ديوان الغائبين ديوان الغائبين : علي يحيى الإرياني - اليمن - 1902 - 1939

علي بن يحيى بن محمد الإرياني.
ولد في حصن إريان المسماة بيحصب (اليمن)، وتوفي فيه، وكان في ذروة شبابه.
قضى حياته في اليمن.
تلقى علومه الأولية عن والده، فدرس النحو والفقه، ثم قصد صنعاء فدرس علوم الدين واللغة على أجلة من علماء عصره منهم: إسماعيل بن علي الريمي، وأحمد بن علي الكحلاني، وعبدالخالق بن حسين الأمير، وعبدالله بن محمد السرحي، نال إجازته من والده وسليمان بن محمد الأهدل وأحمد بن محمد الأهدل.
اشتغل بالتدريس في هجرة إريان، كما تولى القضاء في مدينة وصاب بأمر الإمام يحيى، ثم استقال عقب حكم انتصف فيه لمواطن فلاقى عنتًا من جرائه، وقد اختاره الناس حاكم تراضٍ في بلده.

الإنتاج الشعري:
- له عدة قصائد وردت ضمن كتاب: «نزهة النظر»، و له عدة قصائد نشرت في صحيفة «الإيمان» ومجلة «الحكمة اليمانية»، وله ديوان جمعه أخوه بعد وفاته.
شاعر فقيه، نظم على الموزون المقفى، له منظومة (17 بيتًا) ضمنها أقسام الحديث الشريف، كما نظم في المراسلات، فله قصيدة يطلب فيها الإجازة المعهودة بين أهل العلم من والده، وله أخرى يرد فيها على من يعيب عليه تمسكه بمذهب السلف الصالح، تغلب على شعره النزعة الدينية فيفخر بإيمانه وتقواه، وله منظومة في (17 بيتًا) استشعر فيها دنو الأجل وتساءل عن غفلة الإنسان طالبًا عفو ربه، متحسرًا على ما فات من لحظات لم يذكر فيها الله.
له مقطوعات في معان مختلفة؛ فنظم في معنى «كرامة» - وهي محبوبته، وحسن التعليل بوضع اليد على الجبهة عند السلام، كما نظم في وصف القات قصيدة بقي منها (13 بيتًا)، وقد حذر فيها من مضاره في مقابل فوائده المحدودة، وختم قصيدته ببيت من شعر المتنبي في مدح سيف الدولة، خاطب به إمام عصره، وفي الشمسية ضمنها بيتًا من البردة، تتسم لغته بالسلاسة، مع دقة المعنى، والإفادة المتوازنة من المحسنات البديعية، صوره جزئية، وخياله تقليدي.

مصادر الدراسة:
1 - أحمد جابر عفيف (إشراف): الموسوعة اليمنية - مؤسسة العفيف الثقافية - صنعاء 2003.
2 - محمد بن محمد زبارة الصنعاني: نزهة النظر في رجال القرن الرابع عشر - مركز الدراسات والبحوث اليمني - صنعاء 1979.


بارق صنعاء

خُذِ الأمـنَ لـي مـن بـارقٍ لاح مـن صَنْعـــا
فصـارمُه قـدْ قَدّ مـن صـبريَ الـدِّرْعـــــــا
وأشجى فؤادًا خـالـيًا عـن سـوى الهـــــوى
وأذكرنـي عهدًا بـهـا لـم يـــــــزل يرعى
أيـا هل تـراه فـي جفـونـيَ خــــــــافقًا
فـمـا لاح إلا أهـمـلـتْ سُحـبُهـا الـدمعـا
وقـل لنسـيـمٍ هـبّ مـن نحـو أرضهــــــــا
أمـانًا فعقـلـي كـاد إذ هـبّ أن يـــــنعى
ومـا شـاقنـي ذكرُ الـحسـان بسُوحهـــــــا
فقـد مـلـت زهدًا عـن هـواهـنّ لا طبعــــا
ولكـنه قـد جـاءنـي حـامــــــــــلاً شذا
عـلـومِ عـمـاد الـديـن مـن شـيّد الشـرعـا
ولـيس الـذي حـاز الكـمـــــــــال تطبُّعًا
كـمـثل الـذي كـان الكـمـالُ له طبعـــــا
فـيـا أيـهـا الـمـولى الـذي بعـلــــومه
وأوصـافه قـد شنّف الصُّحْفَ والسمعـــــــــا
ألا إن لـي شـوقًا إلـيكـم يشفّنـــــــــي
فقـد ضقتُ مـن حـمـل النـوى والهـوى ذرعـا
فإن يك فـي «ريـمـانَ» جسمـيَ قـــــــاطنًا
فروحـي لـديكـم لـيس يبرح عـن «صنعــــا»
فجُودوا عـلـيـنـا بـالـوصـال لعـلّنـــــا
بقـربكـمُ مـن بـيـننـا نجـبر الصدعـــــا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى