها و تمازحك. تمسك بها و تمسك به. و تحتضنها و تحتضنك.هل تفهم يا ولد ما أود ان أبلغك إياه؟
أجاب الإبن بإماءة من رأسه . فأضاف الاب: قبل ان تمضي خذ معك كيسا من الدقيق. فقد تحتاج إليه.
لم يكن في الزيارة فائدة. و تبخر رهان الزوجة من تلك الوساطة الخائبة. ولم تجد مفرا من الاعتماد على نفسها من خلال إعادة طرح أسئلتها لعل الاجابات تحمل جديدا. وحين يئست تماما من ذلك. توجهت للأب مباشرة . وحين رأى الصهر حالها، قال لها: أرجوك، لا تقولي شيئا. كل شئ مكتوب على تعابير وجهك. عودي إلى البيت، و سترين اني ساحل المعضلة. كل ما اطلبه منك هو ان تبعثي لي بذلك الأبله.
حين حضر الإبن، كان الاب يغلي بالغضب و النقمة و الانفعال. سأله الإبن: لم بعثت في إثري؟
نظر الاب إليه نظرة فيها الكثير من السخط و عدم الرضى. ثم عقب: و لازلت تسأل؟.. طيب سأريك الامر هذه المرة بطريقة لا تقل حدة عن وقاحتك و بلادتك.
نادى الاب الام. فردت عليه: انا منشغلة بالعجين.
قال الاب: قطعي العجين أقراصا و تعالي إلي على الفور.
حين حضرت الام، أنقض عليها الاب و هو يقول لابنه: هكذا أيها الغبي يتصرف رجل مع أمرأة. و خلع ملابسها و شرع في جماعها على مرأى منه، فانطلق هاربا من المشهد.
حين و صل إلى بيته. جلس الجلسة نفسها التي كان عليها أبوه قبل حين. ثم نادى العروس قائلا: اعجني فورا. وحين انهت ذلك قال لها: قطعي العجين اقراصا و تعالي إلي على الفور.
كرر المشهد نفسه الذي رأه قبل حين. غير انه ظل ماخوذا بالنشوة و اللذة التي لم يكن يتوقعها. ثم نظر للعروس قائلا: هيا اعجني من جديد، وقطعيه اقراصا و تعالي إلي على الفور.
سمع الاب قبيل الفجر بقليل قرعا قويا على الباب، فرد سائلا مستنكرا: من هذا الذي يقرع باب بيتي في مثل هذا الوقت؟
رد الإبن باستعجال: أنا يا أبي.
- ماذا تريد؟
- قد خلا البيت من الدقيق.
كاد الأب ان ينفجر ضحكا، لكنه تمالك نفسه من جديد و قال له: متى ستكف عن بلاهتك أيها الغبي. ومتى ستفهم أن تلك العملية ليست مرتبطة بالعجين.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى