تركية لوصيف - زفاف للمرة الخامسة... قصة قصيرة

جلبة تنبعث من الخيمة المنصوبة نهاية الزقاق ،رائحة أطباق الكسكس تسيل اللعاب فيلتحق المارة دون دعوة
عليك أن تشبع من خير الحاج الذى يغدقه على المارة ..هذه خامس مرة تزف إليه العروس ذاتها ويغدق عليها من ماله

تعجب أحد الحاضرين وكان شابا يافعا قدم للحى لترميم بيت عمته المغتربة وهى على وشك العودة..
نفس العروس تزف إليه كل مرة !
ألا يوجد غيرها فى المدينة ؟!
كان الحاج مسعود يسترق السمع لم يقوله الناس عنه والعرس الذى يقيمه كل مرة ويعيد فيه تلك المرأة الهاربة منه
أنا غاضب قليلا منك ،كيف تطلبين منى زفافا للمرة الخامسة وألسن الناس تتهكم فأسكت بطونهم بمأدبة عشاء أدفع فيها المال حتى اقطع ألسن هؤلاء التعساء
ربما السبب صار معروفا،فوشوشة اليوم لن تمر ببساطة
اقتربت ميسون من فراشها وتخلت عن كل المجوهرات برقبتها وبأصابعها
كان يراها ترفضه للمرة الخامسة
وسيجهز نعشها هذه الليلة..

استعاد كل الذهب منها وكل مال وكل فستان مزركش وعلا صراخه :يافاجرة !
قهقات العروس تواجه الصراخ وفى العلن
أخرجنى للمدعويين واجعل أصغرهم يطأنى ،لكنت أما تداعب وليدها وأنا العذراء بعد..
استلم الشاب الرسالة المشفرة كما استلم جسدها من العلو ..

كان جلال الذى سمعت أذناه ورأت عيناه الجريمة ..كانت العروس لا تزال تتنفس وتضع يدها على مخرج الدم وطلب لها الإسعاف وقضى ليلته يرقب التطورات
ازاحت الممرضة الستار عن نافذة الغرفة فانبعثت ألوان قوس قزح جعل ميسون تفتح عيناها بعد شهر وتتأمل تلك الخيوط ،ألوان العذاب النفسى من قوس الحاج مسعود وتلك الرماح القاتلة كل ليلة تقضيها لصيقة بجسم فقد صلاحية الفحولة..
من يدفع فاتورة المستشفى ؟
ليس لديا المال ولا أعرف كيف أتصرف
أرجوك امهلينى بعض الوقت
تهز الممرضة رأسها بالموافقة
انتظر حتى حل الليل الذى صاحبته أمطار ورياح اقتلعت شجرة ومددتها ،تخفى خلفها جلال ثم اقترب من بيت الحاج مسعود
طرق على الباب يوقظه ،فيحمل الفانوس يبدد به الظلمة الحالكة ويقترب من الباب ويلتزم الهدوء
الطرق الخفيف يتواصل..
من هناك؟
بدفعة قوية فتح الباب،ارتعشت أطرافه وابتعد للداخل بضع خطوات
من أنت ؟
أنا الشاهد الوحيد على محاولتك فى قتل ميسون
أريد مالا أدفعه للطبيب ثم سأختفى
ميسون لاتزال على قيد الحياة ،وحتى سركما صار معروفا ..
إدفع لى المال كل مرة يالحاج الفحل..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى