فائزة أحمد - غادة.. قصة قصيرة

يكاد أن ينطبق عليها قول الأعشى :
غراء فرعاء مصقول عوارضها / تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل
تلك هي (غادة) الشابة المليحة القسمات التي كان يتبارى شبان حيها ذات زمان مضى على الفوز بقلبها ، فمرت الأيام والسنون واصبحت (غادة) زوجة وام لثلاثة أطفال بعد أن تزوجت (بفيصل) ، الرجل الثري الذي يمت لها بصلة القربى وكان متيماً بها .. كان (فيصل ) يمتلك الكثير من المال والعقارات وكان يعمل بالتجارة وكانت (غادة ) تنعم بحياة رغدة ورفاهية عالية حيث كان (فيصل) يلبي لها كافة طلباتها ومتطلباتها فلم يكن ينقصها واطفالها الثلاثة الذين كانوا يتمرغون في نعيم الحياة شيئا ما. وبالرغم من سعة العيش التي تحيط (بغادة) من كل جانب إلا أنها كانت تسلك في حياتها سلوكاً غريباً لايخطر على بال ولاتمر ذكراه بعقل أحدهم، وهو أنً (غادة) الجميلة المدللة الثرية الغارقة إلى أذنيها في المال وتعيش حياة رغدة ، مريضة بداء السرقة !، فقد اعتادت على ذلك السلوك منذ أن كانت طفلة في سنوات دراستها الأولى ، حيث كانت تسرق النقود والحلوى من رفيقات الطفولة في المدرسة آنذاك بالرغم من أنّ حقيبتها كانت مليئة بالنقود والحلوى ! ولم يكن هنالك أحد من أفراد عائلتها يفطن لما يحدث ، كذلك لم تكن الصويحبات يتهمنها بالسرقة آنذاك لأنها لم تكن لديها حوجة لذلك فهي من أسرة ثرية ولم يكن هنالك أحد تساوره الشكوك حولها . مرت السنوات وترعرعت (غادة) وترعرعت معها السرقة وتزوجت وانجبت وما انفك ذلك المرض يحلق في سماء حياتها ، فما أن تقودها قدماها الى بيت احدى الجارات أو الصديقات في زيارة لها الا وتمارس (غادة) ذلك السلوك غير الحميد بسرعة، كما وسرعة البرق ، بمجرد أن تتاح لها الفرصة خلال تلك الزيارة حينما تقوم الجارة مثلاً بكرم الضيافة ، فتلتفت (غادة)، يمنى ويسرى فتجد الأجواء صافية وليس هنالك مايعكرها! فتأخذ على سبيل المثال لا الحصر لوحة ! صورة فوتغرافية ! الريموت كنترول ! وتخبئهم في حقيبتها التي لاتفارقها أبداً ، وفي أحيان أخرى تكون الفرصة لممارسة تلك العادة متاحة بشدة فتأخذ (غادة) نقودا مثلاً أو مجوهرات أو إكسسوارات أو موبايل في احدى زياراتها للبعض من الناس، وفي أحيان أخرى تقوم بسرقة أشياء بسيطة لاقيمة لها ! وهكذا أمست (غادة) تمارس مأساتها تلك في كل زمان ومكان.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى