رسائل الأدباء : رسالة من صلاح الدين المنجد إلى زكي مبارك

10 - 02 - 1941

إلى الدكتور مبارك

كان قلمكم الثائر قد خط في مقالكم الخامس في نقد آراء الأستاذ أحمد أمين وتبيان جنايته على الأدب العربي (الرسالة 314 - 10 يولية سنة 939) أن هذا الأستاذ لم يؤت أسلوباً خاصاً، وأنه ما كان في يوم من الأيام أديباً، وكان مما قلتموه يومئذ:

- إن أحمد أمين ليس له أسلوب

وإن الرجل لا يكون له أسلوب إلا يوم يصح أنه يحس الثورة على ما يكره والأنس بما يحب. فعندئذ تعرف نفسه معنى الانطباعات الذاتية، ويعبر عن روحه وعقله وقلبه بأسلوب خاص. . .

ولقد عانى أحمد أمين في الواحات فلم يصفها، واشتغل بالقضاء الشرعي فما توجع مرة واحدة للمآسي التي رآها، ولو كان أحمد أمين أديباً كتب خواطره وسطر احساساته في القضاء وفي الواحات، (ولكن أحمد أمين لم يكن أديباً وإنما كان موظفاً مخلصاً لواجب الوظيفة لا يرى ما عداها من الشئون) (الرسالة 314 ص 1337 - 1338)

ويمضي على ذلك سنة ونصف سنة، ويأتي العدد (384 - 11 نوفمبر سنة 1940) من الرسالة فما نجد يا ترى؟ وماذا نرى؟

نجد أن الدكتور زكي مبارك يقول: (يجب الاعتراف بأن لأحمد أمين أسلوباً. . . وبأن لهذا الأسلوب شخصية تتميز بالسهولة والوضوح. . .)؛ وبأن في كتابه (فيض الخاطر) مقالات من الأدب الذاتي، (وهو الأدب الذي يصور الكاتب واحساساته. . .

ثم رجا طلاب السنة التوجيهية (أن يفطنوا وهم يقرءون كتاب (فيض الخاطر) إلى أن المؤلف أديب. . . يصور لواعج نفسه)

فهل للأستاذ أن يجلو لنا السر الذي جعل أحمد أمين أديباً؟ أم إن ذلك كان من باب: (رضيت فكسوته، وغضبت فجردته. . .!)

وللدكتور مبارك منا أجمل التحيات

(دمشق)

صلاح الدين المنجد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى