رسائل الأدباء : رسالتان بين العلامة محمد المختار السوسي و شقيقه الأديب إبراهيم الإلغي

بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه
مراكش ـ الرباط ـ 23 ـ 12 ـ 1354هـ

الأخ الأديب سيدي إبراهيم، وعليكم السلام ورحمة الله الحمد لله على سلامتكم من جولتكم، التي أرتكم السماء كيف تكون السحب إذا جادت بوابلها المدرار، وخبرتم من النفس البدوية الساذجة التي يظلمها الحضري كيف يكون الكرم، وكيف لا يمنع الإقلال من إكرام الضيف بما تقر به عينه، ولله درك في رسالتك، فقد أمسست فيها بالسحر الحلال أفئدة جمع القيتها على مسامعهم، وهم مجتمعون ثاني العيد. وبعد: فإني اليوم مشتغل بكتابة ذكرى مراكش، بمناسبة مرور 900 عام عليها، حيث كانت هذه السنة على رأس القرن التاسع منها، فقد كتبت اليوم حول مراكش اللمتونية، وكدت أتمه، وقد توقفت على أن تنقل لي من نزهة المشتاق للادريسي، ومن المسالك والممالك للبكري، ولابن حوقل ما يتعلق بمراكش وأغمات، ومدينة نفيس والبرغواطيين. ابن حوقل زار أغمات أواسط الرابع قبل مراكش بقرن، فانقل لي ما قال عن أغمات وعن البرغواطيين وعن مدينة نفيس إن ذكرها بالرقم المحقق والجزآن إن تعددت الأجزاء، والبكري الأندلسي صاحب الكتابة حول الأمالي للقالي، كان حيا يوم أسست مراكش، وتوفي ,488 فانقل ما قال عن البرغواطيين ومراكش وأغمات ومدينة نفيس وما يتعلق بذلك بالرقم المدقق، وانقل بالحرف. والإدريسي في القرن السادس ألف النزهة لرجام الصقلي، فانقل كذلك ما قال بتدقيق حول مراكش وأغمات ونفيس وما إلى ذلك، والكل في المكتبة، وذلك مطبوع في أوربا، وبين الطبعة وسنة الطبع. بقيت لبث العلوم، وأنبهك على تبيين الخط وتوضيحه، والسلام.


*****

من شقيقه الأديب إبراهيم الإلغي

الحمد لله

الرباط في 2 محرم 1355

حضرة الأخ المحترم سيدي المختار أدام الله علاه،
السلام عليكم ورحمة الله
تهانينا لكم بفاتحة عامنا الجديد ,55 ونتمنى أن يكون عام فتح جديد على سائر المواطنين. وتعزية لكم في وفاة الأديب المكي البطاوري، الذي لفظ نفسه الأخير، ساعة 3 ليلا 2 محرم الحرام الذي كان هامة يومه منذ أمد بعيد، ولقد مشى في جنازته جميع طبقات الشعب، وعلموا أن صرحا مشيدا من أركان الأدب انهار، إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم إنني أخذت في البحث الذي كلفتموني به، ودرست ما كتبه ابن حوقل، ووجدت عنده ذكرا لبرغواطيين وأغمات، ولم يذكر نفيس، ورجعت كتاب المسالك لابن الفقيه، ومسالك الممالك للاصطخري والمسالك والممالك لابن خرداذبة، وكلهم أغفلوا ذكر نفيس، وذكروا مدينة مهمة سموها طرقلة ومدنا أخرى كثيرا كانت موجودة في ذلك الحين، ولازلت أتابع البحث في باقي المواد، وسأوافيكم بالمجموع عن قريب
والسلام على الإخوان.
ـ إبراهيم الإلغي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى